القاهرة – عصام محمد
"عندما أموت، سيحملونني على نعش، في الحقيقة أنا لست على النعش، أنا في حضن ابني الفدائي وأطير معه في الجنة"، بهذه الكلمات تصورت السيدة سعاد رفاعي، كيف ستلقى ابنها الضابط بالعمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزي النقيب محمد سمير، الذي قتل في الساعات الأولى من 14 أغسطس/آب إبان مواجهات دامية مع مسلحين، خلال فض اعتصام أنصار جماعة الإخوان بمنطقة رابعة العدوية.
طالبت سعاد رفاعي خلال مقابلة مع "مصر اليوم"، إطلاق اسم نجلها على أحد قطاعات الأمن المركزي، أو على أحد الشوارع في محيط منطقة رابعة التي كانت شاهدة على دمائه، كنوع من التكريم، أسوة بالكثير من زملائه ، في الوقت الذي أكدت فيه أن وزارة الداخلية ممثلة في قطاع الأمن المركزي، لم تبخل عليها بشيء، ولم تتأخر عليها في تقديم كافة أوجه الرعاية.
لم تتصور السيدة سعاد أن ثمرة فؤادها الذي كان يغني دائما وراء " فدائي فدائي .. وسط المخاطر هناك مكاني .. والنصر عمره ما كان أماني .. لو مت يا أمي ما تبكيش .. راح أموت علشان بلدي تعيش.. افرحي ياما وزفيني .. وفي يوم النصر افتكريني "، أن نجلها سيحصل على لقب الفدائي في قطاع العمليات الخاصة بوزارة الداخلية، ويفدي بلده بحياته في مواجهات دامية مع متطرفين.
تروي السيدة سعاد الموظفة السابقة بوزارة المالية قائلة : "محمد هو ابني الأصغر، تركه أبوه يتميا في السادسة من عمره، لذا تعلق بي كثيرا، لدرجة أنه لما أصيب قبل استشهاده، طلب من زملائه عدم إخباري، ظنا منه أني "هموت وراه، لكن مفيش حد بيموت ورا حد"، قال لهم : محدش يقول لأمي، أنا كويس ".
تستطرد والدة سمير : " محمد كان خاطبا فتاة عامين، وانتهى من تجهيز شقته، واشترى بدلة الفرح ووضعها في دولابه، وكان مقررا الزواج بعد الفض، لكنه لاقى ربه في ساحة الواجب، وحملت هم خطيبته كما أنها ابنتي، وكنت أتمنى لها الزواج بسرعة، بعد استشهاد محمد، وبالفعل تزوجت منذ شهور قليلة، لكنها ظلت متواصلة معي بعد استشهاد محمد وتزورني في الأعياد والمناسبات وأحضرت لي هدية في عيد الأم، لكني لم أحضر فرحها ولن أحضر أي فرح، لن أستطيع الفرح كالحضور، سأصبح كئيبة والناس ليس لها أي ذنب وحتى لا أنكد على الحضور ".
وعن حياة الشهيد محمد سمير تقول والدته : " كان يدرس في كلية التجارة وأنا ذهبت سحبت له ملف الالتحاق بكلية الشرطة بيدي، وملأت له البيانات بيدي، وكان مواضبا على فرق التأهيل الرياضي قبل اختبارات كلية الشرطة، وكان مهتما ومتحمسا لدرجة كبيرة ".
تقول عن ابنها : " دخل الكلية في عام 2006، وتخرج في 2010، وحصل على عدة فرق في العمليات الخاصة آخرها ان عبارة عن فرقة لمدة 4 شهور، لا يعود فيها إل منزله، وبعد اجتيازها حصل على لقب فدائي محمد سمير بتاريخ 10 ابريل 2013، ليس غريبا عنه أن يكون فدائيا ويفدي بلده، كان يستمع إلى أغنية فدائي على جهاز اللاب توب الخاص به باستمرار ويغني معها، ويطلب مني سماعها ويقول لي " اسمعيها بقلبك يا أمي
وعن رعاية وزارة الداخلية لها ولأسرة الشهيد، تقول السيدة سعاد، لا أحد يتأخر علينا، خاصة قطاع الأمن المركزي هم أناس يقدرون رجالهم وضباطهم لأبعد مدى، والتقيت خلال الفترة الأخيرة باللواءات مدحت المنشاوي ومحمد هشام عباس وصلاح الشاهد، مساعدي الوزير للقطاع، أكثر من مرة في مناسبات وأعياد، وكان اللواء المنشاوي متواصلا معي باستمرار وكلمين أكثر من مرة هاتفيا، فضلاً عن زملاء محمد دائمين التواصل معي، وحجيت بيت الله عقب استشهاد ابني بأيام.
أرسل تعليقك