هامبورغ ـ عادل سلامه
صافحت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الرئيس الأميركي بقوة أمس الخميس، خلال استقباله في مدينة "هامبورغ" لعقد لقاء قمة ثنائية. واستغرقت المصافحة عدة ثوان حيث توقفت الكاميرات من حولهما للتأكد من ان وسائل الاعلام التقطت هذه المبادرة الودية.
وقد سار الاجتماع السابق بينهما في البيت الأبيض في مارس/آذار الماضي على غير المتوقع عندما اصدر الرئيس دونالد ترامب عدة إشارات لفظية وظرفية ولم يمدَّ يده لمصافحة ميركل. وعلى الرغم من ذلك تقدمت ميركل لمصافحة ترامب اليوم بينما كانت تقف مع قادة "مجموعة العشرين" في فندق "أتلانتيك كمبينسكي".
وأجرى الزعيمان حديثًا قصيرًا كان غير مسموع من قبل الصحفيين عندما التقط المصورون صورا لهما وهما يتحادثان. ثم توجهت ميركل مع الرئيس ترامب بعيدا حتى يتمكنا من التحدث بصراحة عن التجارة، وتغير المناخ، ومجموعة من المواضيع الأخرى، بما في ذلك "العدوان الروسي"، وذلك وراء الأبواب المغلقة.
وكان ترامب قد وصل إلى المانيا قبل اللقاء، وحظي بحفاوة لافتة خلال وصوله الى هامبورغ لحضور قمة "مجموعة العشرين" التي من المقرر أن يجلس فيها ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو عميل سابق في المخابرات "كي جي بي" للمرة الأولى.
وقد هاجم ترامب في وقت سابق من يوم أمس الخميس روسيا خلال وجوده في بولندا، بسبب "أنشطتها المزعزعة للاستقرار في أوكرانيا وغيرها، ودعمها لأنظمة معادية بما في ذلك سورية وإيران" وحث حكومة فلاديمير بوتين للانضمام إلى الولايات المتحدة وحلفائها في مكافحة التطرف العنيف. لكنه رفض أن يتحدث عن اختراق الانتخابات الرئاسية العام الماضي فى الولايات المتحدة من قبل الكرملين، قائلا انه يعتقد انها حكومة بوتين، بيد انه كان يمكن ان يكون اخرون في دول اخرى ".
يذكر أن الاجتماع بين ترامب وبوتين هو الأكثر أهمية في المحادثات الثنائية في جدول الرئيس الأميركي. وتأتي العقوبات، والتدخل في الانتخابات، والقتال في سورية وغزو روسيا لأوكرانيا ضمن المحادثات.
كما يمكن للاجتماع مع ميركل بعد ظهر هذا اليوم أن يتحول إلى حد الى الحديث عن خروج ترامب الدراماتيكي من اتفاق المناخ الدولي المعروف باسم "اتفاق باريس" بعد فترة أن كان يجمع كلا من ميركل وترامب علاقات تجارية. وأدت المأساة التى أصابت رحلة ترامب السابقة إلى أوروبا إلى عدم تفسير إدانته لعجز الولايات المتحدة التجاري مع ألمانيا.
وتعد ألمانيا جزءًا من الاتحاد الأوروبي، مما يعني أن ترامب لا يمكن التفاوض على اتفاق تجاري مع ميركل مباشرة. ولا يمكنه التفاوض على صفقة مناخية جديدة للولايات المتحدة معها من جانب واحد، ولكن كلاهما سيأتي بالتأكيد. كما أن المعركة ضد "داعش" واستفزازات كوريا الشمالية الأخيرة هي أيضًا في ذهن الرئيس الأميركي الذي ألقى خطابا أمس في وارسو وتلقى أسئلة من وسائل الإعلام الإخبارية التي تناولت هذين الموضوعين.
ويأتي لقاء ترامب مع ميركل كفرصة لتحويل العلاقات مع الحليف. وقد أظهرت الشراكة علامات متكررة من التوتر في الأشهر الستة منذ تولي ترامب منصبه. وخلال اجتماع مجموعة السبع فى بروكسل في مايو/ايار، انتقد ترامب المانيا على فائضها التجاري مع الولايات المتحدة. وقال في تصريحات ابرزتها مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن "الالمان هم في غاية السوء". "انظروا إلى الملايين من السيارات التي يبيعونها في الولايات المتحدة. رهيب. وسوف نتوقف عن هذا" وواصل ترامب، مهملا ذكر الاستثمار الألماني الكبير في الولايات المتحدة، مثل مصنع "بي ام دبليو" الكبير في "سبارتانبور".
كما شوهدت ابنة الرئيس ايفانكا، التي أصبحت صديقة لميركل، تسير الى فندق "اتلانتيك كمبينسكي" مع الوفد الأميركي.
أرسل تعليقك