القاهرة – أحمد عبدالفتاح
بدأت صباح السبت، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أعمال القمة الأفريقية العادية الـ26 والتي من المقرر أن تستمر لمدة يومين، تحت شعار: 2016 ..عام حقوق الانسان مع التركيز على حقوق المرأة"، والتي تتناول موضوعات السلم والأمن في القارة وسُبل تعزيز التعاون الإقليمي حول مكافحة التطرف، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
تمثلت أهم الموضوعات المطروحة على جدول القمة، مناقشة مسألتي الحوكمة والانتخابات والالتزام بالمبادئ الدستورية، فضلاً عن تمويل الاتحاد الأفريقي، وتم اختيار الموضوعين ليكونا محور النقاش في الجلسة المغلقة التي يعقدها رؤساء الدول والحكومات قبل الافتتاح الرسمي، وشارك السيسي، الجمعة، في فعاليات الجلسة المغلقة.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف، إن الرئيس أكد خلال مناقشة البند الخاص بتمويل الاتحاد على أهمية بحث سُبل زيادة الموارد المتاحة لتنفيذ البرامج والمشروعات الطموحة التى أقرتها القمم المتعاقبة على نحو مستدام أخذا فى الاعتبار البدء فى تنفيذ "أجندة 2063"، فضلاً عن ضرورة تفعيل ما أقرته القمم السابقة من تعزيز مساهمة الدول الأعضاء فى تمويل أنشطة الاتحاد بشكل تدريجى بهدف تغطية كامل الميزانية التشغيلية وزيادة نسب مساهماتها المخصصة لتغطية الميزانية البرامجية وميزانية حفظ السلام، وذلك تفعيلا لمبدأ "الملكية الأفريقية"، والتزاماً بمسئولية أبناء القارة أنفسهم عن مستقبلهم ودرءا لأية مشروطية أو اعتبارات انتقائية ترتبط بتلقى تمويل خارجى، وما قد يترتب على ذلك من الافتئات على أحقية قارتنا فى صياغة أولوياتها وتحديد الغايات التى تسعى لتحقيقها.
وذكر يوسف أن الرئيس نوه كذلك إلى أهمية بحث سُبل تفعيل آليات مصادر التمويل البديلة مع مراعاة المرونة اللازمة بحيث تختار كل دولة الآلية الملائمة لها وفقا لظروفها وقوانينها وأنظمتها الداخلية مع التزام الدول الأعضاء بسداد مساهماتها فى الآجال الزمنية المقررة بما يتيح للمفوضية الموارد اللازمة للاضطلاع بمسئولياتها.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أشار إلى أن تباطؤ نمو الاقتصاد العالمى يفرض على القارة الأفريقية إيلاء مزيد من الاهتمام بترشيد الإنفاق وضمان الالتزام باتباع نظم محاسبية ورقابية دقيقة والسعى لتطوير آليات فعالة لتقييم ما يجرى تنفيذه من برامج ومشروعات ورصد المردود منها ضمانا لحسن توظيف موارد الاتحاد المحدودة، وأكد أن مصر ستواصل العمل مع الدول الأفريقية الشقيقة، ومن خلال منظمتنا العريقة، لضمان توافر الموارد اللازمة لتنفيذ برامج ومشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإنجاز رؤية أفريقيا 2063 كقارة مزدهرة تنعم بالأمن والاستقرار وتضطلع بدورها كقوة مؤثرة على الساحة الدولية.
وكان السيسي استهل يومه الثاني في القمة، بعقد لقاءات مع كل من رئيس كينيا، ورئيس الصومال، ونائب رئيس بوروندي، ورئيس وزراء اثيوبيا هيلا مريم ديسالين وذلك قبل بدء الجلسة المغلقة للقمة الافريقية، وقال السفير علاء يوسف، إن الرئيس بحث خلال هذه اللقاءات سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والدول الثلاث فى مختلف المجالات، فضلاً عن زيادة التنسيق والتشاور حول الملفات الافريقية المختلفة، لاسيما مع إنضمام مصر إلى عضوية مجلس السلم والأمن الافريقي، وعضويتها الحالية فى مجلس الأمن بالأمم المتحدة، وأكد الرئيس على مواصلة مصر دعمها التنموى لتلك الدول من خلال برامج وأنشطة الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وذكر يوسف أن الرئيس تناول مع رئيس كينيا سُبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين، خاصة وأن كينيا تعد الشريك التجاري الأول لمصر بمنطقة الكوميسا بحجم تبادل تجاري يبلغ نحو 600 مليون دولار، وتناول اللقاء مناقشة التطورات فى منطقة شرق أفريقيا فضلاً عن تكثيف التعاون الدولي فى مكافحة الارهاب والتطرف.
وتطرق لقاء السيسي بالرئيس الصومالي إلى أخر مستجدات الأوضاع فى الصومال، حيث أكد الرئيس إلتزام مصر بدعم استقرار ووحدة الصومال، فضلاً عن مساندة الحكومة الصومالية فى تنفيذ رؤية "الصومال 2016" التى تهدف إلى استكمال الإطار المؤسسي والدستوري للبلاد من خلال عقد انتخابات خلال العام الحالي تمهيداً لتشكيل حكومة انتقالية.
وبالنسبة للقاء مع نائب الرئيس البوروندي، فقد تناول أخر المستجدات على الساحة البوروندية فى أعقاب الانتخابات الرئاسية والتطورات السياسية التى تشهدها البلاد، حيث أكد الرئيس على أهمية مواصلة الجهود الوطنية لاحتواء الازمة الداخلية فى بوروندي، وحث مختلف الأطراف على مواصلة الحوار من أجل التوصل لحل للأزمة ينبع من البورونديين أنفسهم، كما أكد على ضرورة أن تكون الجهود الافريقية والدولية داعمة للمساعي الوطنية الرامية إلى تسوية الأزمة فى بوروندي.
وتركز لقاء السيسي برئيس وزراء اثيوبيا علي العلاقات بين الجانبين خاصة فيما يتعلق بسد النهضة الاثيوبي مع التاكيد علي عدم الاضرار بمصالح دول المصب فضلا عن حق اثيوبيا في التنمية، كما أجرى السيسي، مساء الخميس، في "أديس أبابا" مباحثات مع رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، على هامش مشاركة الرئيسين في القمة، وتناولت مباحثات الرئيسين سبل تعزيز التعاون بين البلدين، في مختلف المجالات.
أرسل تعليقك