القاهرة - محمود حساني
كشف مواطن مصري، يُدعى محمد راشد، والمعروف إعلامياً بـ "اللص التائب"، تفاصيل سرقته لعدد من شقق مشاهير السياسة في مصر، مبينًا أن أول سرقة ارتكبها لشخصية سياسية، كانت من نصيب رئيس مجلس الشعب الأسبق، صوفي أبو طالب، والثانية كانت من نصيب وزير التموين الراحل، الدكتور جلال أبوالدهب، والثالثة كانت من نصيب وزير العدل الأسبق أنور أبوسحلى.
وأضاف راشد، خلال حوار متلفز له، "كما سرقت شقة أحمد نجل وزير الحربية الراحل المشير عبد الحكيم عامر، وسفير مصرفي بلجيكا سابقا سعد الفطاطري، ووجدت في شقة الأخير خزانة بطول الحائط تحتوي على كميات كبيرة، من الألماظ والمشغولات الذهبية ومبالغ مالية لا عدد لها".
وسّرد راشد، تفاصيل حياته والمواقف التي مّر بها قائلًا "أنا من مواليد 1962، في قرية العوامية، التابعة لمركز ساقلته في محافظة سوهاج، صعيد مصر ونشأت في أسرة تحت خط الفقر، مكونة من والدي ووالدتي وستة أشقاء بينهم ثلاث بنات، لم أكمل تعليمي بعد المرحلة الرابعة في مدرسة المعلمين، بسبب ظروفنا الصعبة، وبدأت معاناتنا بعد أن تركنا والدي ورحل للإقامة في القاهرة وتزوج أخرى، بعد أن تحسنت ظروفه المادية، حيث كان يعمل في مجال الاستيراد والتصدير، ولكنه كان مسرفًا، وبدد أمواله على الملاهي الليلية".
وواصل راشد حديثه، "بعد رحيل الوالد عن البيت، بدأت أبحث عن أي مصدر للحصول على المال لأسد جوعي وجوع أسرتي، وكنت وقتها في الصف الأول الإعدادي، وذات يوم طرقت باب أحد جيراننا عدة مرات، لكن لم يجبني أحد، فدخلت البيت ووجدت مجموعة من الدواجن في ساحته وسرقت 10 دجاجات، وبعتها في سوق القرية ومرَّت السرقة بسلام، لكنها فتحت شهيتي للاستمرار في هذا النشاط".
وأكد راشد، أنه نادم على اتجاهه إلى عالم الجريمة لأن ملايين الجنيهات لا تساوي شيئاً مقارنة بقضاء ساعة واحدة خلف القضبان، مبينًا أن تجربة السجن علمته أن الجريمة لا تفيد وأن المال الحرام لا ينفع، ومن يعلم قسوة السجن سيفكر ألف مرة قبل ارتكاب أي جريمة، ويؤكد أنه لو كان استخدم ذكاءه في الدراسة بدلًا من السرقة، لأصبح شخصية ذات شأن كبير في المجتمع. واستطاع راشد تكوين ثروة طائلة من السرقة تقدر بملايين خلال سنوات قليلة، فاشترى شقة ووضع أمواله في بنكين، أحدهما أجنبي يضع فيه العملات الأجنبية والآخر مصري، أما المصوغات والمجوهرات فقد كان يبيعها إلى التجار.
وأوضح راشد، أنه بعد خروجه من السجن، أخذ عهدًا على نفسه، بالتوبة، وعدم العودة إلى ممارسة نشاطه الإجرامي، وأعلن توبته أمام أهل الحي الذي يعيش فيه. وأشار راشد إلى أنه تنازل عن الأموال والمجوهرات، التي سرقها إلى وزارة الداخلية، التي كرَّمته ومنحته رحلة حج، وخصصت له كشكًا يعينه على كسب قوته من عرق جبينه، مبينًا أنه قرّر كتابة قصة حياته، في كتاب طبعه على نفقته الخاصة بعنوان "العودة إلى الله"، يقوم بتوزيعه على السائقين في إشارات المرور بمبلغ 10 جنيهات للنسخة الواحدة.
أرسل تعليقك