القاهرة- مينا جرجس
تسبَّبت زيادة الأسعار هذا العام عقب تحرير سعر صرف الجنيه المصري، في تراجع ملموس في سوق ملابس العيد في مصر، مع حلول عيد الفطر المبارك، حيث رفعت الأسر المصرية شعار "للأطفال فقط"، مع ارتفاع أسعار الملابس، بحيث شهدت محلات بيع ملابس الأطفال إقبالاً كثيفاً، بينما عانت محال ملابس الكبار من تراجع حاد قبل العيد بأيام.
أزمة ملابس العيد وصلت إلى حد قيام أب في قرية "ميت عاصم" التابعة لمدينة بنها في محافظة القليوبية، بإلقاء طفليه في مياه النيل، بعد طلبت زوجته مبلغاً مالياً لشراء ملابس العيد، إلا أن شباب القرية تمكنوا من إنقاذه، ولكنهم لم يتمكنوا من إنقاذ الطفلين.
"مصر اليوم" قام بجولة في عدد من أسواق الملابس في القاهرة، لرصد حركة البيع والشراء فيها، حيث أكد مواطنون أنهم اهتموا هذا العيد بشراء الملابس للأطفال فقط، وسط ارتفاع أسعار الملابس ، حيث ارتفعت لأكثر من ضعف سعرها عن العيد الماضي. وقال محمد سيد، إن أسعار الملابس ارتفعت بمعدل كبير هذا العيد، ولذلك لجأ إلى توفير بعض النفقات من خلال شراء الملابس لأطفاله فقط، إذ أن لديه 3 أطفال، ولابد أن يحضر لكل منهم ما يريده.
وقالت عبير مصطفى، ربة منزل وهي تشتري ملابس العيد لأطفالها، إن أسعار الملابس غالية جدا، فالطقم الذي كنت أشتريه العام الماضي بـ 300 جنيه، وصل إلى 700 جنيه، فضلا عن أسعار الأحذية أيضاً، مضيفة بأنها ستكتفي هذا العام بشراء ملابس لأطفالها حتى لا تحرمهم من "فرحة العيد".
وأكد أشرف عبد الرحمن، أن أسعار ملابس العيد هذا العام تجاوزت الضعف عن العام المقبل، وهو ما جعله يضطر لشراء ملابس العيد لأبناءه فقط، خاصة وأن الكبار ليس لديهم أزمة في عدم شراء ملابس جديدة، لأن فرحة العيد دائما ما تكون للأطفال، لافتا إلى أن الغلاء تسبب في كثير من الأزمات للأسر المصرية على كافة الأصعدة.
وأكد عدد من الشباب الذين حضروا الى منطقة وسط البلد في القاهرة لشراء ملابس العيد لـ"مصر اليوم"، أن أسعار الملابس هذا العام غالية جدًا، ولكنهم سيضطرون لشراء ملابس العيد، لأن العيد لا يكون عيدًا إلا بملابس جديدة- بحسب قولهم. وقالت رانيا علي، أم لطفلين، إن الأسعار وصلت الى معدلات مرتفعة جدًا هذا العام، ولكنهم اضطروا لشراء ملابس العيد، لأنه دائما ما يكمل فرحة العيد، مشيرة إلى أن الطقم الذي كان تشتريه بجنيه وصل الآن إلى 3 و4 جنيهات بشكل غير مقبول.
أما أصحاب المحال، فشكوا من ضعف الإقبال، وقال محمد علي، صاحب محل ملابس بمصر الجديدة، إن إقبال المواطنين هذا العام أقل من كل عام، ولكن هذا ليس ذنبنا، خاصة وأننا نشتري الجملة بسعر عالي ولا نستطيع تخفيضه أقل من ذلك. وأكد يوسف أحمد، صاحب محل ملابس في شبرا، أننا نعلم أن زيادة الأسعار وراء تراجع الإقبال، ولكن المنتجات نفسها ارتفع سعرها عن كل عام ولا نملك أن نخفّض أكثر من ذلك، موضحاً أن هناك تراجعاً في سوق ملابس العيد عن كل عام.
أما رئيس شعبة الملابس الجاهزة، بغرفة القاهرة التجارية، يحيى زنانيري، قال إن أسعار ملابس موسم عيد الفطر المستوردة ارتفعت بنسبة تصل إلى 100 و150%، والمحلية 70%، مقارنة بأسعار العام الماضي. وأشار إلى أن نسبة الملابس المستوردة في السوق المحلي تراجعت من 60% إلى نحو 30 أو 45% حاليا، والباقي لصالح المنتج المصري، بعد تراجع الاستيراد وزيادة تكلفته لارتفاع الدولار.
وأوضح زنانيري، أن ارتفاع الأسعار ساهم في ضعف الطلب على الملابس وانخفاض مبيعات السوق، وقال إن المحلات لاتقدم تخفيضات على الملابس خلال موسم العيد بشكل عام، لكن بعض المحال تقوم بصفة فردية بطرح عروض وتخفيضات على الأسعار من أجل تحريك الطلب.
أرسل تعليقك