توقيت القاهرة المحلي 07:37:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طرق عودة مومياء رمسيس الأول بعد مرور مائة عام على تهريبها

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - طرق عودة مومياء رمسيس الأول بعد مرور مائة عام على تهريبها

تهريب الآثار المصرية
القاهرة - مصر اليوم

تُمثل خبيئة الدير البحري إحدى أهم القضايا الكبري في جرائم تهريب الآثار المصرية خارج البلاد عبر التاريخ، وذلك لضخامة الخبيئة، وما كانت تحتوي عليه من كنوز أثرية، ، حيث كان من أهم المتورطين فيها - بالإضافة للأخوة عبدالرسول- قناصل دول، مثل مصطفي أغا التركي، وغيرهم من أصحاب النفوذ في الأقصر آنذاك.

و وجدت هذه الآثار في ناحية القرنة التي على رأس الجبل الغربي، ضمن منزل لعائلة فلاحية، تعرف بعائلة عبدالرسول، أما كيفية الوصول إليها، فكانت أن صاحب العائلة المحكي عنه، اكتشف منذ عدة سنوات بعض الآثار، فكتم الأمر على الغير، وأخذ يتصرف ببيع ما يجده من آثار إلى السياح وخلافهم، على علم من أخيه المدعو محمد، فتصادف أن وقع خلاف بين الأخوة، فشكا هذا أمر إلى مديرية قنا، فأرسلت المديرية توًا من قبلها المندوبين اللازمين إلى المحل المعين، للتحفظ على ما هناك، حتى قدوم مندوب المتحف حسبما طلب منها.

يقول الأثري محمد محيي إنه "بعد تهريب بعض المومياوات من الخبيئة، عادت مومياء رمسيس الأول بعد مرور مائة عام علي تهريبها، من خلال الدبلوماسي التركي مصطفى أغا وقتها، في الفترة منذ عام 1881م".

 وأضاف محيي أنه "في العام 2003 م عادت مومياء الملك والمحارب المصري رمسيس الأول من الولايات المتحدة، من متحف مايكل كارلوس إلى المتحف المصري في القاهرة، بعد رحلة تعدت المائة عام بين المتاحف، بعد سرقتها من خبيئة الدير البحري، ومن ثم بيعها على يد القنصل التركي بالأقصر مصطفى أغا، الذي كان متورطًا في القضية التي رصدتها جريدة الأهرام 1881م".

وجرت مراسم استقبال رسمية للملك في مصر بعد عودة مومياء رمسيس، التي نجت من الطحن واستخدامها كمستحضر طبي في العام 2003م، وعزف فيها السلام الوطني المصري والمراسم العسكرية، وغطي الصندوق بالعلم المصري، وعاد رمسيس ليرقد بجوار ابنه سيتي الأول، وحفيده رمسيس الثاني".

وجاءت قصة الخبيئة وقصة محافظ قنا "داوود باشا"، و"بيركش بك" وكيل المتحف، حيث أتى بيركش بك وكيل المتحف، وفتح أبواب المحل المذكور، فرأى حفرة كالبئر عمقها من وجه الأرض خمسة عشرة مترًا، وفي قعرها باب ضيق، داخله محل يضاهي اتساعه نحو سبعين مترًا في جوف الجبل، يحتوي على ما يقارب ثلاثة وأربعين صندوق خشب، في غالبيتها جثث أموات.

"وكان من  الصناديق 28 مزخرفة من الخارج بالرسوم الغريبة والصور البديعة، مموهة بالأدهان الذهبية والمختلفة الألوان، في ضمنها جثث الملوك رمسيس الثالث وتحتمس وبانيونتيم وزوجاتهم، وكلها محنطة محفوظة كما هي، أما بقية الصناديق فمنها ما فيه جثث بعض رجال الدولة، ومنها ما فيه قطع تصوير من حجارة وخزف وخشب، وقد اكتشفت أيضا أربعة كتب من ورق الأيبروس المنوع من ورق الموز والبردي، وكل كتاب من هذه الأربعة ورقة واحدة يساوي طولها عشرة أذرع تقريبًا، وعرضها مقاس شبرين، ووجد كذلك ستارة من جلد ملونة بالأشكال المنوعة، ومرسوم عليها صور غريبة، وكلها مسطرة بالكتابة، وألوان الخط المحرر في الكتب، والستارة حمراء وسوداء".

وأوضح الأثري محمد محيي أنه "في القرن التاسع عشر، ومع فك رموز حجر رشيد، تزايدت صرعة المصريات في أوروبا، وانتشرت انتشار النار في الهشيم، وتزايدت أسفار الأوروبيين إلى مصر، وأصبح اقتناء الآثار وخاصة المومياوات موضة لهذا العصر، مع رغبة الأثرياء في أوروبا فى اقتناء أشياء فريدة، كالمومياوات المصرية، حيث أصبحت السفن تمتلئ بالمومياوات، مشحونة من كل بقاع مصر، لتصل إلى القاهرة للبيع، لدرجة أن الراهب الفرنسى فريدناند دي جرياي قد كتب في العام 1833: سيبدو وكأنه قلة احترام أن يعود شخص من مصر بدون أن يحمل مومياء في يد وتمساحًا في اليد الأخرى!".

وأضاف محمد محيي أنه: كانت تتم حفلات لفك لفائف المومياوات المصرية المنهوبة من مصر، كطقس أرستقراطي شهير في تلك الفترة، فتذكر دعوة من اللورد لوندسبرو في منزله تقول" فك لفائف مومياء مصرية من طيبة في تمام الساعة الثانية والنصف، وقد حظيت تلك الجلسات بصيت ذائع، لتصبح حدث الموسم وكل موسم، ليحضرها الكثيرون من أجل المتعة، وأحيانًا كانت تتم عمليات فك اللفائف في مزادات علنية، ما أن يرسو المزاد على صاحب أعلى سعر، يتم فك اللفائف، ويحتفظ الفائز بالمزاد بكنوز المومياء وتمائمها، بينما يحتفظ المسافر ناهب المومياء بالمومياء نفسها، أو حتى تباع كجزء من المزاد أيضًا، وكانت تلك الجلسات في بعض الأحيان تتخذ شكل حدث عام، وليس فقط حكرًا على الأثرياء، ويحضرها آلاف من البشر".

ولم يتوقف الموضوع عند هذا الحد، فقد أشيع في تلك الفترة أن للمومياوات المصرية قدرات علاجية، فكان يتم طحن الجمجمة والعظام واستعمالها كمسحوق للشم لعلاج الأمراض وبخاصة الجنسية منها، وقد توقفت تلك الممارسات شيئًا فشيئا مع فقدان الأوروبيين الشغف بهذا الأمر وتصاعد أصوات علماء الآثار وحقوق الإنسان لبشاعة هذا العمل الإجرامي، حتى أصبح فك لفائف المومياوات يتم فى متاحف على يد متخصصين ومن الغرائب نجاة مومياء رمسيس الأول .

وأوضح محمد محيي، أن توماس جوزيف بيتيجر، وهو جراح بريطانى و"لص آثار عتيد، عرف بفكه لفائف عدد كبير من المومياوات المصرية في جلسات خاصة وأحيانا عامة، وبلغ من الإجرام ذكره لقيامه بهذا الفعل مئات المرات، لدرجة تسميته بيتيجرو المومياء، لشهرته في هذه النخاسة القذرة، وقد قام بتوثيق جرائمه في هذا الكتاب، الذى كتبه بنفسه، وعنونه:تاريخ المومياوات المصرية".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طرق عودة مومياء رمسيس الأول بعد مرور مائة عام على تهريبها طرق عودة مومياء رمسيس الأول بعد مرور مائة عام على تهريبها



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon