c "في ظلمة غيابك.. احلم" - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"في ظلمة غيابك.. احلم"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - في ظلمة غيابك.. احلم

بقلم: عبد الغني بن الشيخ

ينقطع التيار الكهربائي فجأة ، يعمّ الظلام الدامس فتنمحي اشياء الغرفة في سواد داكن رهيب .. م تُبدي انزعاجا كبيرا هذه المرة، ولا سارعت كما كلّ ليلة تتلمّس شمعة من شموع عيد ميلادها التي باتت تضعها كل مساء عند طرف طاولة الزّينة، تحسّبا لأي طارئ، بل ألقت بجسدها المتعب على السرير الذي كانت تقف بجانبه ،غارقة في صمت رهيب، ما فتئ يتحوّل إلى صرخات عميقة راحت تتفجّر في نفسها، لتتسلّل إلى شفتيها فتخاطب طيف شبحها في الظلام الداكن: وليكنْ، هي هكذا الأحلام الجميلة تجيء دوما في الظلام، تكبر في الظلام، تُضمِّخ الليل بعطور الحنين فيتنسّم العشّاق من ياسمينها اللّيلي، ينتشون من فيضها، يرقصون، يهيمون.. منذ عام وأنا أتلصص خلف نافذة الغرفة، أرقب مجيئك صباحا مساءً فلا تأتي ..سمعت كل أغاني الشوق ،أعدت سماعها ألف ألف حنين وما جئت، أهرقت كل حروفي، سكبت من جرار الحزن ما لا يطيقه جسدي النحيف ،أما تأتي؟ مدت يدها تتلمّس موضع الهاتف النقال، ضغطت على زرّ من أزرار لوحته ، ضوء خافت أزرق اللون، تتوسّطه صورة الحبيب، يبتسم لها، صورة تذكّرها به على الدوام ،فلم يبق منه أثر سوى تلك الصورة، رقمه لم يعد في الخدمة، بريق عينيه السوداوين يزيدها شوقا إلى لقائه، يرسل لها رسائل الوجد النابض فيها، ملامح وجهه المتموّج بالدفء كشاطئ هادئ عند المساء.. عيناها غارقتان في عينيه في ضوء شاشة الهاتف النقال وقد استحالت بحيرة بجع كبحيرات العشاق ..ماذا لو؟ مسحت بأصابعها على وجهه، أحست بنبضه ،خفق قلبها( أحبك ) لاح في وسط الشاشة رقم يومض ..تبعه رنين الهاتف النقال .. أيكون رقمه؟ توهّج مصباح الغرفة من جديد، انقطع الرنين للحظة، انبعث لهيب أنفاسها، تأففت.. صرخت: اللعنة على من يقطع أحلامنا وأنفاسنا كل ليلة..

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ظلمة غيابك احلم في ظلمة غيابك احلم



GMT 08:47 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 08:41 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أنا النزيل الأعمى على حروف الهجاء ( في رثاء أمي الراحلة)

GMT 13:34 2023 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

السقيفة الملعونة

GMT 12:21 2023 السبت ,26 آب / أغسطس

أنت الوحيد

GMT 12:26 2023 الإثنين ,10 تموز / يوليو

لن أرحلَ

GMT 14:14 2023 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

في الدّقيقة الأخيرة ماقبل الغروب

GMT 12:57 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 22:00 2022 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مسرح "الراويات" المنسي والمغيب

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon