بودغوريتسا ـ عادل سلامه
فجّر رجل نفسه أمام السفارة الأميركية في بودغوريتسا، عاصمة مونتينيغرو، بعد إلقائه قنبلة داخل المجمّع الذي تقع فيه. وذكر مسؤول في الشرطة أنه جندي سابق في الجيش الصربي، يُدعى داليبور جوكافيتش. وكان ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية أعلن أن "المسؤولين في السفارة يعملون بتعاون وثيق مع الشرطة المحلية للتعرّف على المنفذ أو المنفذين". وأكدت السفارة الأميركية وقوع "انفجار صغير قربها"، وطمأنت إلى أن جميع موظفيها بخير. لكنها أغلقت أبوابها أمام إصدار تأشيرات، وطلبت من رعاياها "تجنّب (الحضور إليها) حتى إشعار آخر"، بسبب "وضع أمني قائم فيها".
ودان وزير الداخلية في مونتينيغرو مولودين نهودزيتش الحادث، مشدداً على أن "كل أجهزة الدولة المختصة تتخذ الإجراءات والخطوات الكفيلة بحسم هذه القضية، وتحقيق السلامة والأمن الكاملين لموظفي السفارة الأميركية". وأعلنت الحكومة عبر حسابها الرسمي على موقع "تويتر" أن "شخصاً مجهولاً انتحر بتفجير عبوة ناسفة، وألقى قبل ذلك عبوة ناسفة على مجمّع السفارة الأميركية". ورجّحت أن تكون "العبوة قنبلة يدوية"، مشيرةً إلى أن الشرطة "باشرت التحقيق للتعرّف على هوية المهاجم، بإدارة المدعي العام".
وأوردت صحيفة "فيجستي" أن جوكافيتش (43 عاماً) وُلد في كرالييفو في صربيا، وأقام في بودغوريتسا، ونشرت صورة من حسابه الخاص على موقع "فيسبوك"، لشهادة موقعة من الرئيس الصربي الراحل سلوبودان ميلوشيفيتش، حصل عليها لانتسابه إلى الجيش اليوغوسلافي عام 1999، أثناء الغارات التي شنّها الحلف الأطلسي على صربيا، لإنهاء الحرب في إقليم كوسوفو. ووصفت مواطنة منفذ الهجوم، الذي كان جاراً لها، بـأنه "كان رجلاً عادياً وطبيعياً، وجاراً محترماً".
تُعتبر مونتينيغرو أصغر الجمهوريات اليوغوسلافية التي أعلنت استقلالها عام 2006، والتزامها سياسة موالية للغرب، وانضمت إلى "الأطلسي" في أيار/مايو 2017، على رغم معارضة غالبية السكان البالغ عددهم 660 ألف نسمة. وفي تشرين الأول/أكتوبر 2016، أعلنت السلطات إحباط انقلاب اتهمت ناشطين موالين لروسيا، معظمهم صرب، بإعداده. واتهمتهم النيابة العامة بالتخطيط لإسقاط الحكومة عشية الانتخابات التشريعية، والهجوم على البرلمان لإعلان النصر منه، إضافة إلى اغتيال رئيس الوزراء آنذاك ميلو ديوكانوفيتش. وحُكم في هذا الملف على 15 شخصاً، بينهم روسيان وصربيان فارون، فيما نددت المعارضة الموالية لروسيا بفبركة السلطات "قضية سياسية ملفقة".
أرسل تعليقك