توقيت القاهرة المحلي 17:35:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثقافة المايا شواهد صامتة وإرث غني

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ثقافة المايا شواهد صامتة وإرث غني

نيو مكسيكو ـ وكالات

ليست الروزنامة الشهيرة سوى أحد جوانب إرث وثقافة شعب المايا الذي ترك بصماته في الفنون والهندسة المعمارية وفن الطبخ، بين مجالات أخرى من الحياة اليومية في أميركا الوسطى والمكسيك، وما زال جزء من تلك الحضارة يشوبه الغموض.روزنامة شعب المايا تضم 18 شهرا من 20 يوما، إضافة إلى شهر "واييب" المقدس من خمسة أيام، وقد اعتمدت عام 3114 قبل الميلاد، وهي تنص على حقبة جديدة حددت يوم 21 ديسمبر/ كانون الأول (بعض الباحثين يتحدثون عن 23 من الشهر نفسه).وهذا الحدث سيكون موضع احتفالات في جنوب المكسيك وأربع دول أخرى يتواصل فيها تأثير ثقافة المايا، وهي غواتيمالا وبيليز وسلفادور وهندوراس. ويشكل هذا التاريخ نهاية دورة من 5200 سنة يفسرها البعض على أنها نبوءة بنهاية العالم.ويقول عالم الأنثروبولوجيا ألفارو بوب في غواتيمالا -وهو عضو في الهيئة الدائمة حول المسائل المتعلقة بالسكان الأصليين في الأمم المتحدة- لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "روزنامة المايا لا تقوم فقط على الثواني والدقائق والساعات، بل تشكل نموذجا يضم تطور الكواكب والطريقة التي تؤثر بها بشكل دوري على الحياة البشرية".مساهمة هذه الحضارة التي عرفت ذروتها بين عامي 900 و250 قبل الميلاد لا تقتصر على هذه المجالات، فقد طور شعب المايا نماذج مرموقة في فن العمارة والفن التشكيلي والنحت والخزف، وبرع في الهندسة المعمارية والرياضيات والطوبغرافيا والنسيج والزراعة وفن الطبخ، وهي مساهمة لا تزال جلية حتى الآن.وكان شعب المايا أول من زرع الذرة قبل نحو ثلاثة آلاف سنة ليجعلوا منها المكون الرئيسي في غالبية أطباق هذه المنطقة، وأول من زرع الكاكاو واستهلكوه. ويفيد البعض بأنهم وراء فكرة مضع "التشكيله" المأخوذ من صمغ أشجار مستوطنة في المكسيك وأميركا الوسطى، وهي أتت قبل "العلكة".والمايا وذريتهم الهنود الحمر ولا سيما في غواتيمالا، معروفون بالأقمشة المتعددة الألوان بما يشبه اللوحات الفنية التي يقول بوب إنها "تشكل تعبيرا عن الحياة هو الأجمل والأكثر إشراقا في القارة والعالم".ويمكن أيضا لمس تأثير هذه الحضارة العريقة على مستوى اللغة، فقد تكلم المايا 36 لغة في تاريخهم في مناطق مختلفة، والكثير منها لا يزال مستخدما في صفوف السكان الأصليين مع بنية نحوية متطورة جدا.وكتاب المايا المقدس "بوبول فوه" هو الدليل التاريخي الأهم حول ذلك، وهو عمل أسطوري يروي بدايات الكون، ويتمحور خصوصا على شعب كويتشي الذي يشكل إحدى إثنيات المايا الكثيرة. وكما على المسلات التي عثر عليها في الكثير من المواقع، تظهر بوضوح في الكتاب الروحانية والمعرفة الفلكية للحضارة.وتفيد عالمة الأنثروبولوجيا آنا سيسيليا آرياس من كوستاريكا إن المهندسين المعماريين المايا الذين يقفون وراء الأهرامات الضخمة، ساهموا أيضا في المهارات الحالية في الهندسة المعمارية. والكثير من المعماريين من إثنيات المايا استغلوا هذه المعارف للمشاركة في تصميم كنائس في المنطقة.واليوم تشهد المواقع الأثرية الرئيسية على إنجازات المايا، وهي آثار لمراكز مدينية ودينية كبيرة، مثل تيشيتين إيتزا في المكسيك، وتيكال في غواتيمالا، وكوبان في هندوراس، وتازومال في سلفادور. وهذه الأسماء الشهيرة تعتبر من المواقع الأثرية التي يزورها أكبر عدد من السياح في العالم.وما تركه شعب المايا لا يعدو كونه بعض الشواهد الصامتة، فقد اندثرت حضارته نتيجة إحراق الغزاة الإسبان كل مخطوطات هذا الشعب تقريبا.ويعتبر هرم المعبد المعروف باسم كوكولكان من أشهر الآثار التي خلفها شعب المايا، ويوجد على كل جانب من جوانب الهرم 91 درجة تقود الزائر إلى أعلى وصولا إلى قمة الهرم. ومن ألغازه العجيبة أن مجموع عدد الدرجات على جوانبه الأربعة بالإضافة إلى قاعدة الهرم يبلغ 365، وهو عددٌ يتطابق مع عدد أيام السنة.وعند تساوي الليل بالنهار -وهي الظاهرة المعروفة باسم الاعتدال الربيعي والخريفي- تحدث بعض الظواهر الخاصة، فمثلاً عند غروب الشمس يتحرك ظل منصات الهرم مثل الثعبان أسفل الدرجات، ويلتقي مع رؤوس الثعابين الحجرية عند قاعدة الهرم. ويدل هذا الهرم على قمة الإعجاز المعماري وروعة الإبداع الرياضي التي وصل إليها شعب المايا.وتتجلى قمة الإبداع البشري الغابر في مدينة بالينكي الواقعة بولاية تشياباس المكسيكية، وتبعد نحو 400 كلم عن مدينة تشيتشن إيتزا. وتعتبر هذه المنطقة من أكبر المواقع الأثرية لشعب المايا، لكن لم يتم الكشف إلا عن 5% فقط من المباني التاريخية فيها، بينما ترقد الآثار الباقية تحت أشجار الغابة المطيرة.وفي معبد النقوش اكتشف علماء الآثار 617 نقشاً من الكتابات القديمة التي ساعدت كثيراً في فك طلاسم الكتابة عند شعب المايا.لكن الكثير ينسى أن الإرث الأكبر للمايا هو إرث بشري، فالملايين من أحفادهم يعيشون حاليا في أميركا الوسطى، خصوصا في غواتيمالا فضلا عن المكسيك. والكثير منهم يسعى لمواصلة الطقوس والتقاليد الموروثة عن أجدادهم، مع أنهم غالبا ما يقعون ضحية التهميش الاجتماعي والفقر.ولا تزال بعض الأشعار في غواتيمالا وبلدان أخرى تكتب بلغات محلية سادت قبل الغزو الإسباني، بما تحمله من حضور للمخيال الشعبي، حيث تشكل الأسطورة جزءا أصيلا من ثقافة المايا بآدابها وفنونها.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثقافة المايا شواهد صامتة وإرث غني ثقافة المايا شواهد صامتة وإرث غني



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon