أنقرة ـ جلال فواز
دعت المعارضة التركية، السبت، إلى بذل جميع الجهود؛ لحماية عملية التصويت في انتخابات يوم الأحد، وسط مخاوف من أن مؤيدي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سيحاولون التلاعب بالنتيجة؛ لإبقاءه في السلطة.
المعارضة التركية توعي مؤيديها
وسيتوجه ملايين الأتراك إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد، ويقرروا ما إذا كانوا سيسمحون لأردوغان بمواصلة حكمه المستمر منذ 15 عامًا، كزعيم تركي، والحفاظ على أغلبية حزبه في البرلمان، حيث يحظى بقيادة واسعة في استطلاعات الرأي، لكن ليس من الواضح ما إذا كان سيحصل على نسبة الـ 50% التي يحتاجها لتجنب إجراء انتخابات مباشرة ضد مهرام إينس، زعيم حزب الشعب الجمهوري من يسار الوسط.
وكان إينس، مدرس فيزياء سابق، يبلغ من العمر 54 عامًا، قام بحملة انتخابية مفاجئة غير متوقعة، ويأمل أنه إذا تمكن من الوصول إلى جولة الإعادة ضد أردوغان، فإن جميع أحزاب المعارضة الأخرى ستلقى دعمها خلفه، وفي مسيرته الأخيرة في إسطنبول، حذر إينس من أن حزب العدالة والتنمية الحاكم سيحاول سرقة الانتخابات ومنع جولة الإعادة، ودعا أنصاره إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع لمنع تزوير الانتخابات.
وقال إينس للحشد "أعلن بدأ 36 ساعة من التعبئة، في أي ساعة ستكونون غدًا حول الصناديق؟ ليست 6 صباحًا، كونوا هناك في الساعة 5.30 صباحًا، وإذا لم تكن لديك مشكلة صحية، أذهبوا إلى هناك الليلة"، وناشد المسؤولين المحليين عدم مواكبة الجهود المبذولة للتلاعب في النتيجة، قائلًا "لا تُخزي تركيا بعد الآن، إنكم حكام الدولة وليس أردوغان ".
أردوغان يسخر من إداعاءات المعارضة
وفي مسيرة حملته النهائية، سخر أردوغان من التحذيرات من تزوير الناخبين، قائلًا "ما هذا؟ إن هذا البلد يعتمد على القانون، باستثناء مناطق التطرف، كما لم نجر أي انتخابات بأي عيوب منذ 15 عامًا".
وتتمتع تركيا بتاريخ طويل من الانتخابات النزيهة التي يعود تاريخها إلى خمسينيات القرن العشرين.، لكن استفتاء عام 2017 لتغيير الدستور شابته تغييرات اللحظة الأخيرة في قواعد التصويت، وكذلك الادعاءات بشأن تزوير صناديق الاقتراع من قبل حزب أردوغان.
وكان من بين التغييرات قرار اللجنة الانتخابية، الذي تم إجراؤه في يوم الاستفتاء، حيث قبول أوراق الاقتراع التي لم يختمها مسؤولو الانتخابات، وقد خلص مراقبو الانتخابات من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى أن "التغييرات المتأخرة في إجراءات العد فقدت ضمانة مهمة بشأن التصويت، وستطبق ذات القواعد على انتخابات الأحد التي يقول النقاد إنها تترك المجال مفتوحًا أمام الاحتيال، وقد نشرت وكالة الأنباء التركية الرسمية، الأناضول، قصة تتهم مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بمحاولة بث الفوضى بانتقاد الانتخابات التركية.
الرئيس التركي يخشى الخسارة
واُعتقل المئات من مراقبي صناديق الاقتراع من الحزب الديمقراطي الشعبي المؤيد للأكراد في الأسابيع الأخيرة، فيما يقول الحزب إنه محاولة لإضعاف قدرته على مراقبة تزوير الانتخابات.
ومن جانبه، أكد غارو بايلان، عضو البرلمان من حزب الشعب الديمقراطي "اعتقلوا المئات ويحاولون تخويف البقية من القدوم إلى مراكز الاقتراع".
وفي مسيرة السيد إينس، حمل أنصاره أعلام مصطفى كمال أتاتورك، أول زعيم لحزب الشعب الجمهوري ومؤسس الجمهورية التركية، وقال ناخبو حزب الشعب الجمهوري إنهم على يقين من أن أردوغان سيحاول سرقة الانتخابات لكن في الوقت نفسه كانوا واثقين من أن مرشحهم سيفوز.
وأوضحت غونكا با، وهي عامل نسيج، تبلغ من العمر 24 عامًا "بالطبع سيحاول الغش مرة أخرى، لكن هذه المرة لن نسمح بحدوث ذلك، هذه المرة سندافع عن أصواتنا"، فيما أصر أردوغان على أنه سيتخلى عن السلطة إذا قال الشعب التركي "كفى"، ولكن العديد من المحللين يشكون في أنه سيقبل فعلًا الهزيمة الانتخابية.
من جانبه، أكد سونر كاغابتاي، مؤلف كتاب" السلطان الجديد ، وهي قصة حياة أردوغان "يخشى أردوغان من أنه سُيحاكم ويُضطهد إذا خسر الانتخابات، لذلك أعتقد أنه سيكون من الصعب عليه قبول الخسارة والتنحي إذا كانت هناك نتيجة مفاجئة يوم الأحد".
أرسل تعليقك