لندن ـ سليم كرم
أكدت الكاتبة ديا تشيكرافارتي، أن الأحداث العظيمة التي تحدث للأمم تكون بمثابة ثورات، تحدث بعدها تغييرات جذرية، وأشارت إلى أن الذي كان يعيش خلال الثورة الصناعية فإنه سيعلم أنها كانت فترة النمو الاقتصادي السريع والابتكار والتقدم التكنولوجي الكبير، غير أنها كانت أيضا فترة من عدم اليقين الكبير في حياة الناس وسبل عيشهم.
وأشارت في مقالها الذي نشر في صحيفة "التليغراف البريطانية"، إلى وصف مارك كارني، محافظ بنك إنجلترا، لعام 1860- خلال الانتقال من الاقتصاد الزراعي إلى الاقتصاد الصناعي الذي كان يبدو في بداية الأمر مماطلة، باعتباره "عقدا مفقودا". وأضافت "صحيح أن أولئك الذين عاشوا خلال تلك السنوات سيكون لديهم قصة مختلطة، ومن الراحة في القرن الـ 21 على الرغم من أن معظمهم يتفقون على أن هذه الفترة الصاخبة كان نقطة انطلاق واضحة لتحقيق المزيد من الازدهار، وارتفاع كبير في مستويات المعيشة، فهذا هو الشيء الذي تحاول الكاتبة تقديمه هو أن اليقين - يظهر فقط في وقت لاحق من الأحداث العظيمة".
وتابعت "لأول مرة منذ ما يقرب من نصف قرن، وضعت المسؤولية الوحيدة لتشكيل مستقبلنا في أيدينا. هذا هو الوقت الذي كنا فيه بحاجة إلى حكومة حازمة ومعارضة حاسمة بناءة. للأسف، ليس لدينا في هذا العصر من قادتنا الذي لديها فرصة ضئيلة جدا، لإخفاء عدم اليقين المشوش حول الحدث السياسي الأكثر أهمية في عصرنا. نحن الآن في وضع غريب أن كل زلة صغيرة من جانب سياسيينا يتم تحليل وتضخيم مائة أضعاف. ولكن لأننا جميعا نشعر بالارتباك حول الصورة الكبيرة، يبدو أننا علقنا كل الإحساس بالموضوعية والعقل، ونقف على أهبة الاستعداد لسياسيا لسوء اختيار الكلمة في مقابلة تلفزيونية مباشرة".
وواصلت "النقطة الرئيسية هي أنه، كما تذهب الثورات، وتأتي بنتائج من بين أعمال الضرب والشغب، أظهرت الأرقام التي نشرت الأسبوع الماضي نموا بنسبة 0.4 في المائة في الربع الثالث من هذا العام. وهو ارتفاع متواضع بنسبة 0.1 في المائة خلال الربعين الأولين من عام 2017، ولكنه يسير في الاتجاه الصحيح. وشهدت الصناعة التحويلية توسعا بنسبة 1 في المائة خلال الربع، في حين يبدو أن قطاع الخدمات يواصل أداءه القوي.
وكشفت الأبحاث التي أجراها مكتب عمدة لندن أن قطاع التكنولوجيا المالية البريطانية قد بدأ استثمارا قياسيا بلغ أكثر من 825 مليون جنيه إسترليني منذ بداية العام، أي ضعف المبلغ المسجل في نفس الفترة من عام 2016، مع جذب لندن أكثر من خمسة أضعاف الاستثمار في أي مدينة أوروبية أخرى.
وقال "بنك مترو" الأسبوع الماضي إن ودائعه (أكثر من نصف حسابات الشركات) ارتفعت بنسبة 10 في المائة إلى 10.8 مليار جنيه إسترليني، وارتفع الإقراض بنسبة 11 في المائة إلى 8.6 مليار جنيه إسترليني. حتى أوبس سكيتيش أعلن يوم الجمعة أن عمليات إعادة التوظيف بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "أكثر وأكثر من غير المرجح". وأشار التقرير إلى أن أي حدث سياسي كبير يأتي دائما بفترة من عدم اليقين، في حين تتشكل تداعياته وتصبح تفاصيل النتيجة النهائية واضحة. وتشير الأشهر القليلة الماضية إلى أن اقتصادنا يتسم بالمرونة الكافية لمواجهة هذه الفترة.
أرسل تعليقك