c وثائق أميركية تظهر أن يلتسين أبلغ كلينتون بترشح بوتين للرئاسة - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 09:14:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وصفه بـأنه "ديمقراطي ويفهم الغرب" والكرملين يبدي استيائه

وثائق أميركية تظهر أن يلتسين أبلغ كلينتون بترشح بوتين للرئاسة الروسية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - وثائق أميركية تظهر أن يلتسين أبلغ كلينتون بترشح بوتين للرئاسة الروسية

الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين وبيل كلينتون
موسكو ـ ريتا مهنا

"أخيرًا وجدته... إنه الشخص المناسب. لقد درست سيرته الذاتية. إنه ديمقراطي ويفهم الغرب جيدًا"... هكذا وصف الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين، في 8 سبتمبر/ أيلول 1999، خلال محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي بيل كلينتون، الشخص الذي سيغدو بعد مرور ثلاثة أشهر فقط رئيسًا لروسيا.

وكان فلاديمير بوتين، الذي عينه يلتسين، بشكل مفاجئ، رئيسًا للوزراء قبل أن يغدو خليفته المتوج، شخصية مجهولة بالنسبة إلى الغرب، وأثار اختياره مخاوف كثيرة. لكن يلتسين سعى إلى طمأنة واشنطن بأنه أحسن الاختيار. وقال الرئيس يلتسين لنظيره الأميركي "أود أن أخبرك بشأنه حتى تدرك أي نوع من الرجال هو"، واستطرد قائلًا "لقد وجدته رجلًا قويًا وصلبًا ظل على اطلاع ودراية جيدة بمختلف المواضيع تحت إدارته. وفي الوقت نفسه، فإن نظرته شاملة، وقوية، وهو شخصية اجتماعية للغاية. ويمكنه تأمين العلاقات الجيدة والتواصل بمختلف الشخصيات من شركائه. وإنني متأكد أنك سوف تجده شريكًا مؤهلًا للغاية" وفق ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط.

وحديث يلتسين عن بوتين وملابسات اختياره رئيسًا لروسيا، هو بعض ما كشفت عنه وثائق تقع في نحو ألف صفحة، نشرتها المكتبة الرئاسية الرسمية للرئيس بيل كلينتون، في مدينة ليتل روك بولاية أركنساس، وحوت تسجيلات كاملة لمحادثات هاتفية ومحاضر لقاءات جرت بين الرئيس يلتسين وكلينتون في الفترة بين 1993 و1999، وانتهت بمكالمة وداعية جرت ليلة 31 ديسمبر/ كانون الأول 1999 مباشرة بعدما أعلن يلتسين تنحيه عن السلطة.

ولا توفر الوثائق المرفوع عنها السرية مؤخرًا إفصاحات جديدة بشأن دينامية العلاقات بين البلدين لما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991، ولكنها تقدم نافذة جيدة على العلاقات الودية الشهيرة التي جمعت بين الرئيسين الأميركي والروسي، التي أطلق عليها عدد من المراقبين اسم "بيل آند بوريس" في الوقت ذلك.

ويقول أندرو وايس، الذي خدم في مجلس الأمن القومي إبان رئاسة بيل كلينتون، والذي يظهر اسمه واضحًا في بعض المذكرات المشار إليها: "إنه أمر غريب، من نواحٍ كثيرة، أن نطلع على مثل هذه الوثائق الآن. كيف كانت الولايات المتحدة في الوقت ذلك تحاول العمل لأن تكون روسيا دعامة من دعامات النظام الدولي الجديد. سوف نعمل سويًا في مواجهة التحديات العالمية ذات الأهمية. كما أن قضايا الحرب الباردة غير واضحة بدرجة كافية في هذه الوثائق".

وتوثق هذه المستندات للمحادثات الشخصية والهاتفية من خلال استخدام المترجمين الفوريين، وهي تغطي العديد من القضايا والمسائل الأكثر إشاعة للقلق في العلاقات الثنائية بين البلدين الكبيرين في ذلك الوقت: الحرب الدائرة في الشيشان، وقصف قوات حلف الأطلسي لدولة صربيا خلال أزمة كوسوفو لعام 1999، والتوسع شرقًا لحلف شمال الأطلسي، ومفاوضات الحد من الأسلحة النووية.

وتكشف الوثائق كيف أن بوريس يلتسين - المعروف بعدائه الشديد للشيوعية - كان يخشى أن يعود الحزب الشيوعي الروسي إلى السلطة في البلاد، وهو الأمر الذي كاد يحدث خلال الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 1996.

والكشف عن تفاصيل المحادثات الرئاسية في تلك الفترة له أهمية خاصة على خلفية تصاعد المواجهة بين البلدين حاليًا، خصوصًا أن جوانب كثيرة من الملفات التي كانت مطروحة للبحث آنذاك ما زالت عقبات خلافية صعبة تعيق تطوير العلاقات، بينها مسألة توسيع حلف الأطلسي شرقًا، وتمدده قرب الحدود الروسية، وقصف يوغسلافيا الذي اعتبر "أكبر إهانة وجهت ليلتسين من جانب الغرب"، بالإضافة إلى نقاشات عن أوكرانيا وعن الدور الروسي في أوروبا.

وأثار رفع السرية عن المحادثات من دون إخطار الجانب الروسي استياء الكرملين الذي رأى في الحدث ربطًا متعمدًا بواقع العلاقات الحالي بين البلدين. وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن واشنطن لم تجر مشاورات مع موسكو حول نشر حديث مسجل بين الرئيسين، مشيرًا إلى انتهاك "أعراف متبعة فيما يخص رفع السرية عن تسجيل أحاديث ومكالمات هاتفية على مستوى عالٍ". وزاد أنه "وفقًا للممارسات العالمية، فإن الوثائق المتعلقة بالسياسيين الحاليين عادة ما يطبق عليها حظر النشر"، في إشارة إلى أن الجزء الذي أغضب الكرملين هو الحديث المتعلق بالرئيس فلاديمير بوتين.

وتشير التسجيلات المنشورة إلى أن يلتسين قال لكلينتون في إحدى المكالمات "استغرق الأمر مني وقتًا طويلًا للتفكير في من يمكن أن يصبح الرئيس القادم لروسيا. لكن للأسف وقتها لم أستطع إيجاد أي مرشح ملائم لهذا المنصب بين الشخصيات المحيطة بي، حتى استقر اختياري على شخص دون سواه، إنه فلاديمير بوتين". ووصفه بأنه "شخص موثوق وملم جيدًا في نطاق مسؤولياته. لقد وقعت عليه بالصدفة، درست شخصيته وسيرته الذاتية واهتماماته ومحيطة، إنه شخص جدي وقوي واجتماعي يمكنه بسهولة أن يقيم علاقات واتصالات مع الشركاء".

بعد هذه المكالمة التي جرت في سبتمبر 1999، تمكن يلتسين من تقديم بوتين مباشرة إلى كلينتون على هامش فعالية في إسطنبول، وسبق اللقاء تبادل للحديث بين الرئيسين، وسأل كلينتون نظيره الروسي: من سيفوز في انتخابات الرئاسة المقبلة؟ أجاب يلتسين: بوتين طبعًا. إنه خليفة بوريس يلتسين. وهو شخص ديمقراطي ويعرف الغرب جيدًا. وردًا على تعليق كلينتون بأن بوتين "ذكي للغاية"، قال يلتسين: "إنه صلب".

اللافت أن الوثائق المنشورة تضمنت أحاديث عن تدخل أميركي مباشر لصالح يلتسين في انتخابات عام 1996، وهو أمر له أهمية خاصة على ضوء اتهامات واشنطن حاليًا لبوتين بالتدخل في انتخاباتها الرئاسية.

على سبيل المثال، توضح محادثة جرت عام 1993 كيف قدم كلينتون مساعدة قوية ليلتسين في الانتخابات البرلمانية، قبل أن يبدأ التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة آنذاك. يسأل كلينتون في إحدى المحادثات: ما هو الموقف في الأقاليم؟ هل يمكننا أن نفعل شيئًا من خلال حزمة المساعدات التي نقدمها لإرسال الدعم إلى المناطق؟

وأعجب يلتسين بالفكرة، فقال إن "هذا النوع من الدعم في الأقاليم سيكون مفيدًا للغاية"، وفي مكالمة أخرى طلب يلتسين من نظيره الأميركي الحصول على قدر ضئيل من المساعدة المالية قبيل انتخابات عام 1996 الرئاسية؛ خاطبه قائلًا: "بيل... أنا في حاجة ماسة إلى قرض بقيمة 2.5 مليار دولار"، موضحًا أنه يريد دفع رواتب تقاعدية وأجور الحكومة - وهي التزامات لو تركت دون أن يتم الوفاء بها، من المحتمل أن تؤدي إلى الخراب السياسي. وفي فبراير/ شباط 1996 طلب من بيل كلينتون "استخدام نفوذه" لإضافة بضعة مليارات من الدولارات إلى قرض من صندوق النقد الدولي لمساعدة يلتسين خلال حملته لإعادة انتخابه.

لكن العلاقة الودية، كما ظهرت، تخللتها مشاكل عدة. ففي عام 1995 أخبر يلتسين، كلينتون، بأن توسع حلف الناتو شرقًا سوف يعني "إذلال" روسيا. ورأى أنه "شكل جديد من أشكال التطويق... العديد من الروس لديهم شعور بالخوف. لماذا تريد أن تفعل ذلك إذا كانت روسيا شريكك؟".

كما أظهرت الوثائق، إصرار يلتسين على أن روسيا ليست لديها "مطالبات بشأن دول أخرى"، مضيفًا أنه "من غير المقبول" أن تقوم الولايات المتحدة بتدريبات بحرية بالقرب من شبه جزيرة القرم. وخاطبه: "يبدو الأمر كما لو كنا نقوم بتدريبات في كوبا. ما هو شعورك؟"، ثم اقترح الزعيم الروسي "اتفاق جنتلمان" على عدم انضمام جمهوريات سوفياتية سابقة إلى حلف الناتو.

لكن كلينتون رفض العرض حينها، وقال ليلتسين "لا يمكنني تقديم التزام محدد، إنه ينتهك روح "الناتو" برمتها". كما أن قصف يوغسلافيا في 1999 كان نقطة خلافية أخرى مؤلمة بالنسبة إلى يلتسين. وفي مارس (آذار) قبل ساعات من بدء الضربات الأطلسية اتصل كلينتون بيلتسين، وأبلغه أن القرار اتخذ. وكان جواب يلتسين عاطفيًا وراجيًا: "من أجل بلدينا، من أجلي ومن أجلك، من أجل مستقبل أوروبا، أرجوك إلغاء القرار"، لكن كلينتون رد بأنه "لم يعد ممكنًا إلغاء الحزمة الأولى من الضربات"، عندها انفجر يلتسين غاضبًا: "سيكون لدى المواطنين الروس رد فعل سلبي حيال العلاقة مع واشنطن ومع (الحلف)، وأتذكر كم كان صعبًا بالنسبة لي أن أحاول أن أدير رؤوس الناس، والسياسيين تجاه الغرب، تجاه الولايات المتحدة، ونجحت في القيام بذلك، والآن سنخسر كل ذلك". بعد مرور شهر على تلك المكالمة، اتصل يلتسين بنظيره الأميركي مقترحًا استئناف الحوار، واشتكى من ضغوط قوية عليه من جانب جنرالات الجيش. وقال له: "لا تدفعني للتورط في هذه الحرب"، وفي مكالمة أخرى قال له: "يهاجمونني من اليمين ومن اليسار". كان على يلتسين أن ينبه أكثر من مرة بعد ذلك الجانب الأميركي أن تلك التصرفات فيها إهانة لروسيا. وفي المكالمة الوداعية قبل تنحية يلتسين، أشاد كلينتون بالعمل الكبير المشترك. وتكرر ذكر بوتين عندما طمأنه يلتسين إلى أنه "سيجد شريكًا موثوقًا".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وثائق أميركية تظهر أن يلتسين أبلغ كلينتون بترشح بوتين للرئاسة الروسية وثائق أميركية تظهر أن يلتسين أبلغ كلينتون بترشح بوتين للرئاسة الروسية



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:27 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني
  مصر اليوم - ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني

GMT 00:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025
  مصر اليوم - محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025

GMT 06:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
  مصر اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 10:39 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

إطلالات شرقية لرمضان من وحي فاطمة المؤمن

GMT 17:26 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

بايرن ميونخ يصف محمد صلاح بأنه "ميسي أفريقيا"

GMT 12:11 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ميلان يعلن إعارة كولومبو لـ كريمونيزي الأمريكى كولومبو

GMT 03:17 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيديو تفاعلي يتكيف مع حركة الجسم أثناء التمارين

GMT 16:43 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أخطاء تفعلها عند ارتداء الكمامات

GMT 03:12 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

المعهد الأميركي يكشف السيناريو المرعب لـ"كورونا"

GMT 07:29 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صلاح مع قطة تحصد نصف مليون إعجاب في ساعات

GMT 06:31 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الثلاثاء 13 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:06 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح ديكور هادفة إلى تنسيق حدائق منزلية

GMT 08:41 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وصلة رقص لـ ساويرس على أنغام رايحين نسهر لـ محمد رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon