برلين ـ وكالات
تدرك المتاحف الألمانية بشكل تدريجي أهمية مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب شرائح جديدة من الزوار. وتعد الجولات المصورة على تويتر أحدث الطرق المتبعة التي انطلق العمل بها في متحف هامبورغ هاربورغ.للوهلة الأولى تظهر الأمور في متحف هامبورغ اعتيادية، فالموظفة بريتا بيريس تقوم بجولة بين أروقة المعرض تقدم فيها للزوار مقتنيات العرض. غير أن الزوار الذين تخاطبهم بريتا لا ينظرون إليها إطلاقا، لأنهم منشغلون بكتابة الرسائل على هواتفهم الذكية. وهم لا يقومون بذلك للتواصل مع أصدقاءهم فقط، بل أيضا من أجل تدوين انطباعاتهم حول معروضات المتحف.وفور وقوف الموظفة بريتا أمام اللوحات الفنية المعروضة، باشرت آنا بكتابة: "صوّرت العرض، وقد أعجبني كثيرا"، وهي رسالة تغريدة تم نشرها على توتير فيما بعد. وأضافت آنا بأن ميزة المتحف تكمن في استخدام الهواتف الذكية فيه، وهو "أمر محبب مقارنة بالمتاحف الأخرى التي زارتها".زوار يرسلون تغريداتهم خلال زيارة المتحف زوار يرسلون تغريداتهم خلال زيارة المتحف أثناء الجولة التي قامت بها بريتا وشملت خمس طوابق، شدت لوحة الرسام مايك كيلي لمدينته الخيالية التي أسماها كاندور انتباه الزوار بقوة. حينها توالت التعليقات على تويتر، وجاء في أحدها "جميع صور هذا الرسام بطول 1.82 سم، لأن طول الرجل كذلك". كتب التغريدة رينيه الممرض الذي أوضح أن رسالته ستمكن أصدقاءه في الخارج من متابعة العرض معه، لكن هذا يعني أيضا أن على رينيه مشاهدة كامل العرض من أجل كتابة المزيد من التغريدات وتصوير اللوحات وإرسالها، وهو أمر ليس بالسهل.بالإضافة إلى التويتر الخاص لزائر المتحف، يمكن للراغبين من الخارج التواصل وطرح الأسئلة عبر شبكة تويتر أخرى لهذا الغرض. أنشا كرستيان غريس المتخصص في تاريخ الفنون هذه الشبكة التي تحمل اسم "الأقران الثقافية". يقدم غريس للمتاحف من خلالها عرض جولات تويتر تفاعلية متنوعة. ويؤكد الأخير في هذا السياق على أن مواقع التواصل الاجتماعي تمكّن المتاحف من استقطاب شرائح اجتماعية جديدة، محذرا في الوقت ذاته من إعطاء الأولوية للأهداف التسويقية عند استخدام تلك المواقع.مشكلة التواصل ليست في الهواتف الذكية بقدر ما هي في الشبكات البطيئة مشكلة التواصل ليست في الهواتف الذكية بقدر ما هي في الشبكات البطيئةومع أن جميع المسؤولين في متحف هامبورغ يشددون على أهمية هذا التوجه الجديد، إلا أن الزوار اشتكوا من صعوبة استخدام الانترنت لضعف الشبكة المتواجدة في المبنى، ما يعني أنه لا يمكن تحميل سوى عدد قليل من الصور، وحتى ذلك يتطلب وقتا طويلا. علاوة على ذلك لا توجد أمكنة لشحن الهواتف داخل المتحف.وبعد ساعة ونصف من التجوال بين أروقة المعرض، ظهر التعب على الزوار، فيما لقيت تغريداتهم صدى طيبا لدى الكثيرين. أما ماتياس شونبويمار أحد منظمي العرض، فقد استمع لعبارات إطراء كثيرة من قبل الزوار حول فكرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي التي وصفت بالممتعة والمفيدة، غير أنه واجه أيضا انتقادات شديدة من قبل البعض، لأن الزوار لم "يجدوا فرصة للتواصل فيما بينهم". في ختام الجولة اتفق الجميع على كونها تجربة ممتعة، وأنها لازالت في بداياتها وتحمل في طياتها آفاقا كبيرة.
أرسل تعليقك