c كشف تفاصيل المُناظرة التي تسببت في اغتيال فرج فودة - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 08:18:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كشف تفاصيل المُناظرة التي تسببت في اغتيال فرج فودة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - كشف تفاصيل المُناظرة التي تسببت في اغتيال فرج فودة

فرج فودة
القاهرة - مصر اليوم

أعلنت الهيئة العامة للكتاب،في الأول من يونيو 1992،  برئاسة د. سمير سرحان، هذا التاريخ ليشهد مُناظرة ذات جدالٍ في معرض الكتاب تحت عنوان «مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنيّة»، انتظرها الجمهور وقتها، لموضوعها الهام في ذلك الوقت الذي انتشرت فيه الجماعات الإسلامية، وذات المرجعية الدينية، وللأسماء الهامة التي تُشارك فيها، إذ مثّلت جانبين؛ الشيخ محمد الغزالي، المستشار محمد مأمون الهضيبي، المتحدث باسم جماعة الإخوان حينها، والدكتور محمد عمارة، من جهة، في مواجهة د.فرج فودة، الكاتب ورئيس حزب المستقبل، ود. محمد أحمد خلف الله، العضو البارز بحزب التجمع.

تلك الأسباب التي جعلت ما يقارب 30 ألف شخص يحضر تلك المُناظرة التي أدارها د. سمير سرحان، رئيس الهيئة، وبدأت الكلمة للشيخ «الغزالي» والذي تحدّث عن أهمية الحفاظ على هويتنا الإسلامية وهو ما يتنافى مع عدم الأخذ بها في حكمنا، وأن «الحكومة الإسلامية نصفها وحي من الله والنصف الآخر متروك للعقل، وإن كنا نريد البعد عن حكم الله وعن العقل، فأي حُكم هذا!»، وتبعه المستشار «الهضيبي»، حيث أكّد أن الجدال يجب أن يكون بين الدولة الإسلامية والدولة اللاإسلامية، مؤكدًا أن الإسلام دينٌ ودولة وليس دينٌ فقط.

بدأ دكتور «خلف الله» الرد، نقلًا عن "المصري اليوم
 على ما قاله الجانب الأول مُمثلًا في الشيخ «الغزالي» والمستشار «الهضيبي»، حيث أوضح الفرق بين الدولة الدينية والدولة المدنية، موضحًا أن الملوك يستمدون سلطتهم من الله أحيانًا وأنهم يمتلكون حق التحكم في مصائر الشعوب، بينما الأنبياء يستمدون سلطتهم من الله دائمًا، وأنهم لا يملكون التحكم في الشعوب بل إن الله حدد مسئوليّاتهم في الدعوة إلى الله فقط.

ثُم تعود الكلمة إلى الجانب الآخر، فيقول د. محمد عمارة، أن بديل الدولة الدينية، هي الدولة اللادينية، وبديل الدولة المدنية هي العسكرية، موضحًا أن كل نظم الحُكم الموضوعة من قبل الإنسان هي مدنيّة، وأنه لا تعارض بين الدين وإقامة الدولة، متحديًا من ينكر أن سيدنا محمد أقام دولة، مؤكدًا أن إقامة الدولة واجب مدني، يستحيل بدونه إقامة الواجب الديني.

كان الكاتب فرج فودة هو آخر متحدث في المناظرة، ربما لعلمهم أنه مُثيرًا للجدل دائمًا، فبدأ حُججه للرد على ما دار من حديث، بالإشارة إلى دولة الخلافة ما بعد الخلافة الراشدة، مُستشهدًا بكلماتٍ للإمام الغزالي نفسه، خصمه في المناظرة، تؤكد ذلك، كما أشار إلى تجارب مُجاورة للدولة الدينية، مُقتبسًا عن الشيخ الغزالي «الإسلاميون منشغلون بتغيير الحكم أو الوصول إلى الحكم دون أن يعدوا أنفسهم لذلك»، كما أشار إلى ما قدمته بعض الجماعات المحسوبة على الاتجاه المؤيد للدولة الدينية، وما صدر عنها من أعمال عنف وسفك للدماء قائلًا «إذا كانت هذه هي البدايات، فبئس الخواتيم»، كما ذكّر هؤلاء الداعين إلى الدولة الدينية أن تلك المُناظرة التي يحضرونها خرجت من رحم الدولة المدنية، قائلًا أنها «سمحت لكم أن تناظرونا هنا ثم تخرجون ورؤوسكم فوق أعناقكم».

دارت المناظرة على صفيحٍ ساخنٍ بين حديث الأطراف، وتعقيبات الضيوف، وصيحات الجمهور بين الحين والآخر بـ«الله أكبر ولله الحمد» حينًا، واللغط والاستنكار حينًا آخر، لكن ما خرجت به جريدة سلفية تُدعى جريدة النور الإسلامية، بعد المناظرة، بإباحة دم د. فرج فودة، يُثبت أنه أثار جدلًا امتد إلى الغضب بين الأوساط المؤيدة للدولة الدينية، والكارهة للعلمانية والتي يحسبون «فودة» عليها.

ما صدر عن تلك الجريدة يبدو أنه لم يكُن بالإنذار الكاذب، إذ تم اغتيال فرج فودة في الثامن من يونيو 1992، بعد أسبوعٍ فقط من المُناظرة الشهيرة.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كشف تفاصيل المُناظرة التي تسببت في اغتيال فرج فودة كشف تفاصيل المُناظرة التي تسببت في اغتيال فرج فودة



هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - بدء اختبار أول لقاح في العالم ضد عدوى نوروفيروس بتقنية mRNA

GMT 22:40 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»
  مصر اليوم - روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»

GMT 07:26 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة
  مصر اليوم - بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل

GMT 23:14 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

أسعار الحديد في مصر اليوم السبت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon