الشرقية ـ اسلام الشرقاوى
البودرة في متناول الجميع رغم الضربات الأمنية المُتتالية لتجار المخدرات، واستهداف أوكارهم، والقبض على العديد من الموزعين لها في نطاق كافة دوائر المُحافظة الأمنية، إلا أن "البودرة" تُداهم مُحافظة الشرقية بطريقة غريبة وسريعة وبأسعار مُخفضة، وكأن من يوزعها لهم هدف أكبر من تحقيق مكاسب من تجارة حرام، وأن الهدف هو إسقاط الآلاف من شباب المُحافظة فى فخ الإدمان. بتلك الكلمات عبر البعض ممن تحولت الألقاب التى تُذكر قبل أسمائهم للقب "الضحية" بسبب الوقوع فى مصيدة الشياطين بإدمانه لـ"البودرة".
فقد غزا نوع جديد من المُخدرات، ليس بجديد كمخدر، إنما بجديد على طبيعة محافظة ريفية كالشرقية، وهى الهيروين أو ما تُعرف حاليًا بـ"البودرة"، وانتشر العديد من مروجيها بشوارع مراكز الإقليم، وبأسعار أقل من مُخدرى الحشيش و البانجو وهما المُتعارف عليها أكثر بين متعاطي المخدرات، والتي ارتفعت أسعارها، حيث بلغ سعر "اصبع الحشيش" إلى 300 جنيه، وكذلك ربع الثمن لمُخدر البانجو 100 جنيه، في حين أن تذكرة الهيروين تُباع بـ45 جنيهًا لتسهيل تعاطيها وإيقاع الشباب فى فخ الإدمان وعدم القدرة عن التوقف عن تعاطيها، وفقًا لما أكده سيد . س - مُدمن يتلقى العلاج في مستشفى الأمراض النفسية و العصبية بالعزازي في مركز أبو حماد فى الشرقية .
ومع ارتفاع أسعار المخدرات الأكثر تداول بين المُدمنين، أقبل متعاطي المخدرات على النوع الأقل من حيث السعر وهو البودرة والتي هي الأقل سعر و الأعلى من حيث الوصول للنشوة على حد قول أحمد .
الـضحية لإدمان الهيروين بالزقازيق فى الشرقية، مُضيفًا : الحشيش و البانجو خارج الجدول .. والبودرة هى الملك فى قائمة المزاج.
واستطرد الضحية فى الحديث عن أسباب سقوطه فى مصيدة الإدمان، قائلًا كنت أعمل فى أحد الفنادق السياحية في مدينة شرم الشيخ، وكنت ميسور الحال وخلال أجازة لي توجهت لزيارة أسرتي، قابلت مجموعة من أصدقائي، الذين كنا نتعاطى الحشيش معًا، وخلال رحلة البحث اليومية اصطدمنا بـ"البودرة" الأرخص سعرًا و الأعلى تأثيرًا، لم نجد نفسنا إلا بعد عدة أيام ضحايا لها ونعجز عن التعافى منها، موضحًا وفقًا لما زعم أن الوصول لها أسهل من الوصول لرغيف العيش.
وأوضح أحد ضحايا الإدمان لـ"البودرة" - رفض ذكر اسمه، أن الهيروين انتشر فى العديد من المناطق بأرجاء الشرقية، مُشيرًا أن هناك موزعون له بقرية "أبو الأخضر" التابعة لمركز الزقازيق، وكفر أبو الريش بالزقازيق، و الشادر فى بلبيس، وكفر الإشارة، والعاشر من رمضان هى التى تعد الأكثر من بين مراكز الإقليم من حيث انتشار المخدرات، ناهيك عن المسلمية وشلشلمون منيا القمح، مُشيرًا إلى أن معرفته بتلك المناطق هى نتاج لتعاطيها المُخدر الملعون على حد وصفه، قائلًا : "روَّحت كل الأماكن دى علشان أقضى".
وكانت قد ضبطت المباحث الجنائية العشرات من مثروجى مخدر الهيروين، خلال الفترة السابقة فى العديد من الدوائر الأمنية، وحررت لها العديد من المحاضر، التى تولت النيابات التحقيق بها لإتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، ومن بينها وقائع المحاضر 5680 جنح مركز شرطة منيا القمح لسنة 2017، بحيازة تهامي . ف بحيازة 24 تذكرة هيروين بقرية شلشلمون، و المحضر رقم 535 جنح مركز شرطة القنايات بحيازة 73 تذكرة هيروين، بحوزة عمرو . ع، وكذلك ضبط 48 قطعة حجرية لمخدر الهيروين بحوزة أحمد . م وحرر ضده المحضر رقم 4902 جنح منيا القمح لسنة 2017، وضبط 70 جرام هيروين بحوزة ياسين .إ وحرر بها المحضر رقم 1195 جنح قسم شرطة ثان الزقازيق، بمنطقة كفر الإشارة، ناهيك عن ضبط طالب جامعي يوزع على الطلاب في جامعة الزقازيق 49 تذكرة هيروين .
فيما صرح مصدر بمديرية أمن الشرقية، أن الشرقية تعرضت لانتشار المخدرات وتحديدًا الهيروين بالعديد من المناطق وبمختلف الدوائر الأمنية، والتى تأتى للمحافظة قادمة من محافظات أخرى بوسائل تهريب مختلفة، لكن أمن الشرقية بكافة رجاله لا يدخرون جهودًا لإحباط محاولات المهربين وضبطهم من خلال الكمائن الحدودية، فضلًا عن ضبط كميات كبيرة خلال الفترة الماضية بحوزة مروجيها، حفاظًا على الشباب من أهالى الإقليم .
أرسل تعليقك