الأقصر - محمد العديسي
لفت الباحث والمؤرخ منتصر أبو الحجاج، أنه تقدم بأكثر من طلب واقتراح إلى السلطات المختصة في محافظة الأقصر؛ من أجل فتح الأبواب أمام السياحة الإيرانية، التي يراها بديلاً مناسبة عن نظيرتها الأوربية، في كسر حالة الركود التي تعاني منها السوق المصرية.
وقال أبو الحجاج، إنه يستهدف "جذب أكبر عدد من السائحين الإيرانيين لتعويض غياب السائح الأوروبي بعد ثورة يناير"، مؤكدًا أن "السياحة الإيرانية هي البديل المناسب عن السياحة الأوربية، لأن سائحها لن يتأثر مثل غيره بالأحداث الراهنة، إضافة إلى ثرائه الذي يساعد في كسر حالة الركود، التي جعلت الكثيرين من أصحاب المنشآت يغلقون أبوابها ويتجهون إلى أعمال أخرى".
وأضاف أبو الحجاج، أن " الجميع يعرف عن الأقصر أنها مدينة فرعونية، إلا أنها تمتلك مزارات إسلامية لا مثيل لها؛ إذ أن بها مئات المقامات والأضرحة وعشرات الساحات الصوفية".
في المقابل، أكد الخبير السياحي الدكتور سعدي عبد القادر، أن مسؤولي السياحة في مصر لديهم تحديات كبيرة؛ من أجل الدخول إلى أسواق جديدة لجذب السائحين مثل السوق الإيرانية والخليجية، بدلاً من السعي لإنعاش الأسواق الأوربية، التي استهلكت تمامًا", فيما قال:"يجب تنويع المنتج السياحي أيضًا، لأن غالبية السائحين يأتون إلى مصر للترفيه، رغم وجود السياحة الدينية والمواقع التاريخية والتراث الثقافي وسياحة المؤتمرات".
وأكد عبد القادر، أن "الأحزاب والمؤسسات الدينية في مصر تشجع السياحة الدينية، وخير دليل على زيارة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إلى معبد الأقصر، وكذلك زيارة الرئيس محمد مرسى منذ بضعة أشهر معبد الكرنك، وإشادته بالحضارة الفرعونية ولقائه بعدد من السائحين".
وأوضح عبد القادر، أن "دولة مثل الأردن تخصص ميزانية ضخمة؛ من أجل الترويج للسياحة الدينية، ونجحت بالفعل في استقطاب سائحين من نحو 12 دولة أجنبية، منها الهند، بريطانيا، أسبانيا، فرنسا، إيطاليا"، فيما أشار عبد القادر، إلى أن "الأقصر غنية جدًا بالمواقع السياحية الدينية، والتي لا يوجد مثيل لها في العالم، وتناسب السائح الإيراني، الذي سوف يسهم في كسر حالة الركود السياحي، الذي تعيشه المدينة منذ عدة أشهر".
ووقعت مصر وإيران اتفاقية في نهاية2010 تقضى بعودة رحلات الطيران المباشر بين القاهرة وطهران، إلا أن الاتفاقية لم تُفعَّل برغم توافر الإمكانيات الفنية اللازمة للتشغيل.
أرسل تعليقك