توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"الاعتكاف أن تجعل حركتك لله" من خواطر الشعراوي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الاعتكاف أن تجعل حركتك لله من خواطر الشعراوي

الشيخ محمد متولي الشعراوي
القاهرة - مصر اليوم

معنى الاعتكاف هو أن تحصر حركتك فى زمن ما على وجودك فى مكان ما، ولذلك يتولون: «فلان معتكف هذه الأيام» أى حبس حركته فى زمن ما فى مكان ما، وليس معنى ذلك أن الاعتكاف مقصور على العشر الأواخر من رمضان فقط، ولكن للمسلم أن يعتكف فى بيت الله فى أى وقت .

ويتابع الحق: «وَكُلُواْ واشربوا حتى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخيط الأبيض مِنَ الخيط الأسود» أى إلى أن يتضح لكم الفجر الصادق. وكان هناك على عهد رسول الله  أذانان للفجر، كان بلال يؤذن بليل، أى ومازال الليل موجوداً، وكان ابن أم مكتوم يؤذن فى اللحظة الأولى من الفجر، ولذلك قال رسول الله : «فإن سمعتم أذان ابن أم مكتوم فأمسكوا». لكن أحد الصحابة وهو عدى بن حاتم قال: أنا جعلت بجوارى خيطا أبيض وخيطاً أسود، وأظل آكل حتى أتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. فقال له: إنك لعريض القفا (أى قليل الفطنة) فالمراد هنا بياض النهار وسواد الليل.

ويتابع الحق: «ثُمَّ أَتِمُّواْ الصيام إِلَى الليل وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِى المساجد». لقد كانوا يفهمون أن المباشرة فى الليل حسب ما شرع الله لا تفسد الصوم. ولكن كان لابد من وضع آداب للسلوك داخل المسجد أو لآداب سنة الاعتكاف التى سنها رسول الله  فى العشر الأواخر من رمضان لهذا أوضح الحق أن حلال المباشرة بين الرجل وزوجته هو لغير المعتكف وفى غير ليل رمضان. أما المعتكف فى المسجد فذلك الأمر لا يحل له، ومعنى الاعتكاف هو أن تحصر حركتك فى زمن ما على وجودك فى مكان ما، ولذلك يقولون: (فلان معتكف هذه الأيام) أى حبس حركته فى زمن ما فى مكان ما، وليس معنى ذلك أن الاعتكاف مقصور على العشر الأواخر من رمضان فقط، ولكن للمسلم أن يعتكف فى بيت الله فى أى وقت.

واختلف العلماء فى الاعتكاف، بعضهم اشترط أن يكون المرء صائماً حين يعتكف، واشترطوا أيضا أن يكون الاعتكاف لمدة معينة، وأن يكون بالمسجد، وقالوا: إن أردت الاعتكاف، فاحصر حركتك فى مكان هو بيت الله.. وكثير من العلماء يقولون: إنك إذا دخلت المسجد تأخذ ثواب الاعتكاف مادمت قد نويت سنة الاعتكاف؛ بشرط ألا تتكلم فى أى أمر من أمور الدنيا؛ لأنك جئت من حركتك المطلقة فى الأرض إلى بيت الله فى تلك اللحظة، فاجعل لحظاتك لله. ولذلك حينما رأى رسول الله  رجلاً ينشد ضالته فى المسجد أى شيئا قد ضاع منه فقال له: «لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا».

لماذا؟ لأن المسجد مكان للعبادة، ولذلك أقول لمن يحدثنى فى المسجد بأى شيء يتعلق بحركة الحياة: أبشر بأنها لن تنفع؛ لأنك دخلت المسجد للعبادة فقط، إن لحظة دخولك المسجد هى لحظة جئت فيها لتقترب من ربك وتناجيه، وتعيش فى حضن عنايته، فلماذا تأتى بالدنيا معك؟ وليكن لنا فى أحد الصحابة قدوة حسنة؛ كان يقول: كنا نخلع أمر الدنيا مع نعالنا. وزاد صحابى آخر فقال له: وزد يا أخى أننا نترك أقدارنا مع نعالنا.

انظر إلى الدقة، إن الصحابى المتبع لا يخلع الدنيا مع نعله فقط على باب المسجد، ولكن يخلع أيضا قدره فى الدنيا. فيمكن أن تأخذك الدنيا ساعات اليوم الكثيرة، والمسجد لن يأخذ منك إلا الوقت القليل، فضع قدرك مع نعلك خارج المسجد، وادخل بلا قدر إلا قدر إيمانك بالله. وأجلس فى المكان الذى تجده خالياً.

إن النبى  كان يجلس حيث ينتهى به المجلس. أى عندما يجد مكاناً له، وهذا خلاف زماننا حيث يحجز إنساناً مكاناً لإنسان آخر بالسجادة، وقد يدخل إنسان ليتخطى الرقاب، ويجلس فى الصف الأول وهو لا يعلم أن الله قد صف الصفوف قبل أن يأتى هو إلى المسجد.

فى تأويل «هذا ربى»

يتأوّل بعض الناس قول إبراهيم عليه السلام (هذا ربي) بأنه إخبارٌ منه بربوبية الكوكب ثم القمر ثم الشمس على سبيل الظنّ، فهى رحلة من الشرك إلى اليقين - فى زعمهم - وهذا تأوُّلٌ غريب فى ظني؛ ذلك أن إبراهيم عليه السلام ينفى عن نفسه الشرك قائلاً (وما أنا من المشركين) الأنعام:79.

فانظر كيف عبّر القرآن فى نفيه الشرك على لسان إبراهيم باستعمال الجملة الاسمية الخالية من عنصر الزمن، ليستغرق النفى جميع الأزمنة، ثم انظر كيف نفى الله تعالى عن إبراهيم الشرك بصيغة الكون المنفى فى قوله: «وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» فى خمسة مواضع من القرآن الكريم، والكون المنفى الماضى يستغرق جميع الزمن.

ثم انظر ثالثًا فى سياق الآيات الذى يومئ إلى ذلك؛ إذ الآية السابقة هى قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) الأنعام:75.. كل أولئك يؤكد أن قول إبراهيم: (هَذَا رَبِّي) فى المواطن الثلاثة إنما هو على تقدير حذف أداة الاستفهام الإنكارى، لا على جهة الإخبار.. والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاعتكاف أن تجعل حركتك لله من خواطر الشعراوي الاعتكاف أن تجعل حركتك لله من خواطر الشعراوي



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 06:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 09:31 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج العقرب

GMT 09:56 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon