c موغابي يُواجه نهاية حقبته بسبب خطأ تكتيكي غير معهود - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 15:32:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عصر "الرفيق بوب" يبدو قريبًا جدًّا مِن انتهائه

موغابي يُواجه نهاية حقبته بسبب خطأ تكتيكي غير معهود

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - موغابي يُواجه نهاية حقبته بسبب خطأ تكتيكي غير معهود

الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي وزوجته جريس
هراري ـ عادل سلامه

بدأ التفكك النهائي لحُكم الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي الذي استمر 37 عاماً، بخطأٍ تكتيكي غير معهود، فمن أجل تمهيد الطريق أمام زوجته غريس وعصبتها ذات النفوذ المتزايد، دَخَلَ الحاكم المُستبد، البالغ من العمر 93 عاماً، في مواجهةٍ حاسمةٍ مع الرجل الوحيد القادر على خوض تحدٍّ ناجحٍ ضد سلطته في زيمبابوي التي كانت مستعمرةً بريطانية سابقة، فخسر أمامه.

وأقال موغابي، إيمرسون منانغاغوا، نائب الرئيس سابقاً، المُلقَّب بـ"التمساح" لمكرِه وطول عمره وصلابته، من منصبه قبل تسعة أيام، وكان ينبغي لموغابي، أكبر الحُكام سنًا في العالم، وزوجته البالغة من العمر 53 عاماً التفكير ملياً في طريقة الإقالة، لكنَّ ذلك لم يحدث، فصار موغابي قيد الإقامة الجبرية في مقر إقامته الرسمي في ضاحية بوروديل الراقية، ولا يعرف أحد مكان وجود زوجته غريس موغابي.

وكان موغابي ينوي إقالة منانغاغوا وجهاً لوجه في مكتبه، بيد أنَّ رئيس الاستخبارات السابق رفض السفر لمسافةٍ قصيرةٍ عبر العاصمة الزيمبابوية هراري لمقابلته، وحاول الرئيس مرةً أخرى مقابلة منانغاغوا، مُعاوِنه وساعده الأيمن منذ أن كانا يحاربان معاً في حروب التحرير في سبعينيات القرن الماضي، وطلب منه في هذه المرة الحضور إلى مقر إقامة الرئيس الرسمي، ولكن لم يصله أي رد مرةً أخرى.

وقال مسؤولٌ في الحزب الحاكم، الذي يحمل اسم ZANU-PF أو "الاتحاد الأفريقي الوطني في زيمبابوي - الجبهة الشعبية"، إنَّ هذا الرفض الثاني اعتُبِرَ دليلاً على التخاذل، وبعد ذلك بساعات، أعلن متحدث باسم الحكومة في مؤتمرٍ صحافي في هراري إقالة منانغاغوا من منصبه بسبب "الخيانة، وعدم الاحترام، والخداع، وعدم الجدارة بالثقة". 

وهرب منانغاغوا، الذي كان متوقعاً أن يخلف موغابي المريض منذ وقت قريب في شهر أغسطس/آب الماضي، إلى دولة موزمبيق المجاورة. ثم أعقبت ذلك فترة هدوءٍ قصيرة شهدت تشاور منانغاغوا وحلفائه مع الجيش الزيمبابوي وأنصارٍ آخرين في زيمبابوي ومدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى مُمثِّلين عن حكومة جنوب أفريقيا. وكان دعم جنوب أفريقيا الضمني حاسماً، إذ لم يكن نجاح أي محاولة لإطاحة موغابي ممكناً دون الدعم الإقليمي الذي يمكن لجنوب أفريقيا توفيره.

وقال كونستانتين تشيوينغا قائد الجيش الزيمبابوى يوم الإثنين، 13 نوفمبر/تشرين الثاني، إنَّ الجيش سيتدخل في حال تهديد الاستقرار والأمن فى البلاد.

ولم يكن هناك ردٌ من موغابي، وأعلن بعض أنصار زوجته غريس التحدي. وفي عصر يوم الثلاثاء، 14 نوفمبر/تشرين الثاني، اتخذت عرباتٌ مُدرَّعة مواقعها حول هراري، وبحلول الساعة الواحدة صباحاً من يوم أمس، الأربعاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني، أحكم الجيش قبضته على استوديوهات الإذاعة الحكومية، وأعلن تشيوينغا تدخُّل الجيش للحفاظ على الوطن من "المجرمين". وأدرك الكثيرون في زيمبابوي أنَّ تشيوينغا يقصد العصبة، التي تحمل اسم G40، المحيطة بالسيدة الأولى.

يُذكَر أنَّ الصراع على السلطة بين منانغاغوا وغريس موغابي كان محتدماً طوال عدة أشهُرٍ ماضية حتى قارب على بلوغ ذروته. وسيضطر الطرف الخاسر في الصراع للسفر إلى أي منفى، هذا إن غادر البلاد في الوقت المناسب.

كان مُعظم المُحلِّلين والدبلوماسيين الغربيين يُرجِّحون فوز منانغاغوا. وصحيحٌ أنَّ المعركة قائمةٌ في أروقة الحزب الحاكم، ولكنَّ أهميتها وصلت إلى ما هو أبعد من ذلك، وتحولت إلى صراع أجيالٍ بين محاربين قُدامي خاضوا حروب السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ومنافسين طموحين أصغر سناً، إذ يُشير اسم G40 إلى متوسط أعمار أعضاء الجماعة. ثم حدث تحوُّلٌ في مسار الأحداث، ويبدو أنَّ الرئيس قرر تفضيل أسرته على الحزب، إذ شهدت الأسابيع الأخيرة تحدُّث السيدة الأولى علانيةً عن احتمالية تولِّي سيدةٍ لرئاسة البلاد في المستقبل القريب، فضلاً عن مجاهرة زوجها بانتقاد أنصار منانغاغوا.

ومن المقرَّر أن يجتمع أعضاء الحزب الحاكم فى مؤتمره السنوى في شهر ديسمبر/كانون الأول المُقبل حتى تُعلَن ترشيحات المناصب العليا ويجري التصديق عليها. ولا شك في أنَّ احتمالية ترشيح غريس موغابي لمنصب نائب الرئيس جذبت انتباه منانغاغوا والعديد من أنصاره داخل الجيش، وما عزَّز جذب انتباههم هو عملية التطهير الجارية داخل الحزب التي هددت نفوذهم وامتيازاتهم. وهم يعرفون كذلك أنَّ غريس، على عكس زوجها المعزول موغابي، مكروهةٌ من الجميع تقريباً في زيمبابوي،إذ تعُج بعض وسائل الإعلام التي تتحلى بصراحةٍ نسبية بتقارير عن جولات تسوق السيدة الأولى وتبذيرها في الشراء، والسلوكيات الطائشة لابنيها اللذين يُنفقان ببذخٍ في الملاهي الليلية، ونوبات غضبها العنيفة كما يُزعَم. حتى أنَّ بعض مؤيدي الرئيس المُخلصين يقولون إنَّها ينبغي ألَّا تخلُف زوجها أبداً.

ولم يكن منانغاغوا، أيضاً، يحظى بقبولٍ كثيراً. فدَوره في مذابح منطقة ماتابيليلاند، غربي زيمبابوي، في أوائل الثمانينيات أدَّى إلى نُفور أكثر سكان مناطق جنوبي وغربي زيمبابوي منه. ولكنَّ الرجل، البالغ من العمر 75 عاماً، يحظى باحترامٍ، ومن المحتمل أن يلقى قبولاً كقائد. وعلاوةً على ذلك، سيكون هناك أملٌ في بعض الاستقرار، وفرصةٌ لإعادة استنهاض الاقتصاد المُنهار.
ولكنَّ منانغاغوا ليس قائداً حتى الآن. ولِكي يحدث ذلك، لا بد من عقد صفقة ما. وقد بدأ الجيش بالتواصل مع المعارضة منذ التحوُّل. ويقول مسؤولو المعارضة إنَّ المحادثات مع "أفراد الجيش" جاريةٌ منذ عدة أشهر حول استبدال موغابي بسلطةٍ انتقالية بقيادة منانغاغوا ولكن بشرط وضع سياسيي المعارضة البارزين مثل مورغان تسفانغيراي، القائد المخضرم لـ"حركة من أجل تغيير ديمقراطي"، في المناصب العليا.

ومن المقرَّر إجراء الانتخابات العام المُقبل ولكن قد يُدعى لعقدها في وقتٍ مبكِّر. وعلى الرغم من الدعم الواسع التي تحظى به "حركة من أجل تغيير ديمقراطي" في المدن وبين أوساط الشباب، قد لا يزال من المحتمل فوز منانغاغوا بترشيح حزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي – الجبهة الوطنية، وخصوصاً إذا كانت أجهزة الحزب تدعمه وإذا بدا أنَّه مُستعدٌ لقيادة حكومة شاملة. لذلك فإنًّ موغابي، "المحمي" من قِبل الجيش في مكان إقامته في العاصمة، هراري، يُواجه قراراً صعباً. فقد يسعى لمقاومة القوة السياسية الهائلة التي تتحرَّك بسرعةٍ نحوه، أو التفاوض، أو الانصياع طواعيةً لقادة زيمبابوي الجُدُد. ويقول مسؤولو المعارضة إنَّهم يعتقدون أنَّ موغابي سيستقيل بحلول نهاية الأسبوع. ويقول آخرون إنَّه سيُسمَح له، حفاظًا على ورقة التوت الأخيرة، بأن يقول إنَّه لن يُنافس في أي انتخاباتٍ مُقبِلة، ومن ثمَّ يترك البلاد بهدوء.

والحقيقة هي أن ما مِن أحدٍ يعرف ما سيحدث. لدى موغابي سمعةٌ مُستَحَقة بالعنادِ ومخالفة التوقُّعات. لكنَّه كبيرٌ في السن، وفي موقفٍ ضعيف. ويُعد موغابي واحداً من الناجين السياسيين في أفريقيا، لكن يبدو أن عودةً نهائية له غير محتملة. فعصر الرفيق بوب يبدو قريباً جداً من نهايته.​

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موغابي يُواجه نهاية حقبته بسبب خطأ تكتيكي غير معهود موغابي يُواجه نهاية حقبته بسبب خطأ تكتيكي غير معهود



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 11:27 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اقتصاد المغرب سينكمش 13.8% في الربع الثاني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon