لوحت كتائب حزب الله العراقي بالنزول إلى الشارع العراقي لحماية السلم المجتمعي على خلفية "أزمات ونزاعات توجب على العقلاء الأخذ بالحكمة".وتقود الأطراف الشيعية في التيار الصدري من جهة وقوى الإطار التنسيقي الشيعي من جهة أخرى جبهة عريضة من الاحتجاجات الشعبية عند مداخل المنطقة الخضراء الحكومية على خلفية الصراع على مستقبل العملية السياسية وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
وذكر بيان لكتائب حزب الله العراقي "إن ما يمرّ به عراقُنا العزيز من أزمات ونزاعات توجب على العقلاء الأخذ بالحكمة، وإحترام السلطة القضائيّة، والاحتكام إلى الدستور وتقديم مبدأ الصلح، والحلول السلمية، بديلاً عن التصعيد بالتهديد والوعيد".
وحذر البيان من "أن الخروج من قاعدة التعامل السلميّ والإحتجاج المشروع إلى لغة التأجيج، والاستقواء بالجمهور، وترويع الآمنين، والتعدّي على الممتلكات العامة والخاصة، وتعطيل مصالح الناس، وجرّهم إلى المجهول قد يؤدي إلى صراع داخليّ يعود بالبلاد إلى عهد الظُّلم والاستبداد، والدكتاتوريّة والمقابر الجماعيّة".
وشدد حزب الله العراقي في بيانه أنه" في الوقت الذي تؤكد فيه كتائب حزب الله عدم مشاركتها في أيٍّ من الحكومات فإنها ستبقى مدافعةً عن النظام العام، وعن المقدسات، وحفظ الدماء والأعراض كما كان موقفها الشرعي ضدّ حزب البعث الصداميّ المجرم، وكما قاومت الاحتلال الأمريكي والدول المتحالفة معه، ووقفت حصناً منيعاً بوجه داعش لإنقاذ بغداد من السقوط".
وذكر البيان أنه "لمقتضيات المصلحة العامة وحتى لا تنزلق الأمور إلى ما يريده العدو وعملائه، ولِوَأدِ الفتنة التي قد تعصف بالعراق وأهله، وتحرق الأخضر واليابس، ومن منطلق النصوص وفتاوى علمائنا الأعلام، التي أكدت وأوجبت قطع الطرق على البغاة أيّاً كان ما يدّعون، وإلى أي فريق ينتمون فإننا في كتائب حزب الله سنتخذ قرارات ميدانية تهدف إلى حماية السلم المجتمعي، عملا بالتكليف لدفع الشّرّ عن شعبنا".
وخلال الساعات الماضية شهدت الساحة الشيعية تصريحات متبادلة بين التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وأطراف في الإطار التنسيقي الشيعي قد تجر البلاد لاندلاع حرب أهلية لاتحمد عقباها.
وأعلن مقتدى الصدر، اليوم الثلاثاء، عن تأجيل مظاهرة مليونية شعبية كان مقررا لها السبت المقبل من أجل الحفاظ على السلم الأهلي وإفشال مخططات الفاسدين الذين يراهنون على الحرب الأهلية.
كما كشف صالح محمد العراقي المقرب من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، في بيان صحفي وزع اليوم، أن قوى في الإطار التنسيقي تعمل على تأجيج الحرب الأهلية من خلال المظاهرات المتقابلة بين جماهير التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي.
وذكر أن على الكتل المنضوية في الإطار التنسيقي كبح جماح الثالوث الإطاري المشؤوم فورا لأنه يلعب بالنار وتأجيج الحرب الأهلية.
وحسب مصادر في التيار الصدري، فإن المقصود بالثالوث الإطاري المشؤوم هم كل من "تيار الحكمة الوطني بزعامة عمار الحكيم وعصائب أهل الحق بزعامة الشيخ قيس الخزعلي وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي".
وطالب زعيم فصيل عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي إلى التوقف عن المناكفات وأسلوب التصعيد والتنابز لأن التصعيد والتوتر والتأزيم لا يخدم إلا مصلحة العدو.
وسارع رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي مساء اليوم إلى الإعلان عن دعوة للقوى العراقية على طاولة حوار وطني يوم غد الأربعاء.
وقال الكاظمي، في بيان صحفي أن هذه الدعوة تأتي "من منطلق المسؤولية الوطنية المشتركة التي تجمع العراقيين على مبدأ حفظ وحدة العراق وأمنه واستقراره وتهدئة التصعيد الحالي". ودعا جميع القوى السياسية في العراق إلى "تغليب لغة الحوار ومنح الوقت والفرصة للنيات الوطنية السليمة لقطع الطريق أمام متصيدي الفتن الخلافات".
ويواصل أتباع الزعيم الشيعي مقتدى اعتصامهم للأسبوع الثالث على التوالي في مبنى البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء الحكومية للمطالبة بحل البرلمان العراقي وإجراء إنتخابات برلمانية مبكرة، فيما دخلت أعتصامات أنصار قوى الإطار التنسيقي الشيعي يومها الخامس عند الأسوار الخارجية للمنطقة الخضراء في البوابة الجنوبية عند الجسر المعلق للمطالبة بحماية هيبة الدولة والإسراع بتشكيل حكومة عراقية جديدة برئاسة محمد شياع السوداني.
ويترقب العراقيون مخرجات اجتماع القوى السياسية في العراق ،يوم غد ،برعاية الحكومة العراقية، وما توصلت إليه جولات تفاوض التي قادها رئيس تحالف الفتح هادي العامري مع القيادات السنية والكردية والمسيحية خلال الساعات الماضية للخروج من الأزمة الخانقة التي تعيشها البلاد، على خلفية نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية،التي جرت في العراق في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر عام 2021 وعدم التوصل لاتفاقات لتشكيل الحكومة العراقية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
«الإطار» العراقي يُعلن جاهزيته لتشكيل الحكومة بعد عطلة العيد
زعيمٌ « التيارِ الصدريِ » مقتدى الصدرْ يدعو لصلاةٍ موحدةٍ وتفسيرهِ أسبابَ انسحابهِ منْ البرلمانِ
أرسل تعليقك