أبدي عدد من الخبراء الاقتصاديين في مصر والمنطقه العربية، تخوفهم من تأثر الاقتصاد العالمي في أعقاب ما بات يُعرف "الحرب التجارية" بين الصين والولايات المتحدة الأميركية.
وكانت اندلعت رسميًا أول أمس الجمعه، الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، مع دخول حيز التنفيذ رسوم جمركية أميركية على ما قيمته 34 بليون دولار من المنتجات الصينية، ما دفع بكين إلى الردّ فورًا عبر فرض رسوم مماثلة على منتجات أميركية بالقيمة ذاتها، مؤكدة أن لا خيار أمامها سوى الردّ على ما وصفته بالتنمّر الاميركي.
وتبلغ نسبة الرسوم الجمركية الأميركية 25 في المائة على ما قيمته 34 بليون دولار من 818 صنفاً من البضائع الصينية، من بينها سيارات وقطع تدخل في صناعة الطائرات أو الأقراص الصلبة لأجهزة الكمبيوتر، لكنها تستثني الهواتف الخليوية والتلفزيونات.
وجاء ردّ بكين سريعًا على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية لو كانغ، فقال "عقب تطبيق الولايات المتحدة إجراءاتها الجمركية على الصين، دخلت الإجراءات الصينية ضد الولايات المتحدة حيز التنفيذ فورًا".
ورفض لو الإعلان عن قيمة السلع الأميركية التي ستخضع للرسوم، لكن "وكالة أنباء الصين الجديدة" (شينخوا) نقلت عن إدارة الجمارك تأكيدها أن رسومًا جمركية صينية على واردات من الولايات المتحدة بقيمة 34 بليون دولار دخلت حيز التنفيذ، مشيرة إلى أن الرسوم التي فرضتها نسبتها 25 في المائة.
الآثار التي يمكن أن تترتب علي هذه الحرب
وأشارت مصادر حكوميه مصريه، بشأن آثار هذه الحرب عليها، إلى أنه من المستبعد، حدوث تأثير مباشر على مصر جراء عمليات التصعيد الأمريكي الصيني وتنامى الإجراءات الحمائية بين أكبر اقتصاديين في العالم علي الاقل علي المدي القصير.
وأضاف المصدر في تصريحات صحفية، أن تفاقم أزمة الحرب التجارية، له تداعيات خطيرة على التجارة في العالم، ومن شأنه تقويض مساعي منظمة التجارة العالمية في تحرير السياسات التجارية وعدم تشددها.
وقال فتحي الطحاوي عضو اتحاد الغرف التجارية في الاطار ذاته "إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم على واردات الألومنيوم والحديد لم يؤثر على مصر، موضحًا أنه ليس من مصلحة التجارة العالمية تنامي الحرب التجارية أو حتى فكرة التصعيد من خلال الرسوم الجمركية والحمائية لأن ذلك له تداعيات خطيرة على التجارة في كافة دول العالم.
وأضاف "الطحاوي"، أن مصر لن تتأثر بهذا التصعيد كغيرها من الدول الأفريقية لكن قد يكون التصعيد الأمريكى ضد الصين دافع لبكين أن توسع نشاطها التجارى بصورة كبيرة فى الدول الأفريقية، موضحًا أن تنامي الحرب التجارية بين أمريكا والصين له تداعيات خطيرة على حركة التجارة في العالم وكذلك سيؤثر على الدولار الأمريكى واليوان الصينى بالفترة المقبلة.
وأشار إلى أن السياسة التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من شأنها أيضا دخول أطراف أخرى كطرف في هذه الحرب لأن قرارات فرض الرسوم على الحديد والألمنيوم طالت دولاً أوروبية وهذا قد يدفع هذه الدول لاتخاذ إجراءات مماثلة ضد الواردات الأمريكية، مؤكدًا أن الاتجاه للتصعيد المتبادل بين القوى الكبرى سيؤثر في حركة التجارة البينية ومن شأنه إحداث حالة ركود اقتصادى في كلا الدولتين سواء أمريكا والصين.
ويرى الخبير الاقتصادي هاني توفيق في سياق متصل، أن الإجراءات التي اتخذها كل من البلدين ليس لها تأثير مباشر على مصر في الوقت الحالي.
وأكد الخبير الاقتصادي، انعدام تأثر الاقتصاد المصري بما يحدث بسبب ارتباط الجنيه المصري بالدولار الأمريكي الذي ازداد قوة خلال الفترة الأخيرة أمام العملات الأجنبية الأخرى، متوقعًا عدم تأثر مصر على مستوى التجارة والاستثمار، بالإجراءات التي تتخذها كل من الولايات المتحدة والصين ضمن الحرب التجارية؛ غير أن هناك قلقا عاما بين الخبراء، والاقتصاديين، من أن هذه الأجواء من التوتر في العلاقات الاقتصاديه الدوليه ستلقي بظلالا كثيفه علي اقتصاديات الدول الناشءه. والتي تعاني بالفعل من تناقص الاستثمارات الاجنبيه المباشره وربما تواجه موجه من خروج الاستثمارات الاجنبيه من اسواقها نتيجه الشكوك التي تتصاعد حول تاثير التوترات علي الاقتصاد العالمي. حيث بدا الكثيرون يتحدثون عن شبح كساد عالمي جديداوشك علي الظهور.
ومن هنا لا يخفي البعض قلقهم من تأثير الأزمه علي مصر في المدى الطويل من حيث، انخفاض تدفق الاستثمارات الاجنبيه المباشره. والصادرات وارتفاع قيمه الورادات.
أرسل تعليقك