c مسرح "الراويات" المنسي والمغيب - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 12:33:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسرح "الراويات" المنسي والمغيب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مسرح الراويات المنسي والمغيب

بقلم : فاطمة غندور

عند عشرات البيوت الحديثة بقُرى واحة براك : القصر، العافية،المصلى، الزاوية ، والامكنة القديمة  التي دخلتها،  تنفستُ عبقهن ، حركة دؤوبة عشنها في أيامهن الخوالي صنعت معنى لحياتهن ، ساعات متواصلة من العمل خارج وداخل البيت،... في واحة براك( جنوب ليبيا) بين نخيلها وعيون مياهها ،  سمعت أصواتهن ،من خضن تعليما مبكرا منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، قابلت أربع تلميذات منهن تعلمن الايطالية، ومنهجي لغة عربية ودين، رفقة ذكور الواحة وبذات الفصل الدراسي إذ كان التعليم مختلط ، السيدات: مهارة ، امباركة ومبروكة عبدالوهاب، وأمنة بن ددو، وهناك فتيات من واحة "إدري" ايضا ، ولم يوثق لهن ذلك في مدونة تاريخ التعليم المبكر لسيدات ليبيا..

عندما وثقت رواياتهن "خراريف" شعبية  عند جلسات السمر المسائية ، شاهدت ممثلات ، وعرضا مسرحيا ،يرسمن بمخيلتهن  ابطال، وينسجن حوار ،وصراع وذروة وانقلاب وتغيير مصائر ،كل راوياتي تمتعن بقدر متفاوت من جودة الاداء المسرحي على ركح الحكي،حتى ومرور هذه السنوات التي قاربت العقدين ،مازلت اتذكر أداء جازيه حميدة،وعائشة يوسف ، وسليمة اسطيل التي أورثت ابنتها طرائقها في جذب سامعيها،من أطفال العائلة .
 
مشاهد مُستعادة تتراءى لي ،وأنا اتمعن في ألبوم الصور التي شُغفت بتفاصيلها ، واحتفظت بها ، ايماءتهن، صمتهن، تدرج مستويات إلقائهن الذي يعلو ويهبط ،بدلالات الحذر، الترقب، الرجاء ، التعجب،..وهن يلاحقن مفاعيل ابطالهن ويوصلن رسائلهن يوم كانت الحكايات اولى مدارس الحياة....

.أتذكر أني ذات محاضرة مع طلابي بالكلية ، بقسم المسرح عام 2005 ، وفي مادة "المسرح العربي" والدرس ظواهره المسرحية ضمن تراثنا العربي، حدثت طلابي عن  استبعاد الراويات الشعبيات ( إناث!!) ، عن مظلومية عدم اعتبارهن ضمن تلك الظواهر وتقاليد العرض المسرحي في بواكيره.. ( ماقبل العلبة الايطالية) ،فيما يحظى بذلك صنوها الحكواتي ،والسامر ،( الذكور!)..وتسميات أخرى حسب بلداننا العربية، لهم  الحسبانية والاعتبار والاشادة.ولهن التغييب والنسيان.. !!

** هذه الصور التي أنشرها لأول مرة، اتقصد من خلالها الاعتراف بالفضل، بما أدين لهن،و تحية وسلام لأرواحهن، افتقدهن اليوم وقد غادرن الحياة ، وتقديري لأهلهن على استقبال كريم وتشجيع حظيت به ،ووقتها في بحث ميداني مبكر حول الواحة، وعن حكاياتها،اخترقت فيها خصوصياتهن بأسئلتي إذ خصصت محورا عن الراويات وأدوارهن، وقد فعلن الكثير لاستحضار مناخات الروي ومسرحه، كما إحضار جمهور من السامعين أثناء تسجيلي معهن، حضروا عائلة وجيران واحباب .
 كان حري وجدير أن أهديهن كتابي: حاملات السر 2012..وقبلها كتابي:  ياحجاركم يامجاركم 2006...
مسرح الراويات المنسي والمغيب

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسرح الراويات المنسي والمغيب مسرح الراويات المنسي والمغيب



GMT 16:20 2024 الخميس ,27 حزيران / يونيو

وهم التفوق

GMT 11:55 2023 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين والقدس الأبية

GMT 08:47 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 08:41 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أنا النزيل الأعمى على حروف الهجاء ( في رثاء أمي الراحلة)

GMT 12:57 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon