القاهرة – محمد الدوي وأشرف لاشين
أكَّد المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، المشير عبد الفتاح السيسي، أن وسائل الإعلام المختلفة هي القادرة على استعادة اصطفاف المصريِّين، بعد الاستقطاب الكبير الذي حدث في المجتمع، موضحًا أن منظومة وعي الناس تحتاج إلى تطوير كبير واستراتيجية إعلامية ضخمة حتى تنجح وتعاون الدولة على النهوض .
وقال السيسي خلال استقباله مجموعة من مقدِّمي البرامج الحواريَّة في التّليفزيون المصريّ والقنوات الفضائيَّة والمحطَّات الإذاعيَّة، السّبت، إن الإعلام يساهم في تشكيل الرَّأي العام بنسبة كبيرة إلى جانب مؤسسات الأسرة والتعليم ودور العبادة، لافتًا إلى أن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعيّ يشكلون الجزء الأكبر من وعي الجماهير في الوقت الراهن.
واستمع السِّيسي إلى رؤية الإعلاميِّين حول مستقبل المرحلة المقبلة، وكيفيَّة مواجهة التّحديات التي تعترض الوطن، والدّور المنوط بوسائل الإعلام في تشكيل وعى جماهير الشعب المصريّ ، ورد على أسئلتهم حول مختلف القضايا ، التي تشغل الرَّأي العام .
وكشف المشير عبد الفتاح السِّيسي أن بداية المشكلة في مصر كانت عندما ظهرت قيادات دينية بخلفيات متطرفة وحاولت أن تحكم مصر، مؤكداً أن هذه القيادات نظرت للواقع دون أن تتحمل مسؤولياته ، ولم يكن لديها خلفية علمية أو استراتيجية لبناء الدولة ، مشيرًا إلى أن الخطاب الدينيّ المنعزل عن الواقع خلق مشكلة في نسيج المجتمع المصريّ.
ودعا المشير السِّيسي إلى ضرورة أن تكون هناك آلية حقيقية للتواصل بين أجهزة الدولة والإعلام خلال الفترة المقبلة، للحصول على المعلومات بحرية وتجرد، وخلق استراتيجية إعلامية واضحة خلال الفترة المقبلة .
وأوضح المشير السِّيسي أن الإعلام لا بد أن يكون لديه الفهم الوطني والأمانة في العرض والنشر، مؤكدًا أن تحسين الخطاب الإعلامي خلال الفترة المقبلة يجب أن يكون مسؤولية الإعلاميين الشرفاء، لافتًا إلى أنه كلما زاد مستوى الوعي والفكر والثقافة لدى الناس كلما زادت القدرة على التواصل والفهم فيما بينهم .
وفي رده على سؤال حول أحداث 30 يونيو والفترة التي سبقتها أكد المشير السِّيسي أنه أخبر الرئيس السابق قبل 30 يونيو أن البلاد سوف تدخل في نفق مظلم حال استمرار الخلاف السياسي، وأكّد أنهم في القوَّات المسلّحة تعاملوا بمنتهى الشرف والأمانة مع الأحداث في مصر خلال فترة حكم الرئيس السابق ، وأنه أخبره أن جماعته سوف تحول الخلاف السياسي إلى خلاف ديني وحرب مقدسة.
وفي سؤاله حول استعادة الأوضاع الأمنية خلال الفترة المقبلة والواقع الأمني الحالي أكد المشير السِّيسي أن الأمن يواجه تحديات كبيرة في الوقت الراهن ، ومستوى تعامل أجهزة وزارة الداخلية مع القضايا الأمنية المختلفة في الوقت الراهن ، جيدا جدا ، حال مقارنته بحجم التحديات الموجودة في المجتمع ، مؤكدا أن هناك تيارًا في المجتمع يرى أنه فقد فرصة العودة إلى المجتمع بعدما تشكل رأي عام غير قابل لدعمه مرة أخرى .
وأشار المرشح الرئاسى إلى أن العالم في الوقت الراهن متعدد المصالح والعلاقات ، و"نحن لا نتقاطع مع الآخرين أو نعارض مصالحهم ، طالما أن الآخرين يحترموننا ، ولا يعتدون على حدودنا أو أرضنا ، مؤكدًا أن مصر تواجه تحديات كبيرة في الوقت الراهن على الكثير من الاتجاهات الاستراتيجية وليس على اتجاه واحد فقط".
وأكد المشير عبد الفتاح السِّيسي خلال اللقاء أن الرَّأي العام المصريّ هو من يقود المشهد خلال الفترة المقبلة ، وليس الأنظمة موضحا أن المستقبل والمسار السياسى في مصر سيضعه الرَّأي العام ، وأى نظام غير مدرك لهذا ستكون لديه مشكلة كبيرة ، فالرَّأي العام لا يتم إرضائه بالكلام .
وعن المشكلات الحياتيَّة التي يواجهها الشعب المصريّ أوضح المشير أنه لابد أن تكون هناك حلول مناسبة لمشكلات المصريين خلال المرحلة المقبلة، وأنه لا يمتلك عصا سحرية لحلّ تلك المشكلات، مشيرًا إلى أن إرادة المصريين وحدها، هي القادرة على صناعة المستحيل.
وفي رده على سؤال حول رموز الأنظمة السابقة وكيفية التعامل معها خلال الفترة المقبلة ، أكّد السِّيسي على أن كل من نطلق عليهم مجموعات مصالح هم في النهاية مصريين ، ويجب أن نستدعي قوى الخير الموجودة لديهم بدلا من استدعاء قوى الشر، وأن البلد كلها تحتاج التكاتف والتعاون، دون إقصاء لأحد ، فليس مطلوبًا أن نتقاطع مع الناس ، ولو لم نحل مشكلات هذا البلد لن تكون لنا أو لغيرنا .
وبيّن المشير السِّيسي أنه غير محمل بمجاملات من أحد في الداخل والخارج وأكّد أنه ليست لديه فواتير ليسددها لأحد .
وأشار المرشح الرئاسى إلى أنه سيعمل وفقا لاستراتيجية تعتمد على محاور متوازية ، نظرا لأن الأوضاع في مصر وصلت إلى طريق لا يمكن خلاله أن نحل كل مشكلة على حده ، خاصة مع تراكم مشكلات لأكثر من 40 عام مضت.
وفي رده على سؤال حول سبب غيابه في الفترة الماضية عن وسائل الإعلام أكد المشير عبد الفتاح السِّيسي أن التزامه بالقانون كان سببًا أساسيًّا في ابتعاده عن وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية ، داعيا كل مواطن إلى ضرورة أن تكون لديه ثقافة احترام القانون .
وأوضح المرشح الرئاسي أن المصريين مروا بثورتين عظيمتين خلال السنوات الثلاث الماضية ، من أجل حاجتهم إلى التغيير والطموح إلى الأفضل ، ونحتاج خلال الوقت الراهن للحديث عن نقاط الاتفاق بين المصريين وليس نقاط الخلاف والمناطق الشائكة .
وفي رده على سؤال حول دور القوات المسلحة في الفترة المقبلة أكد المشير عبد الفتاح السِّيسي أن القوات المسلحة هي الركيزة والدعامة الحقيقية للدولة المصرية وهي الضمير الوطنيّ للمصريين، وليست ملكًا لأحد، بل ملك لكل المصريين، ولا ترى سوى مصر فقط وليس لها أيّ توجّه آخر.
أرسل تعليقك