القاهرة - مصر اليوم
كشفت الدكتورة علا العجيزي أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة رئيس البعثة المكتشفة لمقبرة رئيس خزانة الملك رمسيس الثاني في منطقة سقارة، عن أن المقبرة التي تم العثور عليها تعود لشخص يدعى "بتاح-م-ويا" والذي كان يشغل منصب رئيس الخزانة في عهد الملك رمسيس الثاني، فأهمية اكتشاف هذه المقبرة ترجع إلى المناصب التي شغلها صاحبها باعتباره الكاتب الملكي ورئيس الخزانة وكبير المشرفين على المواشي والمسئول عن القرابين الإلهية في معبد رمسيس الثاني بطيبة.
المقبرة - المعبد
وأشارت الدكتورة علا العجيزي، في تصريحات خاصة إلى أن الطراز المميز لهذا الموقع والذي يطلق عليه المقبرة "المعبد" حيث يتكون من مدخل على هيئة صرح يليه فناء أو أكثر، وتنتهي المقبرة في جهة الغرب بالمقاصير للمعبودات، يعلوها هريم. بينما ما تم الكشف عنه حاليا من المقبرة هو مدخلها المشيد من الحجر المنقوش بالمناظر لصاحب المقبرة. ويؤدي هذا المدخل إلى صالة أولى ذات جدران مرسومة وملونة على الجص، مشيرة إلى أن من أهم هذه المناظر تلك التي تصور موكب حمل القرابين والذي ينتهي بمنظر ذبح للعجل. وقد تم العثور على العديد من الكتل الحجرية المنقوشة تحت الرمال وكذلك العديد من الأعمدة الأوزيرية بعضها ملقي في الرمال والبعض الآخر قائم في مكانه الأصلي. وسوف يتم دراسة كل هذه القطع لإعادة وضعها في أماكنها الأصلية في المقبرة.
مسئول خزانة رمسيس
وبسؤالها حول إذا ما كان الكشف الأثري جديد أم إعادة اكتشاف لموقع أثري، قالت إنه إعادة اكتشاف "لو اعتبرنا أن الصور التي قام علماء المصريات منذ زمن بتصويرها هي كشف أثري، لكن الصور القديمة كانت للموقع الأثري، وهو على سطح الأرض فقط فهم لم ينقبوا على هذه الأجزاء التي وجدوها، فالصور بالطبع أفادتنا لكن نحن من وصلنا لبوابة المقبرة التي كانت مدفونة تحت الرمال، وغير مرئية على سطح الأرض، فقد استقدمنا أجهزة المسح السطحي كي نتعرف على الأماكن التي يمكن أن نعثر خلالها على أجزاء "صلبة" فمن خلال هذه الدراسات استطعنا تحديد أن هذا الموقع يحوي على مقبرة، فنحن لم نكن نعرف صاحب المقبرة، لكن تكشف لنا الأمر حين وصلنا إلى بوابتها والتي عليها نصوص مكتوبة تدل أنها تخص مسئول الخزانة "بتاح - مي - ويا".
اكتشافات قادمة
وحول أسرار منطقة سقارة الأثرية، واحتوائها على هذا الكم من الآثار، أشارت الدكتورة علا العجيزي إلى أنه يجب أن نعرف أن مدينة منف كانت مهمة جدًا حتى نهاية العصور، فهي تقع في مركز الوسط بين الشمال والجنوب، وبالتالي فموقعها هذا جعل منها أهمية كبيرة بالنسبة للعاصمة التي شيدها رمسيس الثاني "بر رمسيس" والتي تقع في الشرقية حاليا، فهو شيدها كي يكون بالقرب من الحدود الشرقية لمصر، لذلك فسقارة الجبانة ومنف المدينة، كانت تعتبر منطقة تمركز للجيش خلال فترات طويلة من التاريخ، وظلت سقارة تستخدم في إعادة الدفن خلال عصر الأسرة 26، وهذه الأسرة قامت بأعمال ترميم في هرم زوسر، فهذه المنطقة ظلت بها دائمًا حياة مستمرة ولم تترك أبدا؛ بالإضافة لأهميتها الإدارية، في حين أن طيبة ظلت هي العاصمة الدينية لمصر، لذلك فما يحدث داخل سقارة هي مجرد بداية لاكتشافات قادمة.
قد يهمك ايضاً
عثور علماء الآثار على قبر أمين صندوق رمسيس الثاني في مصر
علماء الآثار يكتشفون كتلا منقوشة بالهيروغليفية بعد وفاة آخر حكام مصر الأصليين
أرسل تعليقك