c "يوسف في الجُبّ ويعقوب أعمى": شعبُكِ، يا غزّةُ، مُتَّهَمٌ بالإيمان - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 19:20:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"يوسف في الجُبّ ويعقوب أعمى": شعبُكِ، يا غزّةُ، مُتَّهَمٌ بالإيمان

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - يوسف في الجُبّ ويعقوب أعمى: شعبُكِ، يا غزّةُ، مُتَّهَمٌ بالإيمان

غارات واسعة على قطاع غزة
بقلم : الشاعر عمر شبلي

ماذا أفعلْ!!
في الجُبِّ أنا، وأبي أعمى.
والجُبُّ بغزَّةَ كانْ،
وستعرفُهُ، هذا زمنُ الطوفانْ
ماذا أفعل!!
أتَحَيَّنُ ريحاً تعبرُ حتّى أسألَها
عن آخر ثوبٍ كان على جسدي،
أخذوه بلا إذْنٍ منّي معهم، وأنا عُريانْ.
والثوبُ صديقٌ حين يمزّقُهُ الإخوانْ
قد كان بريداً، يا أبتي،
ولسوفَ يدلُّكَ أينَ أنا
ودمي الموجودُ عليهِ العنوانْ
وأنا أدري أنّك أعمى، لكنْ
سَتَشُمُّ الثوبَ، وتعرفُ كم
قتلوني، يا أبتي،
صعبٌ أنْ تُقتَلَ أكثرَ من مَرّةْ
قد كنتُ أخاطبُهم بالقربى، يا أبتي،
لكنْ ما كانَ لهم آذانْ
                 *****
ماذا أفعلْ!!
والجُبُّ به بردٌ، وأنا ظمآنٌ رغمَ الماء
عُريانُ بلا ثوبٍ، أخذوا ثوبي
هذا زمنُ العُرْيِ الأخويِّ،
وتعرفُ، يا أبتي، أنّي ناديتُ،
ولكنْ هم بَعُدوا،
بعُدوا، بعُدوا، لكنّ دمي
ما زال يناديهم: عُودوا
لكنْ، ما كان لهمْ آذانْ
                *****
ماذا يعني أن يتركَكَ الإخوانُ بلا ثوبٍ،
ويصيرُ قميصُكَ خارطةً لبلادٍ يحكمُها الجيرانْ.
وأبي أعمى لن يُبصرَ فوق الثوبِ دمي،
لكنْ، هذا زمنُ الرؤيا،
والرؤيا، عند المظلومِ، لها صفةُ الرؤيةْ
ستراني، يا أبتي،
وستعرفُ أنَّ الجُبَّ بغزّةْ.
ودليلُكَ للجُبِّ الطوفانْ
طوفانُ الأقصى، يا أبتي،
فاحذرْ أن تخدعَكَ الألوانْ.
أبتي، لن تبقى أعمى
إنّ الطوفانَ له عينان
وستُدرِكُ أنّكَ وحدَكَ سوف تلمُّ دمَ ابنِكَ يوسف
في زمنٍ تتلوَّنُ فيه بالكذبِ القمصانْ،
والذئبُ بريئاً كان.
الذئبُ يجوعُ، ولكنْ إنْ أُتْخِمَ لا يهجمْ.
أمّا الإنسانُ فيَغدرُ جَوعانَ ومُتْخمْ
كم ذئبٍ أبرأُ من إنسان.
قتلوني، يا أبتي،
وضعيفاً كنتُ أمامَ نواجذِهمْ،
والحقدُ نواجذُهُ أقسى من حَدِّ سِنانْ
ما أسْوَأَ أن يطغى الشيطانُ على أبناءِ نبيٍّ
قد ذُكِروا في القرآنْ.
ما أصعبَ أن يتبَرَّأَ ذئبٌ أكثرَ من إنسانْ
                 *****
ظمآناً كنتُ، وعرشِي كان على الماء،
ماءٌ، لا أملكُ منه سوى ظمئي.
والماءُ بقسوتِه في الجُبّْ:  
يعني أنّي ما زلتُ من الأحياءْ.
والماءُ لهُ صفةٌ، لا تبرحُهُ في الحرب،
ولا في السلمْ
يَتَجَنَّبُ أفواهَ الضعفاء
حتى لوكان الظمآنُ ابنَ نبي.
ظلمتك الرؤيا يا يوسف
إنّ السيّارةَ لم تمنحْك سوى
أنْ تُصبحَ بعضَ بضاعتها.
سخِرَ السيّارةُ من دمه،
وشرَوْهُ رغمَ وضوح الرؤيا فيه
بدراهمَ معدوداتْ.
ظلمتْكَ الرؤيا ثانيةً بالسجنِ،
لأنّكَ لم تهبطْ،
ثمنُ الرؤيا أغلى من ثغرِ زليخا، يا يوسف
لا بدَّ من الجُبْ،
لا بدّ من السجنْ.
                   *****
يا يوسفُ، أعرضْ عن هذا،
فالرؤيا الآنَ هي الطوفانْ،
والجبُّ طريقاً كانْ.
           *****
يا هذا الباقي وحدَكَ في دمِنا
فلْتَبْقَ فلسطينيّاً حتى الموت.
لو أنت حضرتَ المؤتمرَ العربيَّ الإسلامي
لرأيْت الدمْ
البعضُ يُمَسِّحُ ما قد ظلَّ على أطرافِ شواربِهِ
من دم،
ويُنَسِّقُ عنكَ مع القاتلْ
والبعضُ الآخرُ متخومٌ يَتَبَعَّجُ بالأشلاء.
لا يقدرُ أن يحكي.
وقميصُك، يا ولدي،
غَسِّلْهُ بماء الجبّْ
وبماءِ الطوفانْ،
وامْسحْهُ من رِجْسِ الإخوان.
في غزّةَ نبدأ من دمِنا.
شعبُكِ، يا غزّةُ، مُتَّهمٌ بالإيمانْ
ما أروعَ هذي التهمةَ، يا غزّةْ.
الشاعر القومي العربي عمر شبلي
 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوسف في الجُبّ ويعقوب أعمى شعبُكِ، يا غزّةُ، مُتَّهَمٌ بالإيمان يوسف في الجُبّ ويعقوب أعمى شعبُكِ، يا غزّةُ، مُتَّهَمٌ بالإيمان



GMT 14:47 2023 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

القلب الممتلىء بالوجع

GMT 09:51 2023 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لم يعد مهمّاً بعد اليوم أن يحبّنا أحد

GMT 13:34 2023 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

السقيفة الملعونة

GMT 12:21 2023 السبت ,26 آب / أغسطس

أنت الوحيد

GMT 12:26 2023 الإثنين ,10 تموز / يوليو

لن أرحلَ

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon