أكد المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الخميس، أن ميدان الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني أصبح يمثل خطرًا على البلاد والثوار، فيما حذّر الصادق المهدي رئيس حزب "الأمة" السوداني المجلس العسكري من التموضع في موضع الرئيس المخلوع عمر البشير، والعودة إلى المربع الأول.
وقال المجلس العسكري الانتقالي في مؤتمر صحافي الخميس، "إن قوات الدعم السريع انحازت إلى خيار الشعب"، مضيفًا أن بعض المعتصمين انحازوا للعنف، وأن ميدان الاعتصام أصبح خطرًا على البلد والثوار، وأنه يجب اتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهة الظواهر بميدان الاعتصام.
وأشار المجلس إلى وجود حملة ضد قوات الدعم السريع يشنها بعض الثوار، موضحًا أنه وقع اعتداء اليوم على مركبة لقوات الدعم السريع وتم الاستيلاء عليها.
"الثورة المضادة" في السودان
ورأى رئيس حزب "الأمة" السوداني، الصادق المهدى، أن التصعيد بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير فتح الطريق أمام الثورة المضادة لعرقلة المسيرة.
وجاء ذلك في كلمة لزعيم الحزب القومي المعارض، في الإفطار السنوي لحزبه بأم درمان، الخميس، موضحًا أن التصعيد من قبل قوى "إعلان الحرية والتغيير"، دفع المجلس العسكري أيضا للتصعيد، وذلك أدّى لانتعاش قوى الثورة المضادة.
وأكد أن الإضراب العام الذي جرى يومي الثلاثاء والأربعاء، "أنعش الثورة المضادة"، مشيرًا إلى أن الإضراب جعل المجلس العسكري "يتزحزح من مواقفه"، واستدرك "أحذّر المجلس العسكري من التموضع في موضع الرئيس المخلوع عمر البشير، والعودة إلى المربع الأول".
وأضاف أن تزحزح المجلس العسكري يفتح الباب واسعًا أمام تحركات انقلابية مضادة للثورة، أو تحركات انقلابية من قبل حركة يسارية من الضباط الأحرار كما حدث في مايو/ آيار، في إشارة إلى تنظيم الضباط الأحرار الذي نفذ انقلاب 1969 بقيادة جعفر نميري.
وطالب المهدي بتكوين مكتب قيادى لقوى الحرية التغيير، هو الذي يكوّن حكومة مدنية من خبراء لا محاصصة حزبية فيها، ومجلس تشريعي، وحدد ثلاثة نقاط للتفاوض مع المجلس العسكري، هي "مجلس سيادة مشترك، ومجلس دفاع وأمن مشترك، وهيئة قضائية مستقلة".
وقال المهدي على هامش الإفطار السنوي للأمانة العامة لحزب الأمة القومي، "بعض الأطراف داخل قوى إعلان الحرية والتغيير تتخذ قرارات معيقة"، مشددًا على ضرورة الاتفاق على موقف موحد لإنقاذ مكاسب الثورة السودانية.
ثقة "الطرق الصوفية" في "العسكري"
وأعرب وفد مشائخ الطرق الصوفية، عن ثقته في حكمة المجلس العسكري السوداني لتجاوز الظرف التاريخي الذي يمر به السودان بوصفه الضامن للأمن والإستقرار بالبلاد.
ودعا الوفد خلال لقائه نائب رئيس المجلس العسكري الإنتقالي السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو، في القصر الجمهوري ظهر الخميس، إلى ضرورة توافق كافة مكونات البلاد السياسية والمجتمعية دون إقصاء على كيفية إدارة البلاد خلال الفترة الانتقالية.
وأشاد الوفد بانحياز القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والقوات النظامية الاخري إلى الشعب لتحقيق رغباته وتطلعاته نحو التغيير وحياة العدالة والكرامة.
دعوات إلى "مسيرات مليونية"
وهدد قادة الاحتجاجات فى السودان أمام هذه المخاوف والوعود من أن الخطوة المقبلة ستكون الدعوة إلى عصيان مدنى إذا لم يلب الجيش مطلبهم بسرعة نقل السلطة إلى المدنيين، وأكدوا أنّ الإضراب الذى استمر يومين، وانتهى أمس الأول، بهدف الضغط على المجلس العسكرى، كان "ناجحًا" بنسبة 90%، ودعا تجمع المهنيين السودانيين، الذى ينظم الاحتجاجات، إلى تنظيم مواكب مليونية، أمس، وحتى عيد الفطر، تتجة إلى ميدان الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش فى الخرطوم، فى إطار التصعيد الثورى.
وكتب تجمع المهنيين السودانيين، على "تويتر"، أمس، "ينطلق موكب السلطة المدنية من تقاطع الشرقى مع الستين ليلتحم بنقاط التجمع بعد مرور كل نصف ساعة من انطلاق الموكب، مسارات الموكب ونقاط التجمع".
وقال القيادى فى قوى إعلان الحرية والتغيير أبوبكر فيصل، "إنه منذ أن توقّف التفاوض الأسبوع الماضى لم تحدث اتصالات رسمية بيننا وبين المجلس العسكرى"، وتابع أن "الإضراب كان ناجحًا بكل المقاييس، وكل الفئات التى التزمت نفّذت الإضراب، ووفقاً لتقييمنا فإن الإضراب ناجح بنسبة 90%"، وقال القيادى المعارض، صديق فاروق، "إنّ العصيان المدنى هو خطوتنا التالية، إذا لم يحدث اختراق سنذهب إليه".
قد يهمك أيضًا:
الآلاف مِن السودانيين يُشيّعون جثمان أحد قتلى الثورة ويُزيلون المتاريس والحواجز
المجلس العسكري في السودان يستأنف التفاوض مع قادة الاحتجاجات الأحد
أرسل تعليقك