توقيت القاهرة المحلي 15:56:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بوتين بادر برد فعل سريع واتهم واشنطن بمفاقمة الوضع الإنساني

الولايات المتحدة تجنبت المصالح الروسية خلال ضربتها "الثلاثية" على سورية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الولايات المتحدة تجنبت المصالح الروسية خلال ضربتها الثلاثية على سورية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع مع رئيس بلدية موسكو سيرجي سوبيانين
واشنطن ـ يوسف مكي

 قابلت موسكو الضربات الجوية الأميركية التي قادتها الولايات المتحدة ضد سورية قبل فجر السبت، بالكثير من الكلام الباهت والحار، وبدأت برد سريع غير مسبوق من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإدانة الهجوم واتهم واشنطن بمفاقمة الوضع الإنساني، ولكن كان هناك أيضًا شعور واضح بالاستغاثة.

غرابة رد الفعل الروسي

وأشرقت الشمس قبل رد فعل وزارة الدفاع، التي لم تشتهر بردود الفعل السريعة، وأصدرت بيانًا يؤكد أنه لم يُصاب أي من الجنود الروس الذين يحمون سورية، ولكن كانوا مهددين بالهجوم الأميركي والبريطاني والفرنسي، كما لم تصاب أي من دفعاتها الجوية، وفي هذا السياق، قال ألكسندر غولتس، المحلل العسكري الروسي ونائب رئيس تحرير مجلة "يزهيندلي زهورنال" "يبدو أن كلا الطرفين يلعبان حسب أدوارهما المحددة، وقد نجحا في الحد من الضرر الناتج عن هذا النوع من المواجهة، ولن تكون سورية نقطة البداية لنوع ما من المواجهة العالمية".

وأصدر السفير الأميركي لدى روسيا، جون إم هانتسمان جونيور، بيانًا على موقع "فيسبوك" يوم السبت أكد فيه أن الجانبين اتخذا خطوات قبل الهجوم للتأكد من أنهما يبقيان خارجًا عن بعضهما، قبل اتخاذ الإجراءات، قائلًا "اتصلت الولايات المتحدة مع موجات الردايو للحد من خطر أي إصابات روسية أو مدنية ".

روسيا تقبل الضربات

ويربط الهجوم الأخير روسيا أكثر من أي وقت مضى بالرئيس السوري بشار الأسد، والحقيقة أنه لم يكن هناك رد فعل روسي فوري على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، القاسية بشأن هذا التحالف، في إشارة إلى أن الكرملين قد قبل التكاليف المترتبة على ذلك.

ويرى فلاديمير فرولوف، المحلل المستقل في الشؤون الخارجية، أن الرئيس الأسد أصبح نوعًا من "الدرع البشري" الذي يحد من خيارات روسيا، لكنه كان اختيارًا صنعته موسكو، وكثيرًا ما ينتظر الرئيس بوتين قبل أيام من التفكير في أزمة دولية، لذا فإن إصداره لبيان في غضون ساعات من الهجوم يشير إلى أن الكرملين يعتبره وضعًا حرجًا، ودعا بوتين إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة الهجوم، غير أنه، بخلاف ذلك، اقتصر على تكرار الادعاءات الروسية بأنه لم يحدث أي هجوم كيميائي يبرر الهجوم، وأن واشنطن لا تؤدي إلا إلى تفاقم أزمة وكارثة إنسانية.

وقال بوتين في البيان "إن روسيا تدين بأقوى العبارات الهجوم على سورية، حيث يقوم الأفراد العسكريون الروس بمساعدة الحكومة الشرعية في جهودها لمكافحة التطرف، ومن خلال تصرفاتها، تجعل الولايات المتحدة الوضع الإنساني الكارثي بالفعل في سورية أسوأ، وتسبب المعاناة للمدنيين".

روسيا تخشى تكرار أزمة 1962

ومثل الرئيس الأسد، تصف روسيا جميع معارضي الحكومة السورية بالمتطرفين، وشهدت النغمة الهادئة تغييرًا ملحوظًا في الأسابيع السابقة، عندما اقترح العديد من المعلقين أن الولايات المتحدة وروسيا كانتا مترابطتين تجاه إعادة عرض لأزمة الصواريخ الكوبية لعام 1962، والتي جلبت خصمي الحرب الباردة إلى حافة المواجهة النووية، وبعض المنافذ الإخبارية الروسية، في الوقت الذي تحاول فيه تسليط الضوء على حالة الذعر، قدمت أيضًا نصائح عملية، مثل محطات مترو موسكو التي كانت الأكثر أمانًا ضد الهجوم النووي وكمية المياه التي يجب أن يأخذها الناس معهم إلى ملجأ للقنابل.

وفي الأسابيع التي سبقت الهجوم، أصدرت موسكو تحذيرات متكررة، خاصة من الجنرال فاليري غيراسيموف، رئيس أركان القوات المسلحة، بأن الكرملين سيتخذ تدابير انتقامية حال تعرض الجنود الروس في سورية للخطر، وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن منشأتيها الرئيسيتين في سورية، القاعدة الجوية في حميميم والقاعدة البحرية في طرطوس، لم يتعرضا للتهديد.

وفي هذا السياق، صرح الجنرال سيرغي رودسكوي، رئيس قسم العمليات العسكرية، في مؤتمر صحافي، إن الصواريخ التي أطلقت خلال الهجوم لم تدخل مناطق الدفاع الجوي الروسية وكرر التأكيد الروسي على أن الهجوم ليس له علاقة بالأسلحة الكيميائية، مضيفًا  "نعتقد أن هذه الضربات ليست ردًا على الهجوم الكيميائي المزعوم، بل رد فعل على نجاحات القوات المسلحة السورية في الكفاح من أجل تحرير أراضيها من التطرف الدولي".

واشنطن تضرب أهدافًا بعيدًا عن المصالح الروسية

واقترح أحد المحللين أن الولايات المتحدة ضربت أهدافًا بعيدة كل البعد عن المناطق الرئيسية للسيطرة الروسية، حيث قال ألكسي ماكاركين، من مركز التكنولوجيا السياسية "روسيا لديها منطقة مصالح خاصة بها في سورية، والتي تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط"، مضيفًا "الولايات المتحدة ضربت أهدافًا خارج هذه المنطقة، بالطبع روسيا منزعجة، لكن هذا مجرد عنصر من عناصر الحرب الباردة الجديدة، فقط عنصر واحد من بين عدة عناصر، بما في ذلك العقوبات، التي تمثل مشكلة أكثر خطورة بالنسبة لروسيا".

وفي إشارة إلى الدلالة على عدم الإلحاح بشأن سورية، أصدر مجلس الاتحاد، مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي، بيانًا قال فيه إنه سيبحث الضربات الجوية "الأسبوع المقبل"، وأشار ماكاركين إلى أن الجيش الروسي خضع لعملية إصلاح شاملة في الأعوام الأخيرة وقام بتطوير بعض صواريخ كروز عالية التقنية وغيرها من الأسلحة، إلا أن المواجهة المباشرة مع قوات الولايات المتحدة في سورية قد تتعرضه لخطر الانقلاب المهين.

روسيا تخسر مرتزقتها في الحرب السورية

وفقدت القوات المرتزقة الروسية السرية في سورية بالفعل "بضع مئات" من المقاتلين في مناوشات مع القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في فبراير / شباط، وأبرز مدير مجلس الإدارة وسكرتير الدولة المرشح، مايك بومبيو، في شهادة مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، لم تكن لروسيا أي رغبة في مواجهة مماثلة لقواتها النظامية.

ويوجد بوتين هدفين في سورية، أولًا، يعارض بشدة تغيير النظام الذي يرعاه الغرب، خاصة لأنه من النوع الذي جلب الفوضى إلى العراق وليبيا، ثانيًا، يرى أن سورية هي وسيلة لاستعادة موسكو، ليس فقط لدورها كوسيط قوي في الشرق الأوسط، بل أيضًا لوضع شرط عالمي يتقاسمه مع الولايات المتحدة كما حدث في أيام الاتحاد السوفياتي، وحقيقة أن ترامب بدأ في انتقاده وروسيا بشكل أكثر علانية للتحالف مع الأسد لم يخفض من هذه الآمال.

وفي كلمته التي ألقاها ليلة الجمعة، قال ترامب إن روسيا وإيران لا ينبغي لهما أن يرتبطان بـ "قاتل جماعي" مثل الأسد، وكما أكد بعد هجوم محدود على سورية لنفس السبب قبل عام على سورية، وأعلن أن  بوتين وروسيا فشلت في الوفاء بالوعد للقضاء على جميع الأسلحة الكيميائية السورية.

روسيا تقبل بضربات محدودة

وأشار فرولوف، محلل الشؤون الخارجية، إلى أن بوتين سيقبل بضربات محدودة ضد سورية دون الجهود الأميركية المستمرة لمساعدة المعارضة، ولا يزال الكرملين يأمل في عقد قمة مع ترامب، لذلك سيتجاهل إلى حد كبير تعليقاته حول بوتين، ولا يزال أيضًا هناك بعض الأمل المتبقي في أن الاجتماع الشخصي الجيد قد يغير الأمور".

وكان الروس قد أدلوا بأن أنظمة الدفاع الجوي السورية تمكنت من إسقاط نحو عشرة صواريخ كروز، باستخدام معدات "صنعت منذ أكثر من 30 عامًا في الاتحاد السوفييتي"، ولكن لم يؤكد الجيش الأميركي أو ينفي هذا التأكيد.

واستقبلت وزارة الخارجية الروسية الهجوم الصاروخي بسخرتها المعتادة، ومن دون تسمية الولايات المتحدة على وجه التحديد، زادت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الوزارة، زعمها بالقيادة الأخلاقية والاستثنائية بين الحلفاء الذين شنوا الهجوم، وكتبت على فيسبوك "يجب أن تكون استثنائيًا حقًا حتى تقصف العاصمة السورية في الوقت الذي تحصل فيه البلاد على فرصة لمستقبل سلمي".

وفي مؤتمر صحافي يوم السبت، أوضحت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، دانا دبليو وايت "لقد بدأت بالفعل حملة التضليل الروسية"، وأشارت إلى أن "هناك زيادة قدرها 2000% في المتصيدون الروس في الـ24 ساعة الماضية"، وحتى مع التهديد المباشر للمواجهات، أشار عدد من المحللين الروس إلى أن قرب الجانبين من سورية، ناهيك عن تغيير مواقف ترامب، يترك مجالًا واسعًا للمواجهة، وقال ماكاركين "الخطر هو أنه في مرحلة ما قد يحدث شيء غير متوقع تمامًا وعفوي، على سبيل المثال، يمكن أن يضيع الصاروخ هدفه ويضرب منطقة حساسة".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الولايات المتحدة تجنبت المصالح الروسية خلال ضربتها الثلاثية على سورية الولايات المتحدة تجنبت المصالح الروسية خلال ضربتها الثلاثية على سورية



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon