أبوظبي ـ مصر اليوم
غالبا ما تلهم المعالم البارزة الفنانين المبدعين حول العالم، على غرار جامع الشيخ زايد الكبير، الذي تعيد بناءه هذه الأيام الفنانة البريطانية سو بلاكويل، لكن هذه المرة من الورق. ويستضيف فندق فيرمونت باب البحر ضمن برنامج «الفنان المقيم»، هذا العمل المبتكر حتى 11 أيار/ مايو الجاري.
وتقوم الفنانة أمام الجماهير بإنجاز المشروع مستعينة بأسلوبها المميز واهتمامها بكافة التفاصيل الدقيقة. وهي مع الانتهاء من كل مرحلة في تصميمها الضخم والفخم في آن، تحرص على طريقة العـرض بعنايـة فائقة، حيث تحفظ المجسم ضمن إطار زجاجي شفاف.
وكل ذلك يجري من داخل استديو أعد خصيصا في بهو الفندق يجمع بين أداء الفنانة ومشاهدات النزلاء والرواد من عشاق الفنون النادرة. مما يضيف إلى حجم الفعاليات الاستثنائية التي تدخل من بوابة أبوظبي الثقافية، وتتخطى عبرها الحدود إلى العالم.
وتتحدث سو بلاكويل عن اهتمامها بجماليات فنون العمارة الإسلامية، ولاسيما أن عاصمة الإمارات تمتلك الكثير منها كنماذج حية في حفاظها على التراث. وتقول إنها متحمسة للانتهاء من صياغة المسجد مستعينة بمادة واحدة فقط وهي الورق، على أن يظهر عملها كأيقونة تستحق أن تكون نسخة لأشهر المعالم العمرانية في أبوظبي.
وقد بدأت الفنانة بترجمة أفكارها، حيث تعمل حاليا بفندق فيرمونت باب البحر من موقع كاشف يطل على مشهد جامع الشيخ زايد بانعكاساته الرائعة على الواجهة البحرية. وتوضح أن خطواتها الهندسية، تتطلب تجسيد المجسم من خلال المتابعة التصويرية وقطع الرسوم التوضيحية واستعمال مختلف أنواع الورق للخروج بمجسم حجمه 50 سم × 75 سم.
وعلى هامش مشاهدة الفنانة بلاكويل وهي تعمل على مخططها الورقي المتكامل، ينظم فيرمونت باب البحر مجموعة من ورش العمل للتعرف بشكل أوضح إلى برنامج «الفنان المقيم»، والمشاركة في الصيغة الفنية لهذه المبادرة. وذلك من 4 مايو الجاري وحتى 11 منه، وتتوافر الجلسات التدريبية باللغة العربية، حيث تقوم الفنانة البريطانية بأخذ الضيوف في رحلة إلى عالم المجسمات الورقية، التي تعتبر من أقدم أنواع الفن الممارس وأكثرها توفراً. مع إفساح المجال أمام المهتمين للمشاركة في بناء المجسم الورقي من طابق واحد تحت إشرافها.
وتقوم الفنانة سو بلاكويل باستكشاف العادات الشعبية والثقافات المتنوعة للشعوب من خلال براعتها في التعامل مع المواد المنوعة والمنسوجات. وتعرض مجسماتها الورقية في كافة أنحاء المملكة المتحدة.
وتستلهم بلاكويل أفكارها من عالم الحكايات الخيالية والشعبية وهي تستخدم الورق للتواصل مع هذه المادة الرقيقة المتوافرة لصياغة مجسمات مرهفة تعكس حالة عدم الاستقرار التي نعيشها ومدى هشاشة الأحلام والطموحات في عصرنا.
وليس بجديد أن يستحوذ جامع الشيخ زايد على انبهار الجماهير من العامة وخبراء المسح الجمالي، فهو عدا عن كونه من أعظم المساجد في العالم، فهو يتميز بتصميمه الفريد وما ينقله عن فنون العمارة المغولية والمغربية. الأمر الذي تطلب مشاركة الحرفيين المهرة الذين جاؤوا خصيصا لنسج تحفه على الأسقف والأرضيات والجدران، وذلك من إيطاليا وألمانيا وماليزيا وباكستان والمملكة المتحدة، وسواها من الدول.
أرسل تعليقك