واشنطن ـ مصر اليوم
تبدأ الإثنين القادم، بعثة "طرق الأبواب" مهمتها بالعاصمة الأمريكية واشنطن، حيث من المقرر أن تعقد لقاءات مع عدد من المسئولين في الإدارة الأمريكية، وأعضاء الكونجرس، وكذلك عدد من المسئولين في مراكز البحوث الأمريكية.
وتعد بعثة العام الحالي هي البعثة رقم 29 التي تنظمها الغرفة التجارية الأمريكية، إلى الولايات المتحدة سنويا، لدعم أواصر التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين ودعوة رجال الأعمال الأمريكيين للاستثمار في مصر، كما أنها أول بعثه تزور واشنطن بعد الـ30 من يونيو.
وقال أنيس أكلمندوس رئيس الغرفة ورئيس البعثة، إن بعثة العام الحالي تتكون من 45 عضوا من أعضاء الغرفة، بالإضافة إلى المدير التنفيذي للغرفة هشام فهمي، مشيرا إلى أن زيارة العام الحالي تأتي في ظروف بالغة الحساسية تمر بها مصر، كما تأتي بعد توتر في العلاقات بين مصر والولايات المتحدة العام الماضي نتيجة سوء فهم من جانب المسئولين الأمريكيين لحقيقة الأوضاع في مصر بعد الـ30 من يونيو من العام الماضي.
وأشار أكلمندوس، في مؤتمر صحفي، إلى أن "الإدارة الأمريكية سرعان ما تفهمت أن ما حدث في 30 يونيو كان ثورة من الشعب ساندتها القوات المسلحة، وأن نجاح المصريين في تنفيذ استحقاقات خارطة المستقبل، وإعداد دستور جديد ومحترم للبلاد، ثم إجراء انتخابات رئاسية نزيهة، وبدء عودة الاستقرار إلى البلاد، أدى إلى تفهم الإدارة الأمريكية لحقيقة الأوضاع في مصر، وإعلان الإدارة الأمريكية احترامها لاختيار الشعب المصري".
وأضاف أن بعثة العام الحالي من المقرر أن تلتقي مجموعة كبيرة من المسئولين في الإدارة الأمريكية وأعضاء من الكونجرس ورجال الأعمال والمنظمات والمعاهد البحثية، لشرح الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، والتأكيد على عزم المصريين على بناء دولة ديمقراطية عصرية حديثة، وتنفيذ الاستحقاق الأخير من خريطة المستقبل بإجراء الانتخابات البرلمانية.
وأشار إلى أن الاتصال الأخير الذي تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي من نظيره الأمريكي باراك أوباما عقب حفل التنصيب، يؤكد على أن العلاقات المصرية الأمريكية تجاوزت حالة التوتر التي سادت في أعقاب ثورة 30 يونيو، وأنها دخلت مرحلة جديدة تسود فيها لغة الاحترام المتبادل، ودعم المصالح المشتركة بين الجانبين.
وقال إن التفاؤل يسود أعضاء البعثة، وإن الأعضاء سينقلون إلى الجانب الأمريكي حالة التفاؤل التي تسود المصريين حاليا بمستقبل أفضل في مصر، سواء على الجانب السياسي أو الاقتصادي .
وأضاف أن عنوان البعثة هذا العام أو الرسالة التي ستعمل البعثة على توجيهها للجانب الأمريكي، هي أن مصر سوق واعد للاستثمار، وأن لديها كل مقومات النجاح للمشروعات الاستثمارية، وأن أبرز دليل على ذلك هي قصص النجاح التي حققتها الشركات الأجنبية المستثمرة في مصر، ومن بينها الشركات الأمريكية، التي حققت أرباحا كبيرة وتوسعت في أنشطتها حتى خلال الظروف الصعبة التي أعقبت ثورة 25 يناير أو 30 يونيو.
وقال رئيس الغرفة الأمريكية إن البعثة سوف تؤكد خلال لقاءاتها بواشنطن علي أن مصر أصبحت مهيأة لمزيد من الاستثمارات الجديدة والتوسع في الاستثمارات الحالية، وذلك في ضوء انتهاء مصر من الدستور وانتخابات الرئاسة وقرب انتخابات البرلمان، وهو ما يعني إعادة الاستقرار.
وأضاف أن الدستور الجديد سد العديد من الثغرات التي كانت مثار اعتراضات عديدة من الغرب وخاصة ما يتعلق بسلطات رئيس الجمهورية التي تقلصت بشكل كبير، مؤكداً أن الدستور الجديد يعتبر دستوراً حضارياً.
وأضاف أن "البعض يعترض على قانون التظاهر وهو أمر ربما يثار خلال زيارة البعثة وهنا يمكن التأكيد علي أن القانون المصري لا يختلف كثيراً عن القوانين التي أصدرتها معظم دول العالم، فلا أحد يقبل قيام مظاهرات ترتكب خلالها جرائم تدمير للمرافق العامة بجانب تعطيل العمل".
وتطرق رئيس الغرفة الأمريكية إلي ما يثار بشأن عدم احترام العقود التي تبرمها الحكومة فقال إن هذه المشكلة انتهت بالقانون الذي صدر مؤخراً ويعالج مثل هذه الأمور.
وأكد أكليمندوس على أن البعثة لا تتحدث خلال لقاءاتها بواشنطن بلسان الحكومة بل تعبر عن رأي ووجهات نظر مجتمع الأعمال بصدق وموضوعية، مضيفا أن الأمور تتجه الآن إلي إعادة الأوضاع كما كانت بين مصر والولايات المتحدة، ونوه بما قالته آن باترسون سفيرة أمريكا السابقة بالقاهرة عقب تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي، إذ أكدت على أن هناك ضرورة لإجراء حوار استراتيجي مع الرئيس المصري الجديد.
من جانبه قال هشام فهمي المدير التنفيذي للغرفة الأمريكية بمصر إن الشركات الأمريكية في مصر تعمل في مختلف القطاعات وفي مقدمتها الطاقة والبترول والغاز وإنتاج السيارات والصناعات الغذائية والمعدنية والبنوك، مشيراً إلى أن رؤساء تلك الشركات سوف يستعرضون قصص نجاح شركاتهم من خلال الفيديو وهو ما يعطي انطباعاً جيداً عن الاستثمار بمصر.
وأضاف أن الهدف من ذلك كله هو جذب استثمارات جديدة لمصر وإقامة مشروعات كثيفة العمالة تتيح فرص عمل للشباب وتساعد في تنشيط الاقتصاد المصري.
وأكد هشام فهمي ثقته الكبيرة في عودة العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الي طبيعتها سياسيا واقتصادياً وإن كان ذلك سوف يستغرق بعض الوقت نظراً لكون هذه العلاقات مرت بظروف صعبة خلال الفترة الماضية.
أرسل تعليقك