أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن طابا مدينة ساحرة تحتضن العديد من المقومات السياحية التاريخية وسياحة الغوص والسفارى والبيئية وتعد من المواقع السياحية الشهيرة التى يحرص على زيارتها المصريين ومن كافة بلدان الوطن العربى لقضاء أجازة عيد الفطر بها والانطلاق منها لزيارة دير سانت كاترين وشرم الشيخ ودهب للاستمتاع بجمال كافة مدن سيناء.
ويمكن لرواد طابا زيارة ست مواقع سياحية بها تشمل قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون والعلامة 91 بمنفذ طابا وشجرتى الدوم والفيورد والكانيون الملون وطابا هايتس علاوة على الاستمتاع بجمال المنحوتات الطبيعية فى طريق السيارات من النقب إلى طابا.
وأوضح الدكتور ريحان أن قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون هى عروس طابا والموقع الأول الذى يحرص على زيارته كل رواد طابا من مصريين وأجانب أنشأها صلاح الدين عام 567هـ 1171م، وبنيت من الصخور المتحولة المأخوذة من محجر الجزيرة نفسها الذى يقع بوسط التحصين الشمالى حاليًا وكانت هناك مبانى سابقة قبل إنشاء صلاح الدين لقلعته وقد تركها كما هى حيث يقع الحصن البيزنطى فى الجنوب والكنيسة فى السهل الأوسط بين التحصينين الشمالى والجنوبى وقد استفاد صلاح الدين من التحصين البيزنطى ليجعله قلعة مستقلة داخل قلعته قادرعن الدفاع عن نفسه لو تم اختراق التحصين الشمالى مع وجود سور خارجى يضم كل منشئات القلعة كخط دفاع أول يدعمه تسعة أبراج دفاعية.
وتضم القلعة صهريجين للمياه ومطعم والمطعم وفرن القلعة ومخازن الغلال ومقر القيادة الرئيسية لتغذية المنطقة وتغذية حمام بخار أنشأه كناحية استشفائية وترفيهية للجنود وحجرات إعاشة للجنود وممر علوى للمراقبة ومسجد وفرن لتصنيع الأسلحة وتحصينات بالسور الخارجى ومخازن للمؤن والذخيرة.
وأشار الدكتور ريحان إلى أهمية زيارة العلامة 91 بمنفذ طابا حيث تم رفع العلم المصرى على طابا فى 19 مارس 1989 بعد معركة دبلوماسية طويلة وقد شكّلت الوثائق التاريخية نسبة 61% من الأدلة المادية لعودة طابا والتى تكّفل بجمعها (اللجنة القومية العليا لطابا) التى شكلت فى 13 مايو 1985 بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 641 من أبرز الكفاءات القانونية والتاريخية والجغرافية وهى اللجنة التى تحولت بعد ذلك إلى هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا والتى أخذت على عاتقها إدارة الصراع فى هذه القضية من الألف إلى الياء مستخدمة كل الحجج لإثبات الحق وقد كان الكتيب الذى أصدرته هيئة الآثار المصرية عام 1986 عن أعمال الحفائر والترميم بقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا ضمن الوثائق التاريخية التي أثبتت أحقية مصر في الجزء المتنازع عليه في طابا.
ونوه الدكتور ريحان إلى المعلم السياحى الثالث فى طابا وهما شجرتى دوم طابا وهما شجرتين معمرتين كانتا من الأدلة المادية التي أكدتا أحقية مصر في طابا ومنطقة الفيورد التى تبعد عن طابا 10كم وقد صور بها فيلم الطريق إلى إيلات، وهى منطقة ساحرة لهواة الغطس بخليج العقبة في بقعة فريدة تتوسط خليج طبيعي من الشعب المرجانية، وفي أعماق خليج الفيورد يجد الغواصون فتحةً ضخمة يصل عمقها إلى 24 متر، بعد اجتياز تجمع ضخم لشعاب يصل عمقها إلى 12 متر، وبمجرد دخول تلك الفتحة، تظهر مناظر مذهلة للحياة البحرية، ومن بينها الأسماك المتنوعة.
وتابع الدكتور ريحان بأن الكانيون الملون بطابا يعد محط أنظار كل السياح من شتى أنحاء العالم والذى يبعد 25كم عن طابا طوله 250م وارتفاعه من 3 إلى 6م، عرضه فى بعض الأجزاء لا يسمح إلا بمرور شخص واحد وبهذا الكانيون شعاب مرجانية متحجرة مما يدل على وقوع سيناء تحت سطح البحر فى العصور الجيولوجية القديمة ويتميز بلونه البنى والأحمر والأصفر والأزرق والأسود وخارج الكانيون منحوتات طبيعية من الصخور وبه نفق عبارة عن صدع فى الجبل طوله 15م.
كما يعد طريق وادى النقب – طابا وهوطريق السيارات الحالي الممتد طريق النقب – طابا من المعالم السياحية حيث يضم لوحات صخرية آية فى الجمال تشكّل مجموعة من المنحوتات التى تشكّل أشكالًا فنية وإبداعات من صنع الطبيعة وعوامل التعرية.
ولفت الدكتور ريحان إلى أهمية منطقة طابا هايتس ولها شهرة عالمية تبعد 25كم عن مطار النقب الدولى، 200كم من شرم الشيخ وهى عبارة عن حجر جيرى مرجانى من أصل عضوى وتتكون من كسرات الهياكل العضوية المشتقة من المرجانيات والطحالب الحمراء والجلد شوكيات والرخويات وتحتوى هذه الصخور على كميات من المواد الفتاتية وخاصة عند مخارج الأودية أو بالقرب منها والمنطقة تتألف من معادن الكربونات.
ويساعد على تكوين ونمو المرجان توافر الحجر الجيرى بساحل البحر الأحمر الذى يعد المصدر الأصلى للمرجان، وكذلك درجة حرارة ما بين 20 إلى 30º ونسبة ملوحة ما بين 35 إلى 40 جزئ في الألف وتعتبر بيئة البحر الأحمر من البيئات الخصبة التى ينمو فيها المرجان نظرًا لتوفر العوامل السابقة وهى منطقة غوص شهيرة مثل رأس محمد ودهب وجزيرة فرعون.
وعلاوة على محمية طابا الغنية بالموارد البيئية من كائنات حية كالحيوانات والنباتات النادرة المهددة بالانقراض حيث تحتوى على 25 نوعًا من الحيوانات البرية مثل الوبر والغزال والوعل النوبى وغيرها و50 نوعًا من الطيور التى تعيش فى المحمية مثل الصقور والنسور والحدة وغيرها و24 نوعًا من الزواحف و480 نوعًا من النباتات.
قـــــــــــد يهمك أيضأ :
قرار جمهوري بضَّم مطار طابا لجنوب سيناء يضعها على خريطة السياحة العالمية
مطارات القاهرة وشرم الشيخ وطابا والغردقة تستعد لاستقبال وفود قمة المناخ
أرسل تعليقك