في تطور جديد لافت في الأزمة الخليجية، أعلنت وكالة "الأنباء السعودية" الرسمية، فجر اليوم السبت، أن ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، تلقى اتصالًا هاتفيًا من أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني. وأوضحت الوكالة أن الأمير تميم أبدى رغبته بالجلوس على طاولة الحوار لحل الأزمة الخليجية، بما يضمن مصالح جميع الأطراف، الأمر الذي رحب به ولي العهد السعودي. وأضافت الوكالة أن التفاصيل سيتم الكشف عنها لاحقاً، بعد تفاهم الرياض مع أطراف الأزمة الأخرى؛ الإمارات والبحرين ومصر.
من جانبها، ذكرت وكالة "الأنباء القطرية" الرسمية أن الاتصال يأتي بتنسيق من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. وأضافت الوكالة القطرية، أن الأمير تميم وافق على طلب ولي العهد السعودي بتكليف عدة مبعوثين لبحث الخلافات، على أن يبحثوا القضايا العالقة دون المساس بسيادة الدول.
وكانت تصريحات أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في واشنطن بعد لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الخميس، أثارت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب. فبعد ساعات من انتهاء المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الأميركي أصدرت الدول الأربع بياناً أكدت فيه أن "الحوار حول تنفيذ المطالب يجب ألا تسبقه شروط".
كما أعربت عن أسفها لما قاله أمير الكويت عن نجاح الوساطة بتجنب التدخل العسكري، وشددت على أن الخيار العسكري لم ولن يكون مطروحاً بأي حال، وأن الأزمة مع قطر ليست خلافاً خليجياً فحسب، لكنها مع عدد من الدول العربية والإسلامية التي أعلنت موقفها من التدخلات القطرية ودعمها للإرهاب، ودول أخرى كثيرة في العالم أجمع لم تتمكن من إعلان موقفها بسبب التغلغل القطري في شأنها الداخلي، ما جعلها تخشى عواقب ذلك، خصوصاً مع السوابق القطرية في دعم الانقلابات، واحتضان وتمويل الإرهاب والفكر المتطرف وخطاب الكراهية.
ورد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية بالقول إن "الكويت تابعت باهتمام البيان الذي صدر عن الدول الأربع حول الخلاف بين الأشقاء في المنطقة وهي تعرب عن تقديرها لما ورد في البيان، الذي يعكس حرص الأشقاء على وضع حد لذلك الخلاف وما عبروا عنه من تقدير لما تقوم به الكويت من جهود. وفي هذا الصدد تؤكد موقفها المبدئي حيال ذلك الخلاف، والذي سبق أن عبّرت عنه منذ البداية والهادف إلى التهدئة بدلاً من التصعيد وإلى الحوار البنّاء بدلاً من القطيعة". وشدد على أن الكويت ستواصل مساعيها الخيّرة لرأب الصدع، يحدوها الأمل والتفاؤل بالوصول إلى نهاية سريعة لذلك الخلاف المؤسف.
وفي قطر، أعرب مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية عن رفض بلاده واستنكارها الشديدين لما تضمنه بيان دول الحصار من مزاعم واتهامات ضدها من دون أي دليل عليها.
وفي المنامة وصف وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة الموقف القطري من الأزمة مع الدول الأربعة بـ "السلبي". وقال في تغريدة على "تويتر" أمس: "ما أن انتهى أمير الكويت، من مؤتمره حتى رأينا سلبية الموقف القطري بوضع الشروط والعراقيل أمام أي حوار يلبي المطالب". وأضاف في تغريدة أخرى: "أمير الكويت، تكلم من قلبه بما نطمح إليه من استقرار للمنطقة، ويعلم أن التصعيد العسكري لم يأتِ من الدول التي قاطعت قطر. ولفت في تغريدة أخرى إلى أن الدول الأربع "لم ولن تسعى إلى أي تهديد عسكري، إلا أنها، وكما يعرفها العالم، لن تسمح لأي طرف، كبر شأنه أو صغر، بتهديد أمن شعوبها واستقرارها".
وفي أبوظبي، علق وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، على جهود الكويت في حل الأزمة مع قطر بقوله: "جهد مشكور للكويت وأميرها بمعالجة أزمة قطر ومحيطها الخليجي الطبيعي"، منتقداً ما وصفه بـ "استمرار التخبط في الديبلوماسية القطرية". وأوضح قرقاش عبر "تويتر" أن المطالب الـ١٣ الركن الأساس لحل الأزمة، وهي حصيلة تراكم سياسات مضرّة وانعدام الثقة في الدوحة، وتصريحات أمير الكويت أياً كانت القراءة، أكدت مركزيتها.
ومع التنبيه الأميركي من التهديد الإيراني للمنطقة غرّد وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان عبر حسابه على "تويتر" قائلاً: "الإرهاب والتطرف في العالم منبعهما إيران وابنها البكر حزب الشيطان، وكما تعامل العالم مع داعش لا بد من التعامل مع منابعه، شعوبنا في حاجة إلى السلام والأمن".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أهمية التزام تعهدات قمة الرياض، والحفاظ على الوحدة لهزيمة الإرهاب. وقال البيت الأبيض إنه خلال اتصال هاتفي أمس الأول مع أمير قطر ركز الرئيس على أهمية تنفيذ كل الدول التزامات قمة الرياض، للحفاظ على الوحدة وهزيمة الإرهاب في الوقت ذاته، ووقف تمويل الجماعات الإرهابية ومحاربة الفكر المتطرف. وشدد البيت الأبيض على أن الرئيس بحث مع الشيخ تميم في استمرار التهديد الذي تمثله إيران على استقرار المنطقة.
أما أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح فقد أكد قدرة وحكمة القادة والرؤساء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على تجاوز الأزمة. وقال خلال المؤتمر الصحافي مع ترامب: "حكمة إخواننا في الخليج، التي تجعلهم أكثر تقديراً لتطورات الوضع الذي تمر فيه المنطقة، ولا سيما في سورية والعراق وليبيا، والأمل في حل الأزمة الخليجية مازال قائماً". وأكد أن الحل يكمن في الجلوس مع بعضنا البعض والاستماع للنقاط التي تضر المنطقة ومصالح أصدقائنا الآخرين، موضحاً أن قسماً كبيراً من المطالب الـ13 سيحل.
وبين الشيخ صباح الأحمد أنه تلقى رسالة جوابية من قطر تؤكد استعدادها لبحث المطالب الـ13، مشدداً على ضرورة التماسك وتناسي الخلافات الخليجية، معرباً عن الأمل في الإسهام في حل الأزمة الخليجية وعودة الأمور إلى نصابها، مؤكداً أن الكويت ضامنة بالضغط على قطر، معرباً عن الثقة والقدرة على تفادي تحليق قطر خارج السرب الخليجي.
وثمن أمير الكويت التزام أميركا بأمن وحماية الكويت، مؤكداً عمق العلاقات المشتركة بين الكويت وأميركا المتجذرة على مختلف المستويات والأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.
أرسل تعليقك