توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعرف على الوديعة الغالية التي أودعها الفاروق عمر عند السيدة حفصة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تعرف على الوديعة الغالية التي أودعها الفاروق عمر عند السيدة حفصة

الفاروق عمر
القاهرة - مصر اليوم

في شهر رمضان المبارك تصفو القلوب، وتجدد النوايا، ويصدق العزم، وتتطلع النفوس لمعالي خصال الخير والعطاء، والبذل والعبادة، والعاقل من استنفد وقته وجهده في استثمار فرص الزمان.

وإن كانت سير الصحابة والصحابيات الكرام، ومناقب العلماء والعالمات، أحد الملهمات لعلو الهمم، فلنقطف من سيرتهم العطرة، ما يمكننا أن نطبقه في حياتنا، فننال به خيري الدنيا والآخرة.. ويطيب لنا الحديث اليوم عن إحدى أمهات المؤمنين، وهي الزوجة الزوجة الرابعة للنبي محمد "صلى الله عليه وسلم" (أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب) ..

**  أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب "رضي الله عليهما"؟

هي حفصة بنت أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) "رضي الله عنهما"، ولدت قبل البعثة بخمس سنين، تزوجت الصحابي الجليل (خنيس بن حذافة السهمي) الذي كان من أصحاب الهجرتين، هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها؛ فرارًا بدينه، ثم إلى المدينة؛ نصرة لنبيه "صلى الله عليه وسلم"، وقد شهد بدرًا أولًا، ثم شهد أحدًا، فأصيب بجروح توفي على أثرها، فترملت حفصة وهي بنت (20) عامًا.

وهنا وقفة، لا شك أن وفاة الزوج من الأمور الصعبة على الزوجات، ولكن الحكمة من الآباء والأمهات يجب أن تحتض المرأة التي توفي زوجها، أن تسعى لاستقرارها، وزواجها إن تيسر ذلك، وأن تراعي حالتها ونفسيتها.

** كيف كان زواج النبي، "صلى الله عليه وسلم" من السيدة حفصة؟

أخذ الألم بالفاروق عمر؛ لوحدة ابنته، وفراق زوجها، ولما تطاولت الأيام عليه، عرضها على أبي بكر، فلم يجبه بشيء، ثم عرضها على عثمان، فقال: بدا لي اليوم ألا أتزوج، وقد كان عثمان توفيت زوجته رقية بنت "النبي صلى الله عليه وسلم"، فحمل عمر في نفسه من صاحبيه، وأسرع وشكاهما إلى النبي "صلى الله عليه وسلم"، فقال له النبي "صلى الله عليه وسلم": يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة!

وعمر لا يدري معنى قول النبي "صلى الله عليه وسلم"، ولم يكن يعلم أن النبي "صلى الله عليه وسلم"، كان قد ذكر لأبي بكر أنه سوف يخطب حفصة، وبالفعل خطبها النبي "صلى الله عليه وسلم"؛ فزوجه عمر رضي الله عنه ابنته حفصة، وينال شرف مصاهرة النبي "صلى الله عليه وسلم"، وكان زواجه "صلى الله عليه وسلم" بحفصة سنة ثلاث من الهجرة على صداق قدره 400 درهم، وسنها يومئذ عشرون عاما.

وزوج رسول الله "صلى الله عليه وسلم" عثمان بابنته "أم كلثوم" بعد وفاة أختها رقية، ولما أن تزوج رسول الله "صلى الله عليه وسلم" حفصة، لقي عمر بن الخطاب أبا بكر، فاعتذر أبوبكر إليه، وقال: لا تجد عليّ، فإن رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، كان قد ذكر حفصة، فلم أكن لأفشي سره، ولو تركها لتزوجتها؟!

إنها حكمة النبي "صلى الله عليه وسلم" في أن يجمع بين أصحابه؛ فصاهر أبي بكر وعمر، وزوج عثمان ابنته أم كلثوم، بعد وفاة أختها رقية.

وقفات مهمة:

الأول: اختيار الأب الأزواج الصالحين لابنته

لم ينتظر الفاروق حتى يأتي الخطاب لابنته؛ بل سارع واختار لها، وعرضها على خيرة الرجال.

الثاني: احترام السر وحسن الظن

 فلم يكن أبوبكر ليفشي سر النبي برغبته في خطبه ابنة عمر، وما كان لعمر يحمل نفسه على صاحبيه.

الثالث: عدم المبالغة في المهور

كان صداق حفصة كما رأينا، وبيتها كما قرأنا، فلماذا البذخ والمبالغة في المهورـ وتكاليف الزواج من قاعات وفرق وغيره مما يذهب البركة، وقد قال "صلى الله عليه وسلم" "أقلهن مهرًا أكثرهن بركة".

** ما صفات وسمات أم المؤمنين السيدة حفصة رضي الله عنها؟

(حفصة) أم المؤمنين، صوامة، قوامة، شهادة صادقة من أمين الوحي (جبريل عليه السلام)!! وبشارة محققة: زوجة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" في الجنة!!

** كيف كان حال حفصة مع زوجات النبي في بيت النبوة؟

تدخل (حفصة) بيت النبي "صلى الله عليه وسلم"، رابعة الزوجات في بيوتاته "عليه الصلاة والسلام"، فقد جاءت بعد (خديجة) و(سودة) و(عائشة) "رضي الله عنهن جميعًا".

أما سودة فرحبت بها راضية، وأما عائشة فحارت ماذا تصنع مع هذه الزوجة الشابة، وهي من هي! بنت الفاروق (عمر)، الذي أعز الله به الإسلام، وامتلأت قلوب المشركين منه ذعرًا!!

وسكتت عائشة أمام هذا الزواج المفاجئ، وهي التي كانت تضيق بيوم ضرتها (سودة) التي ما اكترثت لها كثيرًا، فكيف يكون الحال معها حين تقتطع (حفصة) من أيامها مع الرسول "صلى الله عليه وسلم" ثلثها؟!

وتتضاءل غيرة عائشة من حفصة لما رأت توافد زوجات أخريات على بيوتات النبي "صلى الله عليه وسلم،" زينب، وأم سلمة، وزينب الأخرى، وجويرية، وصفية" إنه لم يسعها إلا أن تصافيها الود، وتسر حفصة لود ضرتها عائشة، وينعمها ذلك الصفاء النادر بين الضرائر؟!

وقد وعت حفصة مواعظ الله حق الوعي، وتأدبت بآداب كتابه الكريم حق التأدب، وقد عكفت على المصحف تلاوة وتدبرًا وتفهمًا وتأملا، مما أثار انتباه أبيها الفاروق (عمر بن الخطاب) إلى عظيم اهتمامها بكتاب الله تبارك وتعالى!! مما جعله يوصي بالمصحف الشريف الذي كتب في عهد أبي بكر الصديق بعد وفاة النبي "صلى الله عليه وسلم"، وكتابه كانت على العرضة الأخيرة التي عارضها له جبريل مرتين في شهر رمضان من عام وفاته "صلى الله عليه وسلم"، إلى ابنته (حفصة) أم المؤمنين!

** الوديعة الغالية عند حفصة (حفظ نسخة القرآن المكتوب)

روى أبونعيم عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال: " لما أمرني أبوبكر فجمعت القرآن وكتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب، فلما توفي أبوبكر رضي الله عنه كان عمر كتب ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده- أي: على رق من نوع واحد – فلما توفي عمر "رضي الله عنه" كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النبي "صلى الله عليه وسلم"، ثم أرسل عثمان "رضي الله عنه" إلى حفصة "رضي الله عنها"، فسألها أن تعطيه الصحيفة؛ وحلف ليردنها إليها، فأعطته، فعرض المصحف عليها، فردها إليها، وطابت نفسه، وأمر الناس فكتبوا المصاحف!

** كيف تم إنجاز هذا المصحف الشريف؟ ومتى توفت السيدة حفصة؟

وقد امتاز هذا المصحف الشريف بخصائص الجمع الثاني للقرآن الكريم الذي تم إنجازه في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، بمشورة من عمر بن الخطاب، وذلك بعد ما قتل العديد من القراء في محاربة (مسيلمة الكذاب)؛ حيث قتل في معركة اليمامة (سبعون) من القراء الحفظة للقرآن باسره؛ تلك هي الوديعة الغالية!!، التي أودعها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عند ابنته حفصة أم المؤمنين، فحفظتها بكل أمانة، ورعتها بكل صون، فحفظ لها الصحابة، والتابعون، وتابعوهم من المؤمنين إلى يومنا هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ذلك الذكر الجميل الذي تذكر فيه كلما تذاكر المسلمون جمع المصحف الشريف في مرحلتيه، في عهد الصديق أبي بكر، وعهد ذي النورين عثمان، وبعد مقتل عثمان، إلى آخر أيام علي.

وفاة أم المؤمنين السيد حفصة

توفيت أم المؤمنين حفصة "رضي الله عنها" أول عهد معاوية بن أبي سفيان، ودفنت في البقيع مع أمهات المؤمنين "رضي الله عنهم".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف على الوديعة الغالية التي أودعها الفاروق عمر عند السيدة حفصة تعرف على الوديعة الغالية التي أودعها الفاروق عمر عند السيدة حفصة



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 06:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 09:31 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج العقرب

GMT 09:56 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon