بغداد -مصر اليوم
تزينت مدينة دهوك التاريخية الجبلية، في إقليم كردستان العراق، بثوب أحمر قرمزي من فاكهة الكرز، وهي تحتضن بشلالاتها المتلألئة، السائحين الذين قصدوها من أبعد مدن البلاد، ودول الجوار، هربا من لهيب الصيف الحار.
قلائد السجق بلونيه العاجي والبني الغامق، انسدلت من محلات بيع أطيب، وأشهى ما تشتهر به دهوك الجبلية المحاذية للحدود التركية، ويجلس بظلها مجموعة أطفال وفتيات يبيعون الفواكه ذات الأحجام الكبيرة جدًا مقارنة بالتي تباع في أسواق الخضار في بغداد، وباقي المدن العراقية، في الطريق المؤدي إلى مصيف "سيبه" الساحر.
من سيبه ذو الشلالات المثلجة، الكائن في قضاء عقرة التاريخي بمعالمه الأثرية العديدة وأبنيته المتجملة بأشجار الخوخ، والتين بلونيه الذهبي، والأسود، وجبالها الزاخرة بالعسل الطبيعي، إلى قضاء العمادية الذي لا يقل جمالا عن عقرة، وصولا إلى منطقة القلعة المقتبس أسمها من "القلعة اليهودية القديمة الواقعة فيها، بالإضافة إلى جس العباسية الشهير في المدينة.
وتستعد دهوك التي تقام لها سفرات سياحية على مدار السنة من مختلف أنحاء العراق، منذ الشتاء حيث كانت الثلوج تكسوا جبالها الحدودية مع الأراضي التركية، إلى ذوبان قسم كبير منها مع حلول الصيف وتحوله إلى بحيرات وشلالات تمتص الحرارة من أجساد قاصديها طلبا للسعادة والراحة، إلى استقبال المئات من "مجموعات- كروبات" السياحة في عيد الأضحى بعد نحو أسبوع تقريبًا.
أقرأ أيضا "طيران الإمارات" ينشر فيديو اختراق أكبر طائرة للضباب
ومن أجمل مصايف مدينة دهوك التي يسكنها نحو مليون و200 ألف شخص وما يزيد عن ذلك، هو مصيف زاويته الذي يبعد عن مركز المدينة بحدود 16 كم، والأجواء فيه معتدلة إلى باردة تزيح الصيف من الرأس تماما، نظرا أيضا لما توفره أشجار الصنوبر المخيمة فيه منذ سنوات طويلة، وارتفاعه عن مستوى سطح البحر بـ885 م.
ويضم المصيف العديد من أكشاك بيع الجرزات، والجوز الذي يحصد من أشجار عقرة تحديداً، وهناك صادفنا الكثير من هذه الأشجار وسمح لنا باقتطاف حبة كانت غير ناضجة لونها أخضر، أخبرنا أحد سكان المدينة بإن الثمرة ستنضج لوحدها عند خزنها، عدت بها إلى بغداد، ولازالت بحوزتي أنتظر نضجها ..وحتما لن أكلها كونها تذكار من مدينة تأسر القلب والنظر بجمالها الخيالي.
وتضم دهوك المعروفة بزراعة الكرز الأحمر، العديد من المصايف والشلالات، والكازينوهات المنعشة للبدن، منها مصيف سواره توكا، الشهير الذي يطل على واد في منطقة جبلية، مليئة بأشجار الأسفندر، والسرو، ومصايف : كلي بالندا، شرانش، وباكرمان، وسرسنك، اللواتي لا يمل السائح من التمتع بها، والمرح فيها، وهناك صادفنا سواح من الكويت، والسعودية مع عائلاتهم.
وتزداد رحلات السياحية إلى مدن إقليم كردستان : المركز أربيل، والسليمانية، ودهوك، خلال فصل الصيف والعطلة الربيعية بعد انتهاء الموسم الدراسي الذي يقضي فيه الطلاب عطلتهم، وكذلك في أعياد الربيع "نوروز"، والفطر، والأضحى، وحتى عيد الفالنتاين "الحب"، عبر باصات كبيرة، تنظمها شركات السياحة.
قد يهمك أيضا
إيران توافق على جعل منافذ حدودية مع كردستان العراق دولية
كيف نحمي الأطفال من أخطار التكنولوجيا و الإنترنت
أرسل تعليقك