القاهرة - محمود حساني
يصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأحد ، إلى العاصمة البرتغالية لشبونة، في زيارة رسمية، هي الأولى دوليًا ، التي تستضيفها البرتغال منذ تنصيب الرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوزا في مارس آذار من العام الجاري، وعقب انتهاء الزيارة يتوجه السيسي إلى غينيا الاستوائية للمشاركة في القمة العربية الأفريقية.
وتأتي زيارة الرئيس إلى البرتغال في إطار حرص البلدين على تطوير العلاقات الثنائية، والارتقاء بها إلى آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة، وستتناول الزيارة سبل تعزيز العلاقات السياسية والدبلوماسية، بالإضافة إلى دفع التعاون في مجالات الاقتصاد والبحث العلمي والدفاع، ومن المقرر أن يلتقي الرئيس خلال الزيارة نظيره البرتغالي، ورئيس مجلس النواب، ورئيس الوزراء، وعمدة لشبونة، بالإضافة إلى ممثلي عدد من المؤسسات العلمية والأكاديمية ومجتمع الأعمال البرتغالي.
وأوضحت سفيرة البرتغال لدى القاهرة مادالينا فيشر، في بيان لها الاثنين الماضي أن الزيارة المرتقبة للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى العاصمة البرتغالية لشبونة ستعزز التعاون والتنسيق بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية واصفة العلاقات بين البلدين بأنها "تاريخية وراسخة"، واعتبرت أن زيارة الرئيس تنطوي على جانب كبير من الأهمية، حيث إنها تعد أول زيارة لرئيس مصري إلى البرتغال منذ نحو 20 عامًا، موضحة أن مصر تلعب دورًا محوريًا في منطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا.
وترتبط مصر بعلاقات متميزة مع البرتغال على مختلف المستويات، وتلتقى وجهات نظر الجانبين حول القضايا الإقليمية والدولية بصفة عامة، حيث الدولتان طرفان في عملية برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط والحوار الأفريقي الأوروبي ومنتدى المتوسط، ويجمعهما اهتمامًا مشتركًا لضمان الأمن والاستقرار في العالم بصفة عامة وفي المنطقة الأورومتوسطية بصفة خاصة، وشهدت حركة تبادل الزيارات بين البلدين دفعة خلال الفترة الأخيرة بما يتناسب مع التطورات في المجالات الدولية والإقليمية والثنائية.
وأجرى وزير خارجية البرتغال، أوغوستو سانتوس سيلفا في 13 يونيو حزيران 2016 زيارة إلى مصر، استقبله الرئيس السيسي، وبحثا الجانبان سُبل تعزيز التعاون الثنائي بين الدولتين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية، فضلًا عن تطوير التعاون في المجال السياحي والعمل على تشجيع السياحة البرتغالية إلى مصر، كما تطرق اللقاء إلى آخر المستجدات بالنسبة إلى الأزمات التي يمر بها عدد من دول المنطقة، ولاسيما تطورات الأوضاع في ليبيا وسورية.
وتُعد السياحة البرتغالية ، مصدرًا مهمًا لدعم موارد مصر من العملة الصعبة ، إذ بلغ عدد السياح البرتغاليين الذين زاروا مصر عام 2009 إلى 17,182 سائح مقارنة حوالى 10,113 سائح عام 2006. وكان لاستئناف رحلات شركة مصر للطيران المباشرة بين القاهرة ولشبونة اعتبارًا من يونيو حزيران 2007 فضلًا كبيرًا في هذا الشأن.
وشهد تاريخ البلدين العديد من التفاعلات الثقافية والحضارية في ضوء الجوار الجغرافي وتقاطع اهتمامات الجانبين خلال مراحل عدة من تاريخهما، خاصةً خلال فترة الحكم العربي للبرتغال من القرن الثامن وحتى القرن الثالث عشر الميلادي، وبعد ذلك خلال فترة الإمبراطورية البرتغالية، ويرتبط البلدان باتفاق ثقافي وعلمي وفني منذ عام 1981، كما تم تأسيس جمعية صداقة مصرية برتغالية في البرتغال عام 1996، ويعمل الجانبان على توسيع دائرة التعاون في هذا المجال.
وبلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة يناير كانون الثاني – أغسطس أب 2010 حوالى 102,33 مليون يورو مقابل 50,9 مليون يورو خلال الفترة نفسها من عام 2009 وبزيادة بلغت نسبتها 101في المائة.
أرسل تعليقك