تحولت الأراضي الفرنسية وخصوصًا باريس، إلى قلعة محصنة يحرسها حوالي 120 ألف جندي ورجل أمن قبيل 48 ساعة من انعقاد قمة المناخ، تحسبًا من هجمات متطرفة قد تشنها خلايا نائمة.
وتشكل القمة التي تعقد في لوبورجيه، أكبر اختبار للأجهزة الأمنية الفرنسية بعد أسبوعين فقط من هجمات باريس الدامية التي تبناها تنظيم "داعش"، إذ سيكون عليها ضمان أمن قرابة 50 ألف زائر بينهم 147 رئيس دولة سيبدؤون في الوصول إلى باريس اعتبارًا من الأحد.
وسعى وزير الداخلية الفرنسي برنار كازانوف، إلى طمأنة الزوار الأجانب بالقول إن بلاده ستنشر ثلاثة آلاف شرطي إضافي لحماية الوفود والشخصيات التي ستشارك في القمة، وبينهم عدد من قادة العالم يتقدمهم الرئيس باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ.
وأوضح كازانوف، أن التعزيزات تضاف إلى أكثر من 120 ألف شرطي وجندي ورجل أمن ينتشرون في عموم فرنسا منذ هجمات باريس ليلة 13 تشرين الثاني / نوفمبر.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أن هذا الرقم يتضمن ثمانية آلاف رجل أمن ينتشرون حاليًا على المعابر الحدودية لفرنسا والتي باتت بموجب قانون الطوارئ خاضعة لـ "استثناء مؤقت" من قوانين الحدود المفتوحة بين دول الاتحاد الأوروبي.
وتعيش فرنسا منذ هجمات باريس في ظل قانون الطوارئ الذي سيستمر مفعوله ثلاثة أشهر، حيث نفّذت الشرطة ألف عملية دهم بحثًا عن متطرفين مشتبه فيهم.
وتكاد الحياة في باريس تعود إلى طبيعتها لولا الاستنفار الأمني الواضح في الشوارع الرئيسية والإنذارات المتكررة بوجود قنابل في محطات "المترو"، الأمر الذي يضطر الشرطة إلى إخلائها قبل السماح مجددًا بدخول المسافرين عبرها بعد التأكد من عدم وجود تهديد فعلي.
واتهمت النيابة العامة في بلجيكا شخصًا سادسًا اعتقل في بروكسيل الأربعاء، بارتكاب اعتداءات متطرفة والمشاركة في نشاطات مجموعة متطرفة، في حين أفرجت عن شخصين اعتقلا الأربعاء أيضاً في فيرفييه.
ووُجهت النيابة اتهامات بالتطرف إلى خمسة أشخاص في الأيام الأخيرة، بينهم ثلاثة تولوا نقل المشبوه الفار صلاح عبد السلام إلى بلجيكا بعد اعتداءات باريس، وأحدهم علي القاضي الذي نفى محاميه أوليفييه مارتينز مشاركة موكله في الاعتداءات، وقال لصحافيين بعد جلسة في قصر العدل في بروكسيل: "حتى لو اعترف علي القاضي بإيصال عبد السلام إلى بروكسيل، فهو يحتج رسميًا على اتهامه بالمشاركة في نشاطات مجموعة متطرفة واغتيالات".
وأفرجت الشرطة الألمانية عن رجلين أحدهما سوري والثاني تونسي (28 و48 عامًا)، بعد ساعات من توقيفهما جنوب برلين للاشتباه في تخطيطهما لشن هجوم، وجاء ذلك بعد تفتيش مباني جمعية إسلامية في حي شارلوتينبورغ غرب برلين، دون العثور على شيء.
ونقلت صحيفة "تاغسشبيغل" الألمانية عن مصادر أمنية، قولها إن الموقوفين يرتبطان بتنظيم "داعش" الذي تبنى اعتداءات باريس وخططا لهجوم في مدينة دورتموند، لكن وزير داخلية ولاية نورد راين فستفاليا التي تضم دورتموند، أبلغ صحيفة "روهر ناخريشتن" المحلية، بعدم وجود مؤشرات ملموسة لهجمات في المدينة.
وفتحت الشرطة تحقيقًا جنائيًا شمل آخرين بينهم طالبو لجوء، علمًا بأن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل قالت الأربعاء الماضي إن مستوى الخطر الأمني في البلاد لا يزال عاليًا بعد اعتداءات باريس.
وأوردت صحيفة "بيلد"، أن أربعة رشاشات استخدمها مهاجمو اعتداءات باريس اشتراها عربي عبر الإنترنت من مهرب في ألمانيا عرفته باسم "ساشا"، والذي أوقف في إطار التحقيق في 16 تشرين الثاني / نوفمبر.
وأوضحت الصحيفة، استنادًا إلى وثائق من مكتب نيابة شتوتغارت ومحققين، أن رشاشين من طراز "زاستافا إم 70" وآخرين من طراز "آي كاي47" اشتراهما عربي في باريس عبر الإنترنت في 7 تشرين الثاني / نوفمبر، من بائع ألماني مقره في بادي فورتمبرغ.
وكشفت أن البائع البالغ (34 عامًا) حوّل أسلحة إنذار إلى أسلحة حقيقية باستخدام قطع صنعها بنفسه، ونفذ صفقة البيع على موقع "داركنت"، حيث تجري عمليات بيع وشراء غير مشروعة لأسلحة ومخدرات وغيرها، مستخدمًا اسم "د. ف. غانز"، وضبطت الشرطة 16 قطعة سلاح أخرى عند مداهمتها منزل المشبوه.
أرسل تعليقك