اختلف العلماء في موعد ليلة القدر، فهي ليلة مباركة خير من ألف شهر في الثواب والأجر، وتنزل الملائكة في ليلة القدر أفواجًا؛ وتكون أكثر من الحصى على الأرض، فقد قال -تعالى-: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ»، ورُوِي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: «وإن الملائكةَ تلك الليلةَ أَكْثَرُ في الأرضِ من عَدَدِ الحَصَى».وقالت الدكتورة سهير طلب، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- علم ليلة القدر من سيدنا جبريل -عليه السلام- وبسبب الشجار، والمخاصمة، والتنازع، رفعت معرفةُ ليلة القدر.
واستشهدت «طلب» في تصريح لـ«صدى البلد» بما روي عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ - رضي الله عنه -: «أَنَّ النَّبِيَّ خَرَجَ لِيُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلاحَى رَجُلانِ مِنَ المُسْلِمِينَ، فَقَالَ: «إِنِّي خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالتَمِسُوهَا فِي التِّسْعِ وَالسَّبْعِ وَالخَمْسِ»ـ مؤكدة أن التنازع والتشاجر سبب في رفع البَركة، وفي رفع الخير الذي يحدث لهذه الأمة.وتابعت: اختلف العلماء رحمهم الله على أكثر من أربعين قولًا في تحديد ليلة القدر والسبب في ذلك ورود الأحاديث المختلفة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحديدها، وتعارض الآثار عن الصحابة رضي الله عنهم، والقول الأقوى أنّها في الوتر من العشر الأواخر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «التمسوها في العشر الآواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة» (رواه البخاري).
وواصلت، الرأي الصّحيح المشهور لدى جمهور الفقهاء، وهم المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة، والأوزاعي وأبو ثورٍ: أنّها في العشر الأواخر من رمضان لكثرة الأحاديث الّتي وردت في التماسها في العشر الأواخر من رمضان، وتؤكّد أنّها في الأوتار ومنحصرة فيها .وأكملت، والأشهر والأظهر عند المالكيّة أنّ ليلة القدر هي ليلة السّابع والعشرين، وبهذا يقول الحنابلة، فقد صرّح البهوتي بأنّ أرجاها ليلة سبعٍ وعشرين نصًا. وقال الطّحطاوي: ذهب الأكثر إلى أنّ ليلة القدر ليلة سبعٍ وعشرين، وهو قول ابن عبّاسٍ وجماعةٍ من الصّحابة رضي الله عنهم، ونسبه العيني في شرح البخاريّ إلى الصّاحبين، وعلى الإنسان أن يجتهد العشر كلها.
فضل ليلة القدر وسبب تسميتها
ليلة القدر مباركة خير من ألف شهر في الثواب والأجر وهي ليلة القدر والمعنى ليلة التقدير وسميت بذلك لأن الله تعالى يقدر ما يشاء من أمره أي يظهره في تلك الليلة بعد ما كتبه في الأزل، وقيل سُميت ليلة القدر لعظمها وقدرها وشرفها من قولهم لفلان قدر أي شرف ومنزلة، وقد قيل أن العابد فيما مضى لا يسمى عابدًا حتى يعبد الله ألف شهر أي ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر فجعل الله تبارك وتعالى لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- عبادة هذه الله خير من ألف شهر كانوا يعبدونها.
وقيل إن العابد فيما مضى لا يسمى عابدًا حتى يعبد الله ألف شهر أي ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر فجعل الله تبارك وتعالى لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- عبادة هذه الليلة خير من ألف شهر كانوا يعبدونها.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر رجلًا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر فعجب المسلمون من ذلك فنزلت: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ» (سورة القدر)، وأن هذه هي المدة التي حمل فيها الرجل سلاحه في سبيل الله ففي هذه الليلة: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ» (القدر: 4) أي تنزل الملائكة من السماء إلى الأرض ويؤمنون على دعاء الناس إلى وقت طلوع الفجر.
وقت ليلة القدر
تقع ليلة القَدر في الثُّلث الأخير من شهر رمضان كما ثبت في صحيح البخاريّ عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: «كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ» إلّا أنّ الأقوال اختلفت في تحديد ليلة القَدْر، وتعيينها؛ فقِيل إنّها في الليالي الفرديّة من العشر الأواخر؛ استدلالًا بما رُوِي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: «أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ»، وقِيل إنّها في الأيّام السبع الأخيرة من رمضان؛ لِما ثبت من رواية الإمام البخاريّ عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: «فمَن كانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا في السَّبْعِ الأوَاخِرِ» وقِيل إنّها مُنتقِلةٌ، دون تحديدها بالليالي الفرديّة، أو الزوجيّة.
علامات ليلة القدر
علامات ليلة القدر يحرص المسلمون على تتبُّع ليلة القَدْر، ومعرفة علاماتها التي تدلّ على وقوعها، وذكرت السنة النبوية علامات ليلة القدر وهي:-
1- نزول الملائكة أفواجًا؛ وتكون أكثر من الحصى على الأرض، فقد قال -تعالى-: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ»، ورُوِي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: «وإن الملائكةَ تلك الليلةَ أَكْثَرُ في الأرضِ من عَدَدِ الحَصَى».
2- اعتدال الجوّ فيها؛ فلا يُوصف بالحرارة، أو البرودة؛ إذ رُوِي عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: «ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ».
3- طلوع الشمس دون شعاع في صباح اليوم التالي لها؛ فقد ورد عن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه-: «وآيةُ ذلك أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحَتِها مِثلَ الطَّسْتِ، لا شُعاعَ لها، حتى تَرتفِعَ».
4- النقاء والصفاء؛ فقد رُوي في أثرٍ غريبٍ عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: «أمارَةَ ليلةِ القدْرِ أنها صافيةٌ بَلِجَةٌ كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ولا يحِلُّ لكوكبٍ يُرمى به فيها حتى تُصبِحَ، وإن أمارتَها أنَّ الشمسَ صبيحتَها تخرُجُ مستويةً ليس لها شُعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ ولا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معَها يومَئذٍ».
5- أن يحدث للإنسان سكون في النفس
6- يشعر الشخص بإقبال على الله عز وجل في هذه الليلة
7- أنه لا ينزل في ليلة القدر النيازك والشهب.
8- أن يُوفق الشخص فيها بدعاء لم يقله من قبل.
قد بيهمك ايضا
دار الإفتاء تؤكد أن توقيت الفجر المعمول به حاليًّا فى مصر صحيح قطعا
"البحوث الإسلامية" يكثف من تواجد الوعاظ بالمطارات لتوعية الحجاج
أرسل تعليقك