أسرار الجمال من عجائب قيام الليل وإن الله جميل يحب الجمال، وكذلك الناس تعشق الجمال وتنجذب إلى كل جميل، ومن منا لا يحب أن يكون جميلًا؟ وهنا نكشف أخطر أسرار الجمال لعشاقه، ولكن هل للجمال أسرار؟!
سر الجمال
نعم للجمال أسرار، ولكن يكمن سر الجمال الحقيقي في جمال القلوب، فجمال القلوب يزيد الوجوه حسنًا وبهاءً وجمالًا، والعكس صحيح تمامًا، ولا نستطيع أن نحصل على جمال القلوب إلا بالأعمال الصالحة، فإن أسرار الجمال من عجائب قيام الليل. قال ابن تيمية عن أسرار الجمال من عجائب قيام الليل، إن الأعمال الصالحة تطبع في القلب جمالًا ونورًا وحسنًا وبهاءً يظهر جليًا في الوجه، والأعمال الفاسدة تحدث العكس تمامًا، وكلما زادت التقوى والأعمال الصالحة زاد الحسن والجمال، وكلما زاد الإثم والعدوان زاد القبح في الوجه. وقال ابن القيم عن أسرار الجمال من عجائب قيام الليل، إن من لم يتق الله عز وجل في حسنه وجماله، تحول ذلك الحسن والجمال إلى قبحٍ، وحسن القلوب ونقاؤها يعلو قبح الظاهر ويستره، وقبح القلوب وسوادها يعلو جمال الظاهر ويستره.
أسرار الجمال من عجائب قيام الليل
وإذا أردت جمال الوجه وبهاءه فإن أسرار الجمال من عجائب قيام الليل، وإن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة في الثلث الأخير من الليل ليكسو وجوه قوام الليل الضياء والنور، ويظهر هذا النور جليًا في وجوه من وفقه الله لقيام الليل، وأقله ركعة واحدة يقرأ فيها سورة الإخلاص، وكل حسب مقدرته، فيعلو الجمال والبهاء والنور والحسن وجوه قوام الليل.وقيل للحسن البصري عن أسرار الجمال من عجائب قيام الليل: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوهًا؟ قال: لأنهم خلو بنور الرحمن في الظلمة فألبسهم نورًا من نوره.وقال ابن القيم رحمه الله: ترى الرجلَ الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة، وإن كان أسودَ أو غيرَ جميل، ولا سيما إذا رُزِق حظًا من صلاة الليل؛ فإنها تنوّر الوجه وتحسّنه.
قيام الليل يقوي البدن ويسعد القلب
وقال عطاء الخرساني: قيام الليل محياة للبدن ونور في القلب وضياء في البصر وقوة في الجوارح، وإن الرجل إذا قام من الليل يتهجد أصبح فرحًا يجد فرحًا في قلبه.
قوام الليل وقارئو القرآن يشفعون لأصحابهم
ويعد قيام الليل من أعظم القربات والطاعات إلى الله تعالى، وسبب من أسباب دخول الجنة بإذن الله تعالى، ولذا قال جابر بن عبد الله قال النبي "صلى الله عليه وسلم": إن الرجل ليقول في الجنة ما فعل فلان وصديقه في الجحيم فلا يزال يشفع له حتى يشفعه الله فيه فإذا نجا قال المشركون: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم).
وقال الحسن البصري: ما اجتمع ملأ على ذكر الله، فيهم عبد من أهل الجنة إلا شفعه الله فيهم، وإن أهل الإيمان ليشفع بعضهم في بعض وهم عند الله شافعون مشفعون.
وقال كعب الأحبار: إن الرجلين كانا صديقين في الدنيا، فيمر أحدهما بصاحبه وهو يجر إلى النار، فيقول له أخوه: والله ما بقي لي إلا حسنة واحدة أنجو بها، خذها أنت يا أخي فتنجو بها مما أرى، وأبقى أنا وإياك من أصحاب الأعراف، قال: فيأمر الله بهما جميعًا فيدخلان الجنة.
قيام الليل والمقام المحمود
ولقد شرف الله نبينا محمد "صلى الله عليه وسلم" بالشفاعة العظمى يوم القيامة وهو المقام المحمود، إذ قال: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [الإسراء:79]، والمقام المحمود هو الشفاعة العظمى يوم القيامة.
قيامَ الليل هو حصن المؤمن
قيامَ الليل هو حصن المؤمن وملاذه الذي يأوي إليه، والعروة الوثقى التي يعتصم بها، والحبل المتين الذي يصله بربه، وهو بلسم الجروح وغذاء الروح.
يوزّع الله عطاياه، ويقسم خزائن فضله في الثلث الأخير من الليل؛ حيث قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر" متفق على صحته.
أسرار قيام الليل
والسرُّ في قيام الليل أن العبد يمنع نفسه ملذّات الدنيا، وراحة البدن، ليتعبّد لله تعالى، فيعوضه الله تعالى خيرًا مما فقد، وذلك يشمل نعمة الدّين، وكذلك نعمة الدنيا.
فوائد قيام الليل
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: أربعة تجلب الرزق:
- قيام الليل.
- كثرة الاستغفار بالأسحار.
- تعاهد الصدقة.
- الذكر أول النهار وآخره.
قالوا عن قيام الليل:
- تحفظ الصحة والبدن.
- تحفظ صحة الإيمان.
- تجلب سعادة الدنيا والآخرة.
- تعالج الأمراض المزمنة.
- تنشط البدن والروح والقلب.
ولهذا تجد قوَّام الليل أصح الناس أجسادًا، وأسعدهم نفوسًا، وأنورهم وجوهًا، وأعظمهم بركة في أقوالهم وأعمالهم وأعمارهم، وآثارهم على الناس، وقوَّام الليل أخلص الناس في أعمالهم لله تعالى، وأبعدهم عن الرياء والعجب، وهم أشدّ الناس ورعًا، وأعظمهم حفظًا لألسنتهم، وأكثرهم رعاية لحقوق الله تعالى، والعباد، وأحرصهم على العمل الصالح.
قيام الليل كان يداوم عليه رسول الله
ولا بد من تذكرة أخيرة، وهي أنه "صلى الله عليه وسلم" لم يترك هذه السُّنَّة قطُّ في حياته، لا في مرض، ولا في كسل، ولا في غيره، وهي سُنَّة قيام الليل، حيث روى أبوداود - وقال الألباني - صحيح: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، يَقُولُ: قَالَتْ عائشة رضي الله عنها: "لاَ تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَدَعُهُ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ، أَوْ كَسِلَ، صَلَّى قَاعِدًا".
وكان رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" ينصح أصحابه بالحفاظ عليه، وعدم التذبذب في أدائه، حيث روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرِو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ لِيّ رَسُولُ اللَّهِ "صلى الله عليه وسلم": «يَا عَبْدَ اللَّهِ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ».
وقت قيام الليل
تتحقَّق هذه السُّنَّة بصلاة ركعة واحدة أو ركعتين أو أربع، أو أكثر، في أي وقت من بعد صلاة العشاء، وحتى قبل صلاة الفجر، وقد أراد رسول الله "صلى الله عليه وسلم" لجميع المسلمين أن يؤدوا هذه السُّنَّة، فجعل الأمر سهلًا على الجميع، فلم يشترط طول القيام، إنما نصح أن نصلي قدر الاستطاعة، حيث روى أبو داود - وقال الألباني - صحيح، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "صلى الله عليه وسلم": «مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنْطِرِينَ».
فلْيحرص كل مؤمن على هذه العبادة الجميلة، كلٌّ حسب طاقته، ولا تنسوا شعارنا الدائم قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} النور:54.
قد يهمك أيضأ :
تعرف على منزلتك عند الله من عدد الآيات التي تقرأها في قيام الليل
تفاصيل وكلمات دعاء المطرب محمد شاهين الجديدة "مابين قيام الليل"
أرسل تعليقك