صنعاء - عبد الغني يحيى
كشفت مصادر مطَلعة، عن اشتداد وتيرة المعارك، السبت، بين مسلحي الحوثيين، وقوات الرئيس السابق علي صالح من جهة والقوات المشتركة لـ "المقاومة الشعبية" والجيش الوطني في جبهات عدة، وذلك بعد أن أعلنت قيادة التحالف العربي إنهاء الهدنة ابتداء من ظهر السبت.
وأكد التحالف في بيان رسمي، أن إنهاء الهدنة جاء بسبب "تكرر الاعتداءات السافرة على أراضي المملكة بإطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن السعودية، واستهداف المراكز الحدودية"، وكذلك بسبب "استمرار إعاقة أعمال الإغاثة والاستيلاء على المواد الغذائية والطبية ومواصلة قصف المساكن وقتل واعتقال المواطنين اليمنيين في المدن التي تخضع لسيطرة الانقلابيين". مشددًا على أنه "كان ومازال حريصًا على تهيئة الظروف المناسبة لإيجاد حل سلمي للقضية في اليمن، وتمكين الحكومة الشرعية اليمنية من إعادة الأمن والاستقرار إليه".
وتصدَت القوات السعودية ليل السبت، لمحاولة تسلل باتجاه الخوبة في منطقة جازان، وقتلت 10 من المتسللين، كما ردت المدفعية على تجمعات الحوثيين وأتباع صالح في منطقة راح الحدودية شرق منطقة الخشل، واستهدف التحالف العربي مقارًا عسكرية للحوثي في صعدة.
وقال مسؤول يمني لـ "الحياة" السبت، إن معارك عنيفة تجددت بين رجال المقاومة ومسلحي جماعة الحوثي وقوات صالح، في مدخل القبطية شمال محافظة لحج. وذكر أن المعارك تجددت بعد أن شنَّ الحوثيون هجومًا عنيفًا هو الثاني من نوعه منذ الأربعاء الماضي، من أجل السيطرة على جبل استراتيجي يطل على قاعدة العند الجوية.
وأفادت المصادر في مدينة تعز المحاصرة، بأن قوات الجيش والمقاومة صدت هجومًا هو الأعنف على منطقة ثعبات شرق المدينة، بعد محاولة الحوثيين التقدم في المنطقة تحت غطاء من القصف المدفعي العنيف، مضيفة أن معارك عنيفة دارت في محيط مستشفى الحمد وصالة قصر العز. حيث أدى القصف الحوثي، وفق مصادر طبية وشهود، إلى مقتل امرأة مسنّة إثر استهداف منزلها بقذيفة مدفعية وإصابة عدد من المدنيين، في حين ضربت طائرات التحالف مواقع المسلحين الانقلابيين في منطقة «نجد المحزامة» جنوب المدينة، ما أسفر عن تدمير عدد من الآليات العسكرية.
وتجددت المواجهات في مديرية الوازعية غرب تعز عقب وصول عربات ودبابات من «اللواء الثالث حزم» التابع للشرعية إلى منطقة الشقيرا عاصمة المديرية لتعزيز الخطوط الهجومية للمقاومة. وأكدت مصادر المقاومة أن القوات المشتركة سيطرت على جبل الراجلة وكبدت الحوثيين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
ومنع مسلحو الجماعة وقوات صالح أكثر من 20 ناقلة محملة بالمواد الإغاثية التابعة لبرنامج الغذاء العالمي من الوصول إلى المحاصرين في مدينة تعز، وقالت مصادر حقوقية إن الحوثيين أوقفوا الناقلات في منطقة مفرق الذكرة أمام محطة توفيق الغازية شمال شرقي المدينة.
وطالت غارات التحالف السبت، موقع الجبانة العسكري التابع للقوات الجوية شمال مدينة الحديدة وسمع دوي انفجارات ضخمة يعتقد أنها ناجمة عن احتراق مخزن للأسلحة والذخيرة، كما امتدت الضربات إلى مواقع الجماعة في مديريتي باقم والصفراء في محافظة صعدة.
وأغار طيران التحالف على مواقع الحوثيين وقوات صالح غرب صنعاء وجنوبها الشرقي في مناطق جبل «النبي شعيب» في مديرية بني مطر، ومنطقة «الوتدة» في مديرية خولان الطيال، إضافة إلى مواقع أخرى في مديرية الحيمة الخارجية. حيث جاءت الغارات بعد ساعات من ضربات جوية أخرى على معسكرات ومخازن أسلحة في مديرية باجل القريبة من مدينة الحديدة الساحلية.
وتحوم شكوك كبيرة بعد اقتراب المعارك من الأطراف الشمالية الشرقية لصنعاء في جبال مديرية نهم، حول إمكانية عقد جولة المفاوضات المقررة في 14 الشهر الجاري برعاية الأمم المتحدة، خصوصًا بعد تصريحات صالح الأخيرة التي أعلن فيها رفض أي مفاوضات مقبلة مع ممثلي الحكومة الشرعية قبل وقف الحرب، وكذلك في ظل عدم وفاء الحوثيين حتى الآن بالتزامهم في سويسرا بإطلاق خمسة من كبار المعتقلين السياسيين والعسكريين بينهم شقيق الرئيس هادي، ووزير الدفاع محمود الصبيحي.
وبيَنت مصادر محلية لصحيفة «الخليج» أن القصف الذي شنته ميليشيات الحوثي وصالح، السبت، استهدف أحياء شعب الدباء وعصيفرة وثعبات والشماسي وكلابة وحوض الأشراف وقلعة القاهرة والجمهوري، إضافة إلى قرى جبل صبر وأسفر القصف عن مقتل امرأة مسنة وإصابة 11 مدنياً بينهم أربعة أطفال. وأضافت المصادر أن القصف أدى إلى إحراق منازل مواطنين في حي ثعبات شرقي المدينة.
ويعيش سكان مدينة تعز حالة مأساوية نتيجة حصار ميليشيات الحوثي وصالح للمدينة، حيث تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة كما سيطرت على كميات من المساعدات الإنسانية كانت في طريقها للمدينة وبيعها في السوق السوداء، بالإضافة لدفع مستشفيات تعز إلى إغلاق أبوابها أمام المرضى والجرحى بسبب عدم قدرتها على تقديم الخدمات الطبية.
وشهدت جبهات قتالية عدة بمدينة تعز مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني من جهة وميليشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى. وأوضحت مصادر في المقاومة الشعبية لصحيفة «الخليج»، أنه دارت مواجهات عنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وصالح في جبهة ثعبات إثر هجوم للميليشيات على مواقع المقاومة في محاولة بائسة من الميليشيات لإحداث تقدم، مشيرة إلى أنه تم التصدي لهم. مضيفة أن المقاومة والجيش تمكنا من التصدي لهجوم شنته الميليشيات على مواقع المقاومة في القرب من مستشفى الحمد وصالة قصر العز شرقي المدينة.
ونظّم العشرات من أبناء مدينة تعز، صباح السبت، سلسلة بشرية وسط المدينة للتنديد بالحصار الخانق الذي تفرضه ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على المدينة منذ عدة أشهر، فيما أطلق ناشطون، حملة إلكترونية، للمطالبة بفك الحصار عن تعز. حيث نفذ عدد من أبناء مدينة تعز المحاصرة سلسلة بشرية من جولة الأخوة إلى جولة الحوض وسط المدينة، ورفعوا صور الضحايا وصورًا من الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات ضد المدينة وأبنائها طوال تسعة شهور.
أرسل تعليقك