دللت الزيارة الأخيرة للرئيس السوداني عمر البشير إلى مصر، على عمق هذه العلاقات خلال لقاءه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قائلا "إن قوة مصر تعتبر قوة للسودان وكذلك قوة السودان تعتبر قوة لمصر".
وتحتل السودان المرتبة الـ39 من حيث الدول المستثمرة في السوق المصرية، بقيمة 433.08 مليون دولار، عبر 382 شركة مؤسسة طبقًا لقوانين الاستثمار المصرية، وذلك في الفترة ما بين عام 1970 إلى بداية العام الماضي، وفقا لبيانات صادرة عن الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة.
وتتنوع الاستثمارات السودانية بمصر في العديد من القطاعات الاقتصادية المختلفة، تتصدرها الصناعة فمحتلة المرتبة الأولى باستثمارات تبلغ نحو 42 مليون دولار عبر 90 شركة، يليها في المرتبة الثانية القطاع التمويلي باستثمارات تبلغ نحو 21 مليون دولار في 7 شركات مؤسسة، ثم القطاع الخدمي الذي يحتل المرتبة الثالثة باستثمارات بقيمة نحو 11 مليون دولار عبر 167 شركة مؤسسة، يليه في المرتبة الرابعة القطاع الزراعي، بقيمة استثمارات بلغت نحو 7 ملايين دولار، عبر 23 شركة مؤسسة.
واحتلت الاستثمارات في القطاع الإنشائي المرتبة الخامسة بإجمالي 6 ملايين دولار عبر 47 شركة، تلتها الاستثمارات السياحية بقيمة 4 ملايين دولار، عن طريق 16 شركة مؤسسة، بينما جاء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المرتبة السابعة والأخيرة بقيمة استثمارات بلغت نحو مليوني دولار عبر 32 شركة.
وقال الدكتور عباس شراقي، خبير الشؤون الأفريقية ورئيس قسم الموارد الطبيعية في معهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، إن شعبي مصر والسودان هما في الحقيقة شعب واحد، مشيرا إلى أن ما حدث خلال الفترة الماضية، من بعض الخلافات ما هي إلا عبارة عن سحابة صيف، مرت على العلاقة بين البلدين.
وأوضح أن اللقاءات بين الرئيسين المصري والسوداني ستتركز على العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، خاصة القطاعات الاقتصادية، لاسيما قضية سد النهضة، لافتا إلى أن عودة السفير السوداني إلى عمله في مصر مؤخرًا كانت بادرة لعودة الأجواء بين البلدين لمجراها السليم.
وأعرب شراقي عن أمله في أن تتبنى مصر والسودان وجهة نظر واحدة بخصوص قضية سد النهضة، لأن ما حدث خلال السنوات الماضية، كان يمثل اختلافًا بين مصر والسودان في وجهات النظر حيث كان الاتفاق بين السودان وإثيوبيا دون مصر. وبين أنه من الممكن أن يتوصل الرئيسان إلى الاتفاق على وجهة نظر واحدة بينهما أمام الجانب الإثيوبي، سواء في نوع الدراسات التي ستتم أو طريقة التشغيل.
وقال شراقي إن من القضايا المهمة أيضًا التي طرحت للمناقشة خلال الزيارة الأخيرة، قضية الإرهاب، لاسيما أن السودان تمثل أكثر من ألف كيلو متر في الحدود مع مصر، وعبر هذه الحدود تثار التخوفات من تهريب الأسلحة وغيرها، ومن ثم لابد من توحيد الجهود المصرية السودانية في مواجهة الإرهاب.
وبيّن الدكتور أحمد عبد الرحمن، خبير الشؤون الأفريقية، إن زيارة الرئيس البشير لمصر، تؤكد عمق العلاقات بين مصر والسودان، وتنفي وجود أي توترات، وترسخ الاتفاق بين البلدين خلال الفترة المقبلة. وأضاف أنه يجب على مصر والسودان أن يصلا إلى اتفاق موحد حاليًا بخصوص سد النهضة، قبل عقد قمة ثلاثية مع إثيوبيا خلال الفترة المقبلة.
وأكد أن زيارة الرئيس السوداني، لمصر ستزيل جميع التوترات التي من شأنها أن تعرقل الاتفاقيات الاقتصادية والعلاقات بين البلدين. وبيّن الدكتور مصطفى كامل، استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن زيارة الرئيس السوداني عمر البشير، لمصر تعكس تواصل قيادة البلدين وأنهما شعبان يجمعهما مصير واحد، نافية وجود أي خلافات فيما بينهما كما ادعي البعض.
وقال إن تلك الزيارة تؤسس لمزيد من التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، خصوصا وأن هناك عددا من الاتفاقيات التجارية المبرمة بين البلدين، وافتتاح مصر و السوادن منفذ قسطل/ أرقين وأشكيد، لدعم حركة التجارة إلي باقي دول قارة أفريقيا.
وأشار إلى أن الزيارة تأتي في إطار اهتمام القيادتين لتقريب وجهات النظر واستغلال المزايا التنافسية للجانبين خصوصا وأن السودان تتميز بتوافر المواد الخام والثروات الحيوانية والمساحات الخضراء الشاسعة والتي تمكن من إقامة مشروعات زراعية عليها، وتوريد رؤوس ماشية وإبل لمصر لتدبير الفجوة الغذائية من اللحوم، بالاضافة لسهولة انتقال البضائع والأفراد من وإلي مصر والسودان مما يعطي ميزة تنافسية لاقتصاد الدولتين.
وأكد أن هناك دعما من القيادة المصرية للحكومة والقطاع الخاص للتوجه للقارة السمراء باعتبارها امتدادا تاريخيا واستراتيجيا لها، مؤكدة أن الفترات القليلة المقبلة ستشهد المزيد من التعاون بين الجانبين بصورة أكبر.
أرسل تعليقك