c أهمّ ملامح حياة الشيخ محمد رفعت ونشأته ووفاته وأهمّ ما - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 17:55:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أهمّ ملامح حياة الشيخ محمد رفعت ونشأته ووفاته وأهمّ ما كُتب عنه

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أهمّ ملامح حياة الشيخ محمد رفعت ونشأته ووفاته وأهمّ ما كُتب عنه

الشيخ محمد رفعت
القاهرة - مصر اليوم

 يُعدّ صوت سيد القراء الشيخ محمد رفعت من أعظم الأصوات التي قرأت آيات الذكر الحكيم في القرن الـ20، إذ استطاع بصوته العذب الخاشع أن يغزو القلوب والوجدان في قراءة عذبة خاشعة، عرف بأن صوته يشرح الآيات، ويجمع بين الخشوع وقوة التأثير، فكان أسلوبا فريدا في التلاوة.

نشأته
وُلد الشيخ محمد رفعت الإثنين 9 مايو/ أيار 1882 بحي المغربلين بالدرب الأحمر في القاهرة، وكان مبصرا حتى عمر سنتين، إلا أنه أصيب بمرض كُفّ فيه بصره، وهناك قصة يرويها البعض بأن امرأة قابلته وقالت إنه "ابن ملوك.. عيناه تقولان ذلك"، وفي اليوم التالي استيقظ الطفل محمد رفعت وهو يصرخ من شدة الألم في عينيه، ولم يلبث أن فقد بصره.

ووهبه والده لخدمة القرآن الكريم، وألحقه بكتّاب مسجد فاضل باشا في منطقة "درب الجماميز"، فأتم حفظ القرآن وتجويده قبل عمر الـ10.

وأدركت الوفاة والده مأمور قسم الخليفة فوجد الفتى نفسه عائلا لأسرته، فلجأ إلى القرآن الكريم يعتصم به، ولا يرتزق منه.

وأصبح يرتِّل القرآن الكريم كل يوم خميس في المسجد المواجه لمكتب فاضل باشا، حتى عُيِّن وهو في الـ15 من عمره قارئًا ليوم الجمعة، وظلَّ يقرأ القرآن ويرتله في هذا المسجد قرابة الـ30 عاما وفاء منه للمسجد الذي بدأ فيه.

حياته

لم يكتف الشيخ محمد رفعت بموهبته الصوتية في قراءة القرآن، بل عمق هذا بدراسة علم القراءات وبعض التفاسير، واهتم بشراء الكتب، ودراسة المقامات الموسيقية، ودرس موسيقى "بتهوفن"، و"موزارت"، و"فاجنر"، وكان يحتفظ بالعديد من الأوبريتات والسيمفونيات العالمية في مكتبته.

وامتاز محمد رفعت بأنه كان عفيف النفس زاهدا في الحياة، وعندما افتتحت الإذاعة المصرية في 31 مايو 1934 كان الشيخ أول من افتتحها بصوته العذب، وقرأ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}، وقد استفتى قبلها الأزهر وهيئة كبار العلماء عما إذا كانت إذاعة القرآن حلالا أم حراما؟ فجاءت فتواهم بأنها حلال حلال، وكان يخشى أن يستمع الناس إلى القرآن وهم في الحانات والملاهي.

وتنافست إذاعات العالم الكبرى مثل إذاعة برلين، ولندن، وباريس - أثناء الحرب العالمية الثانية - لتستهل افتتاحها وبرامجها العربية بصوت الشيخ محمد رفعت، بهدف جذب عدد أكبر من المستمعين، إلا أنه لم يكن يعبأ بالمال والثراء، وأبى أن يتكسَّب بالقرآن.

أخلاقه

امتاز الشيخ رفعت بأنه كان عفيفَ النَّفْس زاهدا في الحياة، وكأنه ولد لخدمة القرآن الكريم، وكانت مقولته "إِن سادِن القرآن لا يمكن أبدا أَن يُهان أَو يُدان" ضابِطَة لمسار حياته.

كما يتمتع بحس مرهف ومشاعر فياضة، ويهتز وجدانه في المواقف الإنسانية، وتفيض روحه بمشاعر جياشة لا تجد تعبيرا عن نفسها إلا في دموع خاشعات تغسل ما بالنفس من أحزان.

وعُرف عنه العطف والرحمة، فكان يجالس الفقراء والبسطاء، وكان منزله منتدى ثقافيا وأدبيا وفنيا.

وفاته

أصيب الشيخ محمد رفعت بأمراض لاحقته وجعلته يلزم الفراش، منها ضغط الدم والالتهاب الرئوي، وكلما تتحسن حالته يعاود القراءة، إلى أن أصابه مرض الفواق (الزغطة) الذي منعه من تلاوة القرآن، بل ومن الكلام أيضا، حيث تعرض في السنوات الـ8 الأخيرة من عمره لورم في الأحبال الصوتية، منع الصوت الملائكي النقي من الخروج.

ومنذ ذلك الوقت حرم الناس من صوته، إلا من خلال 3 شرائط كانت الإذاعة المصرية سجلتها قبل اشتداد المرض عليه.

وقد حاول بعض أصدقائه ومحبيه والقادرين أن يجمعوا له بعض الأموال لتكاليف العلاج، فلم يقبل التبرعات التي جمعت له، وفضل بيع بيته الذي كان يسكن فيه بحي البغالة في السيدة زينب وقطعة أرض أخرى، لينفق على مرضه. عندئذ توسط الشيخ أبو العنين شعيشع لدى الدسوقي أباظة وزير الأوقاف آنذاك، فقرر له معاشا شهريا.

وشاء الله أن تكون وفاة الشيخ محمد رفعت يوم الاثنين 9 مايو 1950، نفس التاريخ الذي ولد فيه، عن 68 عاما قضاها في رحاب القرآن الكريم.

قالوا عنه

الأديب محمد السيد المويلحي كتب عن الشيخ رفعت في مجلة الرسالة إنه "سيد قراء هذا الزمن، موسيقي بفطرته وطبيعته، يزجي إلى نفوسنا أَرفع أنواعها وأقدس وأزهى ألوانها، وإنه بصوته فقط يأسرنا ويسحرنا دون أن يحتاج إلى أوركسترا".

وقال عنه الكاتب أنيس منصور "لا يزال المرحوم الشيخ محمد رفعت أَجمل الأصوات وأَروعها، وسر جمال وجلال صوته أنه فريد في معدنه، وأن هذا الصوت قادر على أن يرفعك إلى مستوى الآيات ومعانيها".​

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهمّ ملامح حياة الشيخ محمد رفعت ونشأته ووفاته وأهمّ ما كُتب عنه أهمّ ملامح حياة الشيخ محمد رفعت ونشأته ووفاته وأهمّ ما كُتب عنه



GMT 06:58 2024 الخميس ,18 تموز / يوليو

أفضل الأدعية في الأيام البيض

GMT 05:58 2024 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

أفضل أدعية يوم «تاسوعاء» و «عاشوراء»

GMT 11:47 2024 السبت ,06 تموز / يوليو

دعاء لاستقبال العام الهجري الجديد

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon