توقيت القاهرة المحلي 22:43:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا ما لِلشـَّام!

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - يا ما لِلشـَّام!

بقلم: عبدالله بن أحمد الفَيْفي

جَـوَّالُــكِ، شـَامُ، بِقَلْبِيْ بلْبَالُ يا لَيْتَ القَلْبَ لَدَيْـكِ جَوَّالُ! يَصْحُوْ مـَحمولاً، يَغْـفُوْ مَنقولاً، كالطِّفـْلِ لَهُ وِيَدَيْكِ أَحوالُ غَنَّتْ نَغماتـُكِ أم حَزَنا أَنـَّـتْ فلقد أَسْرَى بِسُراها التَّسْآلُ: في أَيِّ سَماواتِ النَّجوَى هذا الرَّ قْمُ المَلَكِيُّ بأُنثَى يخْتَالُ؟! وبِأَيّةِ مـا شامِيَّةِ نَعناعٍ راحتْ تَهْمِيْ بِيَدَيْها الأَوْشالُ؟! ◆ ◆ ◆ نادتْ مُقَلُ الأطفالِ بنا.. ناجَتْ مِنْ قاعِ الدُّنيا.. نَحْنُ الأَطفالُ! يا فاتِنَةً بمواسِمها اشتَعَلَتْ، وبِشَهْقَةِ وَصْلٍ تَحيَا الأَوصالُ! عَسَلُ الشَّمسِ الأُولَى في كَفَّيها وبعَيْنَيْها خَطِّيٌّ عَـسَّالُ رَجْوَاكِ، لنا رِقِّي، تَرَفَ الأُنثَى! رَفَّتْ وُرْقـًا بِدِمانا الأَجْيَالُ! ◆ ◆ ◆ أتأمـَّل وَجْهَكِ في عَـيْنَي (شَميْ السَّوداءِ).. وملْءُ شُعاعِكِ تَرحالُ مِنْ أينَ أَتـَيْتِ إلى زَمني؟ ومتَى؟ يَتَضاحكُ حِيْنَ أُسائلُكِ الشَّالُ! أَتـْعَبْتَ سُؤالَكَ فِيْها.. لا أملٌ يَفْتَضُّ بِكَارةَ فِيْها.. لا مَالُ فاشْرَبْ غَيْمَ الكَلِماتِ، ولن تَرْوَى! أَنـَّى يُرْوِيْكَ جَحِـيْمٌ سَلْسَالُ؟! ◆ ◆ ◆ أَجَّجْـتِ رَمادَ جَناحِيْ الفيْنيْقِيِّ بِخَفْقِ مَدَاهُ تـَحُوْمُ الأَجْبَالُ أَتوَلَّدُ مِنْ أَمسيْ في نارِ غَدِيْ فأَرِفُّ وتـُنْشِزُ رِيْشِيْ الآمالُ وأقولُ: إليكِ سَكَبْتُ صـباحاتـي ولِعَرشِ ضُحاكِ تَسِيْلُ الآصالُ! ◆ ◆ ◆ بِحَريرِ يَدَيْكِ أُصافِحُ أُغْنِيَتيْ وكَجَمْرِ عَبِيْرهِما بِيْ مَوَّالُ تَهفُوْ لِشَذَى (فِـنجانِكِ) مَوْسَقَتيْ فَيَغِـيْمُ بأَوتاري مِنْكِ الهالُ! وتَسيْلُ أَصابِعُ شِعْرِكِ في كأسِيْ فعِظامِيْ، رُغْمَ رُفاتِيَ، جِرْيالُ! مِغناطيسُ الهَمَسَاتِ يُبَوْصِلُني لِخُطُوْطِ رُخامِكِ، هَمـِّيْ: إِيْغَالُ يَتَجاذبُ أرضي مِنْ أرضيْ أَبدًا فإليكِ، إِلَيَّ أنا، بِكِ رَحَّالُ! ◆ ◆ ◆ «يا ما لِلشـَّامِ» تُشاغِبُ ذاكِرَتيْ وتُضِيْئُكِ غاسقَ عِطْرٍ يَنْثَالُ كالدَّمْعَةِ تَهـْطِلُ مِن عَيْنَيْ نَجْمٍ طَفئَتْ، وطَوَتْها رُوْحٌ غِربالُ كالنَّهْرِ الأَعْشَى يَجريْ أَعوامًا كَرَعَتْها نَخْلُ حُرُوْفيْ الآجَالُ! ◆ ◆ ◆ أَتأَمـَّلُ وَجَهَكِ في عَيْنَيْ أَمْسِيْ وبمَوجِهِما بِي تَطْفـُو الأَهْوَالُ أمُلُوْكُ حَضارتِنا نَحَتُوكِ لنا؟ لكأنـَّكِ للتَّاريخِ التِّمثالُ! فِيْنا يَصْحُوْ (قَيْسًا) (بِجْمَالْيُوْنُ) وبِفيْكِ يُجَنُّ بِحُلْمٍ (نِرْفَالُ)! ◆ ◆ ◆ يا أنتِ، أيا مَعْنَى المَعْنَى: انْكَتِبِيْ! لأَراكِ، ضُحَى لُغَةٍ؛ لُغَتِيْ آلُ! بِمَرايا عَيـْنـَيْكِ الهَرِمَاتِ أَرَى وَجْهيْ، وتُغَادِرُ عَيْنيْ الأَوْحَـالُ وأَرَى فِيْكِ (المُتَنَبِّئَ) في حَلَبٍ، و(رَهِيْنَ مَحابسِنا): كَيْفَ الحَالُ؟ قالا: (زَنُّوبـِيَّا) جَـيْشٌ حُرٌّ مِنْ (تَدْمُرَ) حـتَّى يَـرْضَى الأَبطالُ! رِئْبالُ الشَّعْبِ إذا ما هَبَّ، فلا أَرْضٌ يَرضاها الشَّعْبُ الرِّئْبالُ! هاكِ، يا كُلَّ كَواكِبِ أفلاكي، لأنالَ غَدًا وَطَنا لا يُنْتَالُ وَطَنًا.. شَرْنقْتِ خَرائطَهُ بدَميْ سيَشِيْدُ (القُدْسَ).. ويَغْـشَى الزِّلْزَالُ شَعْبَ اللهِ المُخْتَارَ بِضَيْعَتِنا وأساطيرُ التَّلْمُودِ ستَنهَالُ فَلْيَعْلُوْ (حَرْمُوْنٌ) في نـَهْدَيْـكِ لِتَليقَ بشَمْسِ يَدَيْهِ الأَوْعَالُ! ◆ ◆ ◆ آهِ، لـو أدري في أَيِّ الدُّنيا أَلقاكِ، لَبَشَّ بِرَمْلِيْ الأَطْلالُ! ولخُضْتُ بُحوْرَ سَمائكِ أُوْدِيْـسـًا عَلِّيْ أُلقِيْكِ (بإيثاكا)... قـالوا: راحتْ تَشْريْ بالًا أَصْفَى مِنْها، غامَتْ، لا عادَتْ، أو جادَ البَالُ! كَذَبُوا.. كَذَبُوا.. ها أنتِ هُنا، وهُنا؛ فَلْيَمْحُونا مِنَّا ولْيَحْتَالُوا! لكنْ ـ وا وَيْلَا مِن «لكنْ» هذي! ـ ..وتَهُبُّ بجَمْرِ حُرُوْفِي الأَغْوَالُ خَطَّتْ خَجْلى مِنْ عَيْنِيْ المِيْمُوْزَا: وَرَقيْ جفَّت بِلَماها الأَقوالُ! ◆ ◆ ◆ كَرَزُ الكَلِماتِ يـُوَسْوِسُ ليْ: أنْ ليـ ـسَ يُهندسُ هذا المُعْجَمَ صَلْصَالُ! ما كُنْتِ بِشَهْدِكِ مِنْ بَشَرٍ، كَلَّا، شَفَتِيْ الظَّمأَى أنتِ والشَّلَّالُ ما أَنتِ سِواكِ أنا، يا سيِّدَتي، أُفـُقٌ مِن كُلِّ سُطُوْرِيْ سَيَّالُ فَرَسًا دارتْ بِدَمِيْ، رَسَمَتْ قَلَمِيْ، ولَهُ مِنْ جُرْحِ سَمائيْ تَصْهَالُ! أَسْرِيْ بجَناحَيْه أَبـَدَ الرُّؤْيَا؛ كبُرَاقيْ الشِّعْرُ.. كقَلْبيْ الخَيَّالُ!

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا ما لِلشـَّام يا ما لِلشـَّام



GMT 09:51 2023 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لم يعد مهمّاً بعد اليوم أن يحبّنا أحد

GMT 11:55 2023 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين والقدس الأبية

GMT 08:47 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 08:41 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أنا النزيل الأعمى على حروف الهجاء ( في رثاء أمي الراحلة)

GMT 13:34 2023 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

السقيفة الملعونة

GMT 12:21 2023 السبت ,26 آب / أغسطس

أنت الوحيد

GMT 12:26 2023 الإثنين ,10 تموز / يوليو

لن أرحلَ

GMT 14:14 2023 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

في الدّقيقة الأخيرة ماقبل الغروب

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon