القاهرة - أكرم علي
رحَّب الرَّئيس المصريّ عبدالفتَّاح السِّيسي، بالمواقف الإيجابيَّة لإيطاليا تجاه مصر، مشيرًا إلى أنه قد استشعر هذه الرُّوح الإيجابيَّة أثناء الاتِّصال الهاتفيّ الذي تلقَّاه من رئيس الوزراء الإيطاليّ.
جاء ذلك خلال استقبال الرَّئيس عبدالفتاح السِّيسي، الثّلاثاء، في مقرّ رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، وفدًا برلمانيًّا إيطاليًّا، يضمّ كلًّا من فابريتسيو شيكيتو، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الإيطاليّ، والسندرو دى باتيستا، نائب رئيس اللجنة، والدكتور ماريو دى نابولى، المسؤول عن الشؤون الدولية في مجلس النواب الإيطاليّ، فضلًا عن ثلاثة من كبار أعضاء المجلس، وذلك بحضور السفير ماوريتسيو مسارى، سفير جمهورية إيطاليا لدى القاهرة.
وأكد المتحدث باسم القصر الرئاسي، إيهاب بدوي، أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الإيطالي، قد أعرب عن تهنئته للرئيس السِّيسي بمناسبة تولّيه منصبه، متمنيًا لمصر دولة وشعبًا كل التقدم والازدهار، ومؤكدًا على حرص بلاده على تطوير علاقات الصداقة التي تربطها بمصر.
كما أعرب "شيكيتو" عن إدراك بلاده لحجم التحديات التى تواجهها مصر، ليس فقط على الصعيد الداخلى، ولكن أيضًا في محيطها الإقليميّ، لاسيما على خلفية تطور المواقف سلبيًا في كل من ليبيا وسوريا والعراق.
من جانبه، أشار الرَّئيس المصريّ إلى أنه سبق أن حذر في لقاءاته مع المسؤولين الأوروبيين، من مغبّة ترك الأوضاع في سوريا لتتطور إلى هذا الحد، وخطورة ذلك على دول جوارها في المنطقة، فضلًا عن انخراط العديد من المقاتلين الأجانب في الصراع الدائر هناك، وهو الأمر الذي يدلل على سوء استغلال بيئة الحريات في الدول الغربية بما سمح بتلقيهم الأفكار الإرهابية والتدريب العسكري.
وعاود الرَّئيس السِّيسي خلال اللقاء، التأكيد على أهمية البعد المتوسطيّ في سياسة مصر الخارجية والتقارب الثقافي المتوسطي بين الشعبين المصريّ والإيطاليّ، الذي اعتبره أنه أحد عوامل التقريب بين البلدين، مشيرًا إلى اهتمامه بإبراز هذا التوجه فى خطاب التنصيب، ومعتبرًا ذلك بمثابة رسالة موجهة لشركائنا المتوسطين وفي مقدمتهم إيطاليا، تدلل على اهتمام مصر بدفع العلاقات قدمًا.
ومن هذا المنطلق، أكد الرَّئيس على اهتمام مصر بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف وانتشار السلاح في منطقة المتوسط، بدءًا من ليبيا حتى سوريا، حيث ظهرت مؤشرات على امتزاج نشاط جماعات الجريمة المنظمة مع الجماعات الإرهابية، وهو ما يمثل تهديدًا في غاية الخطورة لدول المنطقة وأوروبا، على حد سواء.
ودعا "السِّيسي" الوفد البرلمانيّ الإيطاليّ إلى العمل على ترجمة التصريحات الأوروبية المنددة بالإرهاب إلى خطوات عملية محددة.
وتطرق اللقاء إلى الأزمة الليبية، وذلك في ضوء الاهتمام المصريّ– الإيطالي المشترك بالأوضاع في ليبيا، حيث أوضح الرَّئيس أن ما تعيشه ليبيا اليوم مرتبط بما جرى بها من تدخل أدى إلى تركها دونما جيش وشرطة وطنيين؛ ليجد الشعب نفسه في مواجهة مجموعات من المليشيات المختلفة، مشيرًا إلى أن هناك مسؤولية أخلاقية على المجتمع الدولى تجاه ما جرى وما زال يجري في ليبيا، بما يوفر الحماية للشعب الليبي ويعيد إلى ليبيا الأمن والاستقرار، على غرار الدور الذي اطلعت به القوات المسلحة والشرطة في مصر منذ ثورة 30 يونيو المجيدة.
من ناحية أخرى، تناول اللقاء عددًا من الأحكام الصادرة مؤخرًا عن المحاكم المصريّة، حيث أكد الرَّئيس السِّيسي، على استقلال القضاء المصريّ الكامل، مشيرًا إلى ضرورة عدم إغفال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، كحقوق أساسية للإنسان، معربًا عن تطلعه لدعم أوروبيّ ملموس لحقوق الإنسان المصريّ الاقتصادية والاجتماعية.
وفي المقابل أكد "شيكيتو"، أن بلاده تعتزم أثناء رئاستها للاتحاد الأوروبيّ العمل على تقديم دعم واسع لمصر، لاسيما فيما يتعلق بقطاعي الإسكان والصحة.
أرسل تعليقك