برلين ـ جورج كرم
التقى القادة السياسيين الألمان ليلة الخميس لمناقشة الخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد، وذلك ضمن آخر جهودهم لإنهاء الجمود السياسي في البلاد، والذي حدث منذ الانتخابات غير الحاسمة التى جرت في سبتمبر/أيلول ومنذ انهيار محادثات تشكيل الائتلاف بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل قبل أسبوعين تقريبًا.
ويُعد ذلك عودةً لميركل إلى شركائها في الائتلاف القديم، والديمقراطيين الاشتراكيين الوسطاء، لاستكشاف ما إذا كانت قادرة على التغلب على الخلافات الماضية والتوترات الأخيرة لفتح المفاوضات بشأن تشكيل حكومة جديدة معًا. ومن المقرر أن تجتمع مساء الخميس مع مارتن شولز، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي في القصر الرئاسي، إلى جانب رئيس الجناح البافارى لكتلتها المحافظة.
وقال شولتز للصحافيين في مؤتمر عملٍ عُقد في برلين في وقت سابقٍ اليوم "لا أستطيع أن أقول لكم ما ستكون نتيجة هذه المحادثات. يمكنني أن أؤكد لكم هذا فقط: إنني سأقوم بالعمل من أجل حل أفضل لبلدنا، وأن حزبي يدرك مسؤوليته الشاملة عن الاستقرار السياسي". وجاءت محادثات يوم الخميس بدعوة من الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، بعد أن حاولت المستشارة تشكيل حكومة من شأنها أن تجمع بين المحافظين وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر المؤيد للأعمال يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال السيد شتاينماير في اليوم التالي: "أتوقع من الجميع أن يكونوا على استعداد للتفاوض، وأن يجعلوا من الممكن تشكيل حكومة في المستقبل القريب". وقد اجتمع منذ ذلك الحين على انفراد مع قادة جميع الأحزاب السياسية، وحثّ كل منهم على إعادة النظر في العودة إلى التحالف التى حكم من عام 2005 إلى عام 2009، ومرة أخرى منذ عام 2013.
بيد أنَّ شتاينماير سيواجه تحديات في إقناع الأطراف المعنية في تلك الحكومات بأن تتحد مرة أخرى عندما يكافح جميع الزعماء الثلاثة من أجل حياتهم السياسية. ويُذكر أن البرلمان الألماني سيكون مكونًا سبعة أحزاب -من بينها "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف كقوة ثالثة اقو، الذي وصل إلى البرلمان الجديد بعد انتخابات 24 سبتمبر/أيلول مما أدى إلى تشتيت خطوط التعاون التقليدية وفق عقود من التوافق بين ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي، ما أجبر ميركل على السعي إلى تحالف مع حزبين أصغر آخرين، بدلا من حزب واحد.
وفي الأيام التي أعقبت التصويت، خوفا من جعل "البديل من أجل ألمانيا" كأقوى قوة معارضة في المجلس التشريعي، استبعد شولز بشدة مشاركة حزبه في حكومة أخرى برئاسة ميركل. وفي أعقاب نداء شتاينماير، تمكن شولتز من التراجع عن هذا التعهد، وأخبر حزبه بأنه يستجيب لطلب من الرئيس. بيد أنه يتعين على أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذين سيجتمعون لعقد مؤتمر للحزب في غضون أسبوع أن يصوتوا على أي قرار للمضي قدما. ولا يزال الكثير من الديمقراطيين الاشتراكيين يشعرون بالقلق لأنَّ حزبهم الضعيف بالفعل سوف يفقد المزيد من خصائصه إذا انضم إلى حكومة أخرى في تحت قيادة ميركل.
وقد ظهر الكثير من أعضاء الحزب في الأيام الأخيرة مطالبين بإقامة ائتلاف جديد بما في ذلك تغييرات في نظام الرعاية الصحية في البلاد وزيادة الاستثمار ففي التعليم والبنية التحتية الرقمية. وقال شولتز قبل المحادثات "من الواضح إننا بحاجة إلى الثقة والاستقرار. لكن من الواضح أيضا إننا بحاجة إلى تغيير".
أرسل تعليقك