توقيت القاهرة المحلي 05:16:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"يوم الدين" فيلم يحاكي الواقع وأبطاله من مرضى الجزام

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - يوم الدين فيلم يحاكي الواقع وأبطاله من مرضى الجزام

يوم الدين
القاهرة - مصر اليوم

نجح أبو بكر شوقي خلال محاولته الإخراجية الأولى في إنتاج فيلم لفت الأنظار إليه ووضعه في مقدمة المشهد السينمائي المصري الراهن، بعد تحقيق حضور جيد في المهرجانات الدولية ، وهو فيلم "يوم الدين".

وشارك في التنافس في المسابقة الرسمية في مهرجان كان هذا العام، وهو ما لم يتحقق إلا لأفلام مصرية نادرة كان آخرها فيلم "بعد الموقعة" عام 2012 للمخرج يسري نصر الله.

ولعل العنصر الأساسي في هذا النجاح يرجع إلى اختياره موضوعًا من الهامش الاجتماعي، هو مرضى الجذام، الذين ظل التعامل معهم محملا بالكثير من المفاهيم الخاطئة علميا واجتماعيا، ومحاولته انتقاد النظرة الاجتماعية السائدة، فضلا عن توفّقه في اختيار عينة ممثلة لهم عبر شخص أصيب بالجذام وشفي منه، وله حضور محبب على الشاشة رغم التشوه الذي تركه المرض على وجهه.

فكان اختيار أشخاص حقيقيين من الهامش الاجتماعي وليس ممثلين عنصر قوة أساسيا في تميز الفيلم عن الكثير من الأفلام التي تناولت الجذام واستخدمت ممثلين محترفين وحيلا "مكياجية" لأداء شخصيات المصابين به.

وفي المقدمة من هؤلاء الأشخاص : راضي جمال، الذي أدى شخصية المجذوم السابق بشاي، والتي تستمد الكثير من ملامحها من شخصيته الحقيقية في الواقع، والطفل أحمد عبد الرازق الذي أدى دور الصبى النوبي أوباما، وشكلا معا ثنائيا ناجحا له مسحة من الطرافة وحضور محبب على الشاشة.

وقد بذل المخرج جهدا واضحا في تدريب بطليه على الأداء أمام الكاميرا، والعمل معها بألفة ومن دون وجل أو تكلف. 

واتسم مدخل شوقي، وهو كاتب السيناريو أيضا، في التعامل مع موضوعته تلك بنزوع إنساني واضح واحتفاء مميز بالحياة مهما كان حجم المأساة فيها.

بيد أن هذا النزوع الاحتفائي بالحياة وقدرة شخصيته على التأقلم معها قاد إلى خطر التحول إلى نوع من المصالحة المطلقة والقدرية مع واقع شخصيته الرئيسية والاكتفاء بانتقاد النظرة الاجتماعية العامة للناس لها بشكل عام وهلامي بعيدًا عن تحليل كثير من مسبباتها وما يقف وراء واقع البؤس الذي تعيشه، لاسيما تلك التي تمس السلطة وعلاقات القوة أو الاقتصاد داخل التركيبة الاجتماعية وصلاتها بنظام عزل الهامش الاجتماعي، ممثلا بمرضى الجذام والمرض العقلي والشحاذين والأيتام والمهمشين الآخرين الذين تجري أحداث الفيلم وسطهم.

لقد كُتب الكثير عن نظام العزل والمراقبة في حقل السياسة الحيوية (البيوبولتيكس) بعد كشوف الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو المميزة في هذا المجال، وعن الشروط السياسية والاقتصادية والتاريخية والاجتماعية التي ولد في داخلها نظام العزل وتلك النظرة إلى مرضى (الجذام والجنون وغيرهم).

معالجة شوقي جاءت بعيدة عن مثل هذه التحليلات وتكاد تسقط في إسار نظرة رومانسية تترافق مع سعي لتحقيق تعامل جمالي مع هذا الموضوع وتقديمه بشكل محبب للجمهور يتوسل المفارقة والكوميديا لتحقيق ذلك، ما يضعنا في مواجهة خطر فصل هذا الهامش الاجتماعي البائس والنظرة الاجتماعية السلبية له عن سياقات مسبباتها في علاقات القوة والسلطة في المجتمع.

ويهدد هذا النزوع للاحتفاء بالإقبال على الحياة وأجواء التضامن لدى الفئات المهمشة التي تديم هذا الحياة بإضفاء صبغة شاعرية عليها في عالم قدري منفصل عن العالم الخارجي الذي يهمشها.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم الدين فيلم يحاكي الواقع وأبطاله من مرضى الجزام يوم الدين فيلم يحاكي الواقع وأبطاله من مرضى الجزام



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 02:00 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
  مصر اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت

GMT 18:17 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

بسنت شوقي تكشف تفاصيل زواجها من محمد فراج

GMT 06:26 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

صبحي يطمئن على الأولمبي والفريق يختتم معسكره

GMT 09:26 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة المصرية تُقدم تسهيلات وخدمات لكبار السن

GMT 06:08 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن نصف البالغين لا يغسلون أسنانهم مساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon