حسم الدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية الجدل الدائر والتجاوز الذى صدر من البعض عبر وسائل التواصل ضد اهتمام الدولة المصرية ورعاية الرئيس السيسى الشخصية لمشروعات التراث الحضارى وصيانة وترميم الآثار.وأشاد العالم باحتفاء الدولة المصرية بأحدث المشروعات وهو عودة بالأقصر إلى واجهة الاهتمام السياحى وجاء الحفل حضاريا مبهجا راقيا يعبر عن مكانة ورسالة مصر الحديثة ويمثل إضافة لما قدمته الدولة المصرية من رسائل عبر مشروعات حضارية سابقة مثل نقل المومياوات الملكية ومتحف الحضارة وخطة إعمار وصيانة المساجد وخطة ترميم الكنائس والمشروع الحضارى للعائلة المقدسة بمصر لتؤكد الدولة رسالتها للعالم إنها تحمى وتعمر وتبنى وتعيد أمجاد الأجداد.. ولكن هذه المهمة الوطنية أثارت نفوس البعض من مثيرى الفتن وكأن الدولة المصرية حديثة العهد برعاية التراث والآثار بأنواعها وحاولوا الإساءة لدور الدولة فى نهضتها بدعوى أنها مشروعات غير مهمة. وجاء رد الدكتور شوقى علام حاسما للجدل ومؤكدا أن الحفاظ على الآثار وصيانتها وترميمها أمر ضرورى ومشاهدتها أمر مشروع لا يحرمه الدين. وأشاد العلماء بمشروعات التراث الحضارى وحماية الآثار التى انطلقت فى الدولة عبر ست سنوات وأنها تأتى فى إطار واجبها الوطنى وأنها تعد ردا حاسما على مثيرى الفتن فماذا قالوا؟؟
جاء رد الدكتور شوقى علام سريعا ليؤد الفتنة فى مهدها وأكد عبر حسابه الشخصى أن الحفاظ على الآثار التى تعود إلى حضارات الأمم السابقة أمر ضرورى وأن مشاهدتها أمر مشروع ولا يوجد ما يحرمه فى الدين.
وأوضح بأن آثار الأجداد وسيلة للمعرفة ودراسة تاريخ الأمم السابقة التى ملأت الأرض علما وعملا وقد لجأ الأجداد إلى تسجيل تاريخهم وأعمالهم نقشا ورسما ونحتا على الحجر كى تعرف الإنسانية ما وصلوا إليه من علوم وفنون وهو أمر يدفع للمزيد من التقدم الحضارى النافع وأن القرآن الكريم اهتم بسير الأمم السابقة ودعانا للمعرفة والاعتبار من تاريخهم والانتفاع بأعمالهم.. وأن الدراسة الجادة لتاريخ الأمم لا تمر إلا عبر قراءة آثارهم للتعرف إلى ما وصلوا إليه وأن حمايتها هو من مشروعات الدولة وواجباتها الوطنية.
إعمار المساجد
وجاء المشروع القومى الكبير لإعمار المساجد وصيانتها وترميمها ردا حاسما أيضا على مثيرى الفتن وأن الدولة تهتم بالآثار الفرعونية فقط بدعوى أنها تماثيل لا يجب أن تلقى كل هذا الاهتمام والاستثمارات التى بلغت مليارات.
فجاء المشروع القومى لإعمار المساجد كأهم مشروعات وزارة الأوقاف حديثا والذى انطلق بقوة منذ سبع سنوات وحقق طفرة كبيرة حيث تم استثمار ما يزيد على 7 مليارات جنيه فى الإعمار وتحويل المساجد خاصة الكبرى إلى مدارس علمية تليق بمكانة الدولة المصرية الحديثة مكان الإعمار والتجديد لما يزيد عن 4 آلاف مسجد إضافة إلى 1200 مسجد جديد تم افتتاحها فى كل محافظات الجمهورية، وحظيت المحافظات النائية مثل سيناء شمالا وجنوبا والبحر الأحمر ومطروح والوادى الجديد بافتتاح ما يزيد على 300 مسجد جديدا خلال عامين.
وهذا بالإضافة لمشروع تجديد فرش المساجد وتغطية ساحاتها بما يزيد علي 5 ملايين متر من السجاد.
لتأتى هذه المنظومة متكاملة مع دور الدولة فى إعمار وتجديد المساجد الكبرى لأهل البيت فى مسجد سيدنا الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة ومسجد الإمام على زين العابدين ومسجد فاطمة النبوية وغيرها.
وتكامل خطة إعمار المساجد مع دور الدولة وجهود وزارة الأوقاف فى تجديد الخطاب الدينى ومواجهة الأفكار المتطرفة وإنشاء المدارس القرآنية والعلمية والتى زادت على ألفى مدرسة تخرج المئات بل الآلاف من حفظة القرآن وحاملى نور القرآن فى قلوبهم.
ترميم الكنائس
وجاءت مشروعات الدولة لدعم وترميم وصيانة الكنائس ردا حاسما قويا جديدا على مثيرى الفتن تجاه دور الدولة المصرية حيث استثمار عشر مليارات فى إعادة تجديد الكنائس الكبرى مثل الكنيسة المعلقة الأثرية بمصر القديمة وتطوير ساحة دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون ومشروعات ترميم كنائس أبى سرجة والسيدة العذراء بسمنود ومشروع موقع وكنيسة شجرة مريم بالمطرية بالقاهرة.
ويأتى المشروع الكبير لإحياء مسار العائلة المقدسة وهو المسار الذى سارت به السيدة مريم العذراء تحمل وليدها السيد المسيح ورفاقها وافدة إلى مصر هاربة من بطش الرومان فى فلسطين، فسارت فى 25 موقعا بداية من العريش شمال سيناء وحتى أسيوط جنوبا قاطعة 3500 ك.م ذهابا وعودة فى سبع سنوات. واستثمرت الدولة المصرية نحو 10 مليارات جنيه فى إحياء تلك المسارات ترميما وصيانة وتجديدا وتأهيلا لمحيط كل موقع لكى تقدم مصر للإنسانية مشروعا حضاريا مميزا يلبى الجوانب الروحية لأصحاب العقائد والديانات السماوية الثلاث وتتحول تلك المواقع إلى مزارات سياحية عالمية تجلب الخير والتنمية وفرص العمل وتحقيق رسالة مصر للعالم بأنها أرض الرسالات وملتقى الأنبياء وتجلى المولى عز وجل بطور سيناء وإنها جديرة بمكانة عالمية مميزة.
التجلى الأعظم
مكانة مصر ورسالتها للعالم عبر مشروعات التراث الحضارى وصيانة وترميم الآثار بأنواعها جهد وواجب وطنى للدولة أشار به الدكتور بكر زكى عوض أستاذ مقارنة الأديان مثمنا هذا التوجه الذى يعكس الأدوار والمكانة المميزة لدور مصر، والذى يدرأ الفتن تجاه البعض الذين لا يرون فى دور الدولة سوى دعمها للآثار الفرعونية.
وأكد أن مشروعات الدولة فى إعمار المساجد وصيانتها واستثمار المليارات بها هو أحد أدوار الدولة المهمة والذى انطلقت بعناصر بقوة وموضوعية.. وإن ما قدمته الدولة من رعاية وصيانة للمساجد الأثرية الكبرى هو جهد مميز وأيضا انطلاقها فى حماية وصيانة المساجد غير المشهورة خدمة للأهالى فى كل منطقة إضافة إلى مشروعات النهضة بالتراث الحضارى لمنطقة القاهرة الفاطمية وشارع المعز لدين الله ومشروعات الآثار المتكاملة بمنطقة مصر القديمة وهو ما يمثل إضافة روحية وإنسانية لخدمة الآثار الإسلامية بأنواعها بجانب ما تقدمه الدولة من جهد فى إعمار وصيانة الآثار المتنوعة الأخرى.
ملتقى الأديان
وكشف الدكتور أسامة العبد عضو بمجلس النواب أن مشروعات التراث الحضارى التى ترعاها الدولة حديثا هو أعظم مشروعات الدولة على الإطلاق لما تحمله تلك المشروعات من معان روحية إيمانية وإنسانية ورسالة ذات أبعاد عالمية.. هى حق أصيل للدولة المصرية أن تنطلق بها فى مرحلة إعادة البناء ومكانة الجمهورية الجديدة فلم تكتف بالإسكان والطرق والكبارى والمصانع وهى مهمة لكن جاءت المشروعات ذات الرمزية الحضارية وتصدى الدولة ورعايتها وتوفير الاستثمارات بالمليارات لكى تؤكد رسالتها فى رعاية التراث العالمى عبر صيانة وترميم الآثار، وهى ترى ما حدث من تدمير للتراث الإنسانى فى الدول التى تألمت من آثار ثورات الربيع العربى وهجمات الإرهاب فى العراق وسوريا ولبنان والأراضى المحتلة واليمن وغيرها، فقد عانت إنسانيا واقتصاديا وتاهت حضاريا..
وينطلق المشروع الكبير بأرض سيناء وهو التجلى الأعظم قريبا ليمثل إضافة أكثر من مميزة للحضارة الإنسانية حيث يضم المشروع عدة مشروعات لتحويل منطقة آثار سانت كاترين إلى مجمع حضارى يضم رموزا لكل الأديان ومنطقة سياحية عالمية على أعظم وأجمل ربوة طبيعية تضم أندر النباتات الطبيعية فى العالم إضافة إلى تطوير مداخل وممرات جبل موسى حيث مكان التجلى الأعظم لرب العزة عندما كلم سيدنا موسى تكليما وهو الموقع الوحيد فى الكون الذى يضم هذا الحدث العظيم والذي تشرفت أرض سيناء وملتقى الأديان ومسار أنبياء الله عز وجل وفود أو عودة من أرض مصر إلى أرض الشام أو العراق أو الجزيرة العربية.
مشروعات للإنسانية
وأكد الدكتور صبرى عبدالعظيم أستاذ الدراسات الإسلامية أن استثمار الدولة لأموالها وجهدها فى حماية وصيانة الآثار بأنواعها هى رمزية روحية إنسانية تبعث برسائل لدول العالم بأن هذا هو دور مصر الحضارى هى الأقدم والأعمق والأكثر اتساعا والأكثر استيعابا لكل الحضارات والرسائل السماوية.. وأن من حاولوا إثارة الفتنة بين عنصرى الأمة وأدعو أن الاهتمام بالآثار الفرعونية هو شىء لا يجب الاستثمار فيه هى دعاوى باطلة فكرا وعملا ومضمونا.. لأن إسلامنا الحنيف قد أشاد بحضارات الأمم السابقة وجهدها فى بخدمة الإنسانية ودعا الدول وقادتها للبناء والعمل والتطوير وخدمة الحضارات وتدعيم أواصر المودة والتعايش بين أصحاب الديانات.. وأن خدمة الإنسانية عبر مشروعات ترعاها الدولة هو واجب وطني مقدر خاصة أنها تبدأ بخدمة الآثار الإسلامية وأيضا المسيحية ومعها الآثار الفرعونية وغيرها.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
دار الإفتاء المصرية توضح حكم الذبح عند شراء شىء جديد
دار الإفتاء المصرية تستطلع اليوم هلال شهر جمادى الأولى لعام 1443 هجريًا
أرسل تعليقك