تعدّ الأسواق الشعبية في مختلف دول العالم وجهة أساسية للسياح الذين يزورونها. فهم يمنون النفس هناك بشراء هدايا وتذكارات وغيرها بأقل تكلفة ممكنة وعادة ما تكون مضاعفة في أسواق أخرى رئيسية.
وكما سوق ريالتو في مدينة البندقية الإيطالية ولورانس في كندا وتمبل في هونغ كونغ وكامدين في بريطانيا، هناك في لبنان سوق «برج حمود» الذي لا يفوت السائح زيارتها عند وجوده في لبنان. وتتألف هذه السوق من أسواق صغيرة تتوزع على شوارع ضيقة وزواريب قديمة لهذه الضاحية البيروتية المشهورة. ويتقدمها شارع «آراكس» الذي يستقطب الناس من كل حدب وصوب وتتمركز فيه معظم المحلات التجارية التي تستقطب بواجهاتها وبضاعتها المقيمين والأجانب معاً.
أمّا الأسواق الأخرى كـ«أرمينيا» و«الشارع العريض» فهي تتمتع بخصوصيتها للمطاعم والمحال التجارية التي تحتضنها ويذيع صيتها ليصل بلداناً عربية وأجنبية.
في برج حمود أربع محطّات أساسية وحيوية لا بدّ من زيارتها للتّعرف على أسواقها عن كثب:
سوق الصاغة والمجوهرات
عندما تزور أهم محلات المجوهرات في لبنان، سيلفتك اختيار أصحابها منطقة برج حمود لإقامة مشاغلهم الأساسية فيها. وهي معروفة بالحرفيين الأرمن وهم بارعون في هذا المجال ومشهورون بحفر قطع الحلي من الذهب والفضة. وإن كنت ترغب في شراء الذّهب فسيكون خيارك صائباً إن قصدت سوق الصاغة في برج حمود، ومن محلّاتها المتراصة على طول شارع
أرمينيا، تستطيع أن تشتري أفضل قطع المجوهرات وأجملها. كما ستشعر بالرّضا من الأسعار المعقولة من دون أن الإحساس بأي غبن. وتطول لائحة هذه المحلات التي غالباً ما لا تملك فرعاً آخر لها خارج برج حمود ليتجاوز عددها المائة. وفي محلات كـ«أوروفن» و«فوسكي» و«سيدر للمجوهرات» و«أزاديان» و«هاغوب» وغيرها ستساوم على السعر قليلاً، وتناقش في نوعية الموديلات من إيطالية أحياناً ومحلية حينا آخر، إلّا أنك في النهاية ستضع يدك في جيبك وتدفع المال من دون تردّد.
آراكس قوس قزح من الحاجات
كل ما يخطر على بالك من حاجات ستجدها في شارع آراكس التجاري الأهم في هذه السوق. فهنا ستتوفر لديك فرصة شراء الأزياء والإكسسوارات والزهور المجففة والأحذية الجلدية وتلك الخاصة بالرياضة، كما سلع أخرى من ثياب رجالية وولّاديّة وقبعات من القش و«سبور» وشنط مدرسية وساعات وألعاب ومونة وعطور وغيرها.
وعلى طول هذا الشارع المغمورة أرصفته يميناً ويساراً بمحلات الجملة والمفرق ستستمتع بممارسة هواية التسوق بأسعار مقبولة جداً. ولو كان مرادك شراء إكسسوارات حفلات الزفاف وديكوراتها ومناسبات أخرى من أعياد ميلاد وخطوبة فستجد لوازمها أيضاً في هذه السوق.
استراحة المحارب في «بيدو» و«أبو» و«مانو»
تطول لائحة المطاعم المنتشرة في منطقة برج حمود التي تقدّم أشهى الأكلات اللبنانية خاصة الأرمنية منها، كون المقيمين في المنطقة بغالبيتهم من الأرمن. وتعدّ مطاعم «آبو» و«بيدو» و«مانو» من الأشهر فيها للقمتها اللذيذة. كما تشتهر أيضاً في تقديم الأكلات اللبنانية الشعبية كـ«الفلافل» (فلافل آراكس) والفول والحمص (مطعم أبو عبد الله) وأخرى من صميم المطبخ اللبناني الشعبي كالمقادم والفتة (مطعم آرا). أما أطباق الكفتة مع الفلفل والمشويات والكباب فهي من اختصاص مطعم «آبو» الذي يقصده السياح العرب والأجانب والمشاهير لتذوقها في كل مرة يزورون فيها لبنان.
أمّا إذا رغبت في أن تحمل معك السجق أو البسطرمة (لحم مقدد)، وما إلى ذلك من أنواع الطعام الأرمني كذكرى تعود إليها في بلادك، فما عليك إلّا أن تتوجه إلى مطعم «مانو» الذي يحضر كل هذه المأكولات بمكونات طازجة معروف بها.
المونة في شارع مرعش
في شارع مرعش (ماراش) الموازي لـ«آراكس» ستتنقل بين محلات المونة التي تؤمن أفضل أنواع المكسرات والحبوب والبهارات. وبين عشرات المحلات المنتشرة هناك ستلفتك زحمة خانقة من الناس الذين يتحركون ذهاباً وإياباً أمام محل «نرسيس خانو» الذي يعدّ عنواناً معروفا لهذه الأنواع من المنتجات منذ أكثر من نصف قرن. فهنا الزبيب ليس أميركياً والصنوبر ليس صينياً والشنكليش (نوع من الجبن مع الصعتر) ليس بلغارياً، فكلّه صنع في لبنان، وحُضّر بكلّ تأنٍّ وبمصانع لبنانية وحلبية أيضاً، كون الأرمن لديهم علاقات تاريخية مع الشّام وأهلها. سيحتار
نظرك على أي رفّ يستريح بين عناقيد البامية اليابسة أو القرع والزيتون أم على معجون الحر الطبيعي والبندورة المجففة. فهنا ستمتد يدك لا شعورياً إلى أكياس وبسطات اللوز والجوز وقمر الدين (مشمش مجفف) وحبوب الترمس والسكر نبات، لتغرف منها كميات تحتاجها في سهراتك الدافئة وأمسياتك مع الأصدقاء.
وتخرج من هذه المحلات معطراً ببهارات القرفة والكمون واليانسون التي سترافقك إلى حيث تذهب، فلا تنسَ أن تزورها مرة أخرى.
قد يهمك أيضا:
رانيا المشاط تعقد لقاءات ثنائية خلال مشاركتها في اجتماعات السياحة العالمية
أرسل تعليقك