الشارقة ـ مصراليوم
أكد أدباء وكتَّاب ومتخصصون في شؤون الكِتاب والنشر أن غياب إحصاءات حقيقية عن واقع المهتمين بصناعة قطاع الكتاب يؤدي الى إثارة الكثير من التكهنات حول علاقة القارئ بالكتاب، وطبيعة القراءة التي يفضلها، وأرقام التسويق الحقيقية، والجدل القائم حول علاقة الكتاب الورقي والإلكتروني في ظل تطوُّر وانتشار الأجهزة اللوحية المختلفة.
جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية المعنونة (ماذا يقرأ العالم العربي وكيف؟) التي تم تنظيمها من قبل بي بي سي عربي بالتعاوُن مع هيئة الشارقة للكتاب على هامش انعقاد فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته 35 للعام 2016، وذلك بمشاركة كل سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، والكاتب والناشر المصري سيد محمود، والكاتب العرقي د. رشيد الخيون، وأدار الندوة عمر عبد الرازق مراسل ومذيع بي بي سي عربي معد ومقدم البرنامج الإذاعي (عالم الكتب).
استهل العامري حديثه بالقول:" المجتمع العربي مجتمع قارئ، وهذا بخلاف المقولة المنتشرة أنه لا يقرأ، فهناك عوامل عدة تدعم توجه المجتمع العربي للقراءة أبرزها: الدين الإسلامي الذي يدعو الى القراءة، والدليل على استمرار بل وتطور القراءة أن سوق الكتب في الإمارات تبلغ نحو 230 مليون دولار في حين تبلغ في العالم العربي 1 مليار دولار، كما أن صفقات ترجمة الكتب من العربية إلى اللغات الأخرى بلغت 145 صفقة قبل يومين اثنين فقط وذلك على هامش البرنامج المهني التابع لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، كما أن معرض الشارقة للكتاب يشهد سنوياً مبيعات كتب بنحو 40 مليون دولار".
ونوّه رئيس هيئة الشارقة للكتاب على ضرورة توفير عوامل كثيرة ومتواصلة لجذب أفراد المجتمع إلى القراءة، وأيضاً الاعتناء بجودة المحتوى وتناسبه مع الفئات المستهدفة والمجتمع، مؤكداً أن الشارقة تعمل برؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على جعل القراءة أسلوب حياة ممتع لدى كافة أفراد المجتمع".
وأشار سيد محمود أنه لا يمكن التحكُّم بالقارئ فيما يفضله من كتب، كما أن اتجاهات القراءة لا تحدد بالضرورة أهمية الكتاب المقروء، وإنما نوع وطبيعة التسويق القائمة على ذلك الكتاب هي التي تحدده، واعتقد انه أصبح واضحاً حجم وأهمية التسويق الإلكتروني في تحديد كميات الكتب المشتراة، لكنه يعكس في الوقت نفسه مشكلات القرصنة، ويطرح اشكالات حماية الكاتب والناشر عند حصول القارئ على الكتاب المجاني في مواقع النت بعيدا عن حقوق الملكية.
الدكتور رشيد الخيون، بيّن أن الجدل القائم حول الكتاب الورقي والإلكتروني لا يستحق كل هذه الضجة، مع أنه وجد مثل هذا الخلاف في التراث العربي القديم عند انتقال الكتابة من وسائط الرقاع والجلود والألواح الطينية إلى الورق!، وأكد الخيون أن المجتمع العراقي – كنموذج عربي – لا يزال مجتمعاً قارئاً، وأن معارض الكتب علامة صحة على تقدم الكتاب، والقراءة، وعلى المؤسسات الرسمية أن تبذل جهوداً أكبر في دعم القراءة والبحث عن وسائل جاذبة.
هذا وشهدت الجلسة مداخلات وتساؤلات عدة شارك فيها العديد من الإعلاميين العرب من الصحف والمجلات والإذاعات ومحطات التلفزيون العربية المعروفة، دارت حول أهمية إيجاد سبل جديدة لإعادة المجتمع إلى الكتاب، وأهمية العناية بجودة المقروء، وتسهيل توصيل الكتاب العربي إلى أي مكان في العالم، والعمل على إيجاد استراتيجيات جديدة لقطاع النشر، تكفل في الوقت نفسه تكوين تصور حقيقي مقرب وأرقام حقيقية ترصد حركة القطاع وإمكانات تطوره
أرسل تعليقك