توقيت القاهرة المحلي 00:13:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد مرور أكثر من أسبوع على الاشتباكات العنيفة بين مجموعات وميليشيات مسلحة

المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا يعلن حالة الطوارئ في طرابلس

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا يعلن حالة الطوارئ في طرابلس

المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا
طرابلس ـ فاطمة السعداوي

أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، حالة الطوارئ الأمنية في العاصمة طرابلس وضواحيها، بعد أكثر من أسبوع من الاشتباكات العنيفة بين مجموعات وميليشيات مسلحة، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وخلفت أضرارًا مادية فادحة في الممتلكات العامة والخاصة. وهدد قيادي بارز في "الجيش الوطني" الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، للمرة الأولى، بالتدخل العسكري، وسط أجواء من الحذر خشية تجدد قتال الشوارع بين ميليشيات ينتمي معظمها إلى حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، وبات مصيرها على المحك.

السراج ألغى زيارته المقررة إلى كوريا الجنوبية
وتسببت المعارك في إلغاء زيارة كانت مبرمجة للسراج إلى كوريا الجنوبية، حيث نقلت وكالة "يونهاب" الكورية عن المكتب الرئاسي هناك أن السراج ألغى زيارته المقررة إلى كوريا الجنوبية هذا الأسبوع بسبب الأوضاع الداخلية. وكان من المقرر أن يزور السراج كوريا الجنوبية لعقد قمة ثنائية مع الرئيس مون جيه إن، في زيارة كانت ستصبح الأولى من نوعها لمسؤول ليبي.

وأكد المجلس الرئاسي، في بيان، أن "ما جرى ويجري من اعتداءات في طرابلس وضواحيها هو عبث بأمن العاصمة وسلامة المواطنين لا يمكن السكوت عنه"، معتبرًا أن ذلك "يدخل في نطاق محاولات عرقلة عملية الانتقال السياسي السلمي، ويشكل إجهاضًا للجهود المحلية والدولية المبذولة لتحقيق الاستقرار في البلاد".

وأوضح البيان أن إعلان حالة الطوارئ الأمنية بالعاصمة طرابلس وضواحيها جاء لـ"خطورة الوضع الراهن، ولدواعي المصلحة العامة"، بهدف "حماية وسلامة المدنيين، والممتلكات الخاصة والعامة والمنشآت والمؤسسات الحيوية".

موقف الجيش منذ اندلاع معارك طرابلس
ورغم الصمت الذي يلتزمه المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الموالي للبرلمان، شرق البلاد، منذ اندلاع معارك طرابلس التي شارفت على دخول أسبوعها الأول، قال العقيد ونيس بوخمادة، قائد القوات الخاصة (الصاعقة) التابعة للجيش، في تصريح وزعته، إدارة الدعم والتوجيه المعنوي في القوات الخاصة: "نحن جاهزون للتدخل في طرابلس، من البر والبحر والجو، وفي انتظار الأوامر من سيادة القائد العام"، في إشارة إلى حفتر.

ويعتبر البيان المقتضب أول إشارة من نوعها تتضمن تهديدًا علنيًا من الجيش بإمكانية تدخله لحسم معارك طرابلس لحماية السكان المدنيين، بعد إخفاق حكومة السراج المدعومة من بعثة الأمم المتحدة في وقف الاشتباكات. وامتد تأثير هذه المعارك إلى خزانات الديزل القريبة من مواقع الاشتباكات، حيث حذرت شركة "البريقة" لتسويق النفط والغاز في ليبيا من وقوع كارثة بيئية وإنسانية، بعد إصابة خزان الديزل رقم 122، الذي يقوم بتزويد محطة كهرباء السواني بمستودع طريق المطار التابع لشركة "البريقة" خلال الاشتباكات.

وعبرت الشركة، في بيان لها، عن "قلقها الشديد من الأضرار التي ستصيب مجمع الخزانات بالكامل"، محذرة "مما سيترتب على المزيد من الاشتباكات من كارثة إنسانية وبيئية واقتصادية". ونشر ما يعرف باسم "جهاز الأمن العام" أن قواته دخلت إلى طرابلس قادمة من الزنتان لتأمين جنوب غربي المدينة، حيث قال قائدها الرائد عماد الطرابلسي إن قواته تمركزت أمس في مواقعها بناء على تعليمات من السراج لتأمين مناطق غرب طرابلس.

اشتباكات مسلحة في طرابلس
وفي المقابل، واصلت عناصر "اللواء السابع"، القادمة من ترهونة، تقدمها في شرق طرابلس، على حساب ميلشيات مسلحة تابعة لحكومة السراج، وسط تحشيدات متبادلة للمقاتلين والآليات العسكرية من كلا الطرفين. وتشهد طرابلس اشتباكات مسلحة بين "اللواء السابع"، الذي أعلن السراج حله بعدما كان يتبع وزارة الدفاع في حكومته، وكتيبتي "ثوار طرابلس" و"الدعم المركزي - أبو سليم"، التابعين لوزارة الداخلية في الحكومة نفسها.

وفي محاولة لاحتواء الموقف، تابع السراج، باعتباره القائد الأعلى للجيش، الأوضاع العسكرية والأمنية في ضواحي طرابلس، في اجتماعين مع وزير الدفاع المكلف أوحيدة نجم، ورئيس الأركان العامة اللواء عبد الرحمن الطويل. وبحسب بيان للسراج، تناول اجتماعه خطة وزارة الدفاع لحماية المواطنين وتأمين المؤسسات الحيوية، بينما أطلعه الطويل على الترتيبات التي اتخذت لتوفير احتياجات الوحدات العسكرية لتأمين سلامة المواطنين.

وقال محمد السلاك، الناطق باسم السراج وحكومته، إن السراج يواصل اجتماعاته مع الجهات الأمنية والعسكرية لمتابعة تطورات الموقف، وصد الاعتداءات على العاصمة، وبحث سبل وقف الاقتتال. وتم الإعلان عن هدنة يوم الثلاثاء الماضي، ثم وقف لإطلاق النار يوم الخميس الماضي، لكن كلاهما لم يصمد إلا ساعات، حيث سرعان ما انهالت القذائف الصاروخية بشكل عشوائي على طرابلس، ووقعت 3 قذائف قرب مطار معيتيقة، الوحيد العامل هناك، ما أجبر سلطات المطار على تعليق الرحلات لمدة 48 ساعة على الأقل لدواع أمنية.

نعت وزارة الداخلية في حكومة السراج أحد عناصرها، الذي قالت إنه لقي حتفه مساء أول من أمس بسبب سقوط قذيفة عليه في أثناء خروجه من صلاة العشاء.
ردود دولية عن استمرار تصاعد العنف
ونفت السفارة الإيطالية في ليبيا تقارير عن إغلاقها، وإخلاء موظفيها وتوجههم إلى مطار معيتيقة، الذي تم إغلاقه بعد امتداد المعارك إليه. وقالت السفارة، في بيان مقتضب لها عبر "تويتر"، إنها "ستبقى مفتوحة"، مضيفة: "نواصل الوقوف إلى جانب أحبائنا أهل طرابلس في هذه المرحلة الصعبة".

وأدان أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، استمرار تصاعد العنف في العاصمة الليبية، وما حولها، وبالأخص استخدام المجموعات المسلحة للقصف العشوائي الذي يتسبب في مقتل وإصابة المدنيين، بمن فيهم الأطفال. ودعا أنطونيو، في بيان وزعه ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسمه: "جميع الأطراف لوقف الأعمال العدائية فوراً"، والالتزام باتفاقات وقف الأعمال العدائية على الفور، والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.

وتعهد بأن يواصل غسان سلامة، ممثله الخاص رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا، مساعيه الحميدة، والعمل مع جميع الأطراف من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي دائم ومقبول للجميع. وانضم أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، إلى الأصوات المحذرة من التصعيد الخطير في طرابلس، وأكد في بيان وزعه الناطق الرسمي باسمه محمود عفيفي "ضرورة الوقف الفوري للأعمال القتالية، والامتثال لترتيبات وقف إطلاق النار، والإجراءات التي تقوم بها حكومة السراج لبسط سيطرتها على المدينة، وتأمين سلامة المدنيين".

كما طالب بالتوصل إلى حل جذري وشامل للتهديد الذي تمثله الميليشيات المسلحة على سلامة الدولة، والذي لا يمكن بمعزل عنه استكمال الاستحقاقات السياسية والانتخابية والدستورية التي يتطلع إليها الشعب الليبي. وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا قد دعت في وقت سابق إلى إنهاء القتال في ليبيا، وذلك في بيان مشترك صدر في روما. وبحسب آخر حصيلة صدرت عن وزارة الصحة، فإنّ المعارك في طرابلس أوقعت 40 قتيلًا، وأكثر من مائة جريح، معظمهم من المدنيين.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا يعلن حالة الطوارئ في طرابلس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا يعلن حالة الطوارئ في طرابلس



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 00:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025
  مصر اليوم - محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon