أصدرت الحكومة المصرية ممثلة في وزارة التموين، الأسبوع الماضي، قرارًا بقصر صرف الخبز المدعم للمواطنين من محال إقامتهم المدونة في بطاقاتهم الشخصية، إلا أنها استثنت من تنفيذ هذا القرار عددًا من المواطنين من سكان القاهرة والجيزة، وذلك لحين تغيير محال إقامتهم
وشهدت مكاتب التموين في محافظتي القاهرة والجيزة، السبت، زحاماً شديداً وتكدساً في محيطها من المغتربين، في اليوم الأول، لإجراء تغيير بيانات محل إقامتهم، حتى يتمكنوا من صرف الخبز، وذلك بعد قرار وزير التموين بقصر صرف الخبز للمواطنين داخل محل إقامتهم فقط، مؤكدين استياءهم من ذلك القرار، إذ رأوه ليس له أهمية بالنسبة لهم، وأنه مجرد عبء جديد يضاف إلى همومهم، معتبرين ذلك: "وجع قلب ع الفاضي".
وقالت "أم أحمد"، 45 سنة، من سكان شارع العشرين بفيصل، إن موظفة مكتب التموين بمنطقة صفط اللبن، أعطتها عند ذهابها للمكتب ورقة وطلبت منها تصويرها 5 نسخ، لتحويل محل الإقامة من القاهرة إلى الجيزة، لتتمكن من صرف الخبز، حيث طلبت الموظفة منها أن تأخذ الاستمارة البالغ ثمنها نصف جنيه، وتقوم بتصويرها 5 نسخ، لتتعجب أم أحمد من ذلك الطلب، قائلة: "يعنى إيه أصور لها الاستمارة 5 نسخ على حسابي، وهي تبيعها لباقي الناس بنص جنيه؟!"، وتابعت: "أنا من القاهرة، وجيت نقلت هنا في شارع العشرين بالجيزة، هيفرق إيه إني أصرف عيش من هنا؟".
ويقول على محمود، رجل خمسيني، أحد سكان "صفط اللبن": "أنا من ملوي بالمنيا، وعايش في صفط منذ 17 سنة، وباصرف العيش من هنا"، وتابع: "أنا أرزقي، يوم فيه ويوم مفيش، وعندي 6 عيال، مش هينفع أجيب ليهم عيش من بره، مش عارفين الدنيا هتوصل بينا لفين تاني".
فيما قال محمد إبراهيم: "منهم لله على المرمطة اللى إحنا فيها دى، مش عارف بيستفيدوا إيه من اللى بيعملوه فينا ده"، مضيفاً: "استفادوا إيه من تعطيل حالنا بالشكل ده، يعني أنا أسيب شغلى عشان أخلص إجراءات التحويل"، وتابع بقوله: "أنا من بني سويف، وباصرف تمويني من هناك، لكن العيش حرام يمنعوني منه، وبعدين هما سايبين اللى بيسرقوا في العيش والدقيق من المخازن، وجايين على الغلبان اللى عاوز عيش عشان يأكل عياله"، واختتم حديثه قائلاً: "حسبى الله ونعم الوكيل، ربنا يقدرنا على اللي إحنا فيه ده".
وأكدت موظفة بمكتب تموين صفط اللبن، رفضت ذكر اسمها، أن التحويل متاح 10 أيام منذ الجمعة، وأن الإجراءات المطلوبة هي استمارة وملؤها بالبيانات الشخصية، وإحضار صورة البطاقة التموينية والشخصية، وعقد الشقة أو وصل كهرباء أو غاز، إثباتاً لمحل الإقامة، وأن الأمر لا يستغرق عدة ساعات.
وكشف مصدر بوزارة التموين أن الوزير الدكتور علي المصيلحي وجه مكاتب التموين خلال عمليات تغيير محال الإقامة بخصوص المغتربين في القاهرة والجيزة لضمان حصولهم على حصتهم اليومية من الخبز.
وأشار المصدر، إلى أن بعضها أبلغت بوجود تعذر لبعض الفئات من المغتربين لإثبات مقار إقامتهم في القاهرة كفئات "حارس عقار وسائق" وغيرهما، مما دفع الوزارة لمخاطبة مديريات التموين بإمكانية اعتماد تغيير محل الإقامة عن طريق كتابة "تعهد سكن" أي كتابة الشخص تعهداً وإقراراً على نفسه يفيد بوجوده داخل محل السكن المذكور في الطلب.
وقال مستشار وزير التموين والتجارة الداخلية محمد سويد، إن قرار الدكتور علي المصيلحي وزير التموين، باقتصار صرف الخبز المدعم داخل المحافظة التابع لها فقط، يصب في مصلحة المغترب الذي كان يحصل على الخبز من المحافظة التي يعيش بها، ولا يستطيع صرف التموين من المحافظة ذاتها، موضحا أن المواطن بإمكانه صرف التموين والخبز من المحافظة التي يعيش بها، بعد 48 ساعة من تقديم طلب تحويل.
وأضاف سويد، أن حملات قطاع الرقابة في الوزارة، مستمرة للبحث عن العطر السام "ريلاكس" المُبلغ عنه، مؤكدًا أن الحملات مستمرة منذ 4 أيام، ولا يوجد أثر للعطر في مصر حتى الآن.
وأكد رئيس شعبة المخابز بغرفة التجارية في القاهرة عطية حمّاد، أن أصحاب المخابز حريصون على توفير الخبز المدعم للمواطنين، في مختلف المحافظات، بصرف النظر عن قرار قصر صرف الخبز المدعم للمواطنين في محافظات محل إقامتهم فقط.
وأضاف حماد، الخميس، أنه يتم عقد اجتماعات بشكل مستمر، مع وزير التموين؛ لحل أي مشاكل تواجه أصحاب المخابز، لافتًا إلى أن الشعبة حريصة على إنتاج خبز جيد طوال الوقت.
أرسل تعليقك