كييف ـ سليم كرم
تعرَّضت أوكرانيا لهجوم الكتروني ضخم أمس الثلاثاء، تسبب فى حالة من الفوضى فى الشركات والدوائر الحكومية بعد ساعات من مقتل ضابط عسكري كبير فى انفجار سيارة مفخخة في العاصمة كييف. ولم يكن مصدر الهجوم واضحًا. ومن المحتمل ضلوع الكرملين في تفجير السيارة حيث يواصل الانفصاليون الاوكرانيون المؤيدون لروسيا محاربة القوات الحكومية شرقي البلاد.
وكانت موسكو قد اتهمت بشن هجمات قرصنة سابقة في اوكرانيا، بيد ان العديد من الشركات في روسيا أصيبت أيضا، بالإضافة الى شركة شحن دانماركية كبيرة. وكانت هناك دلائل على انتشاره إلى المملكة المتحدة وإسبانيا وما وراءهما في تكرار هجوم واناكري "رانسوموار" في جميع أنحاء العالم الشهر الماضي، وقد كانت كل من شبكة الكهرباء الأوكرانية، وصندوق المعاشات التقاعدية، وموزع الطاقة، والعديد من البنوك والخدمات البريدية من بين الأهداف التي ضربتها الهجمات الإلكترونية. كما تأثرت محطات البنزين، ومصنع طائرات من طراز أنتونوف، ومطار كييف والمطار الرئيسي.
وقال بافلو روزينكو، نائب رئيس الوزراء، أن شبكة الكمبيوتر لدى الحكومة تعطلت، ونشر صورة على "تويتر" من شاشة الكمبيوتر برسالة خطأ: "تحذير: لا تقوم بإيقاف تشغيل جهاز الكمبيوتر الخاص بك! إذا تجاهلت هذه العملية، يمكن أن تدمر كل البيانات الخاصة بك! "
أما بافلو ريابكين مدير مطار "بوريسبيل" في كييف، فقد أعلن ان الرحلات قد تتأخر بسبب "الهجوم الالكتروني المزعج". وقال البنك المركزي الأوكراني إن المصارف تعرضت لـ"هجوم قراصنة خارجي" قد يؤثر على العمليات. وأعلن خبراء الأمن الإلكتروني أنه يبدو أن "رانسومواري" يسمى "بيتيا"، يجمد أجهزة الكمبيوتر ويطالب بدفع أموال لإعادة تشغيلها. وقالت روزنيفت، كبرى منتجي النفط الروسي، أنها تحولت إلى نظام إنتاج احتياطي للحفاظ على ضخ النفط بعد إن سقطت خوادم الشركة ضحية للـ "الهجوم القوي".
وكان ماكسيم شابوفال، وهو عقيد فى مديرية المخابرات الرئيسية للجيش الاوكراني، قد توفي فى وقت سابق من أمس الثلاثاء، عندما انفجرت قنبلة فى سيارة مرسيدس في مفترق طرق مزدحم فى غرب كييف. وجرح اثنان من المارة. والكولونيل شابوفال، 39 عامًا، هو قائد القوات الخاصة.
وقال يوري بوتوسوف، محرر موقع censor.net<http://censor.net>، إنه كان يُحارب ضد الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا. وأعلن ادوارد باسورين المتحدث باسم الانفصاليين أن وفاة شابوفال كانت نتيجة الاقتتال بين المسؤولين الأوكرانيين. وذكرت بعض وسائل الاعلام الاوكرانية ان العقيد كان متورطًا في توفير حماية لدينيس فورونينكوف النائب الروسي السابق الذى فر الى اوكرانيا في اكتوبر/تشرين الأول الماضي، واصبح ناقدًا بارزًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقتل فورونينكوف بالرصاص في كييف في آذار / مارس الماضى.
ويشتبه السياسيون الأوكرانيون في تورط الدولة الروسية في هذا القتل، وكذلك في محاولة اغتيال المقاتل المتطوع الأوكراني من الشيشان في كييف هذا الشهر. واستولى الانفصاليون المؤيدون لموسكو على جزء من منطقة دونباس شرق أوكرانيا عام 2014.
كما لقى ضابط من جهاز الامن الاوكراني مصرعه في انفجار سيارة مفخخة في مدينة "ماريوبول" الساحلية في مارس/آذار الماضي. ووجه اللوم الى الانفصاليين المدعومين من روسيا.
أرسل تعليقك