توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجثمان يصل الجمعة من أميركا والحكومة تؤكد أنه ساهم في خدمة العلم والإنسانية

وفاة العالم أحمد زويل في الولايات المتحدة عن عمر يناهز 70 عامًا إثر انتكاسة صحية مفاجئة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - وفاة العالم أحمد زويل في الولايات المتحدة عن عمر يناهز 70 عامًا إثر انتكاسة صحية مفاجئة

العالم أحمد زويل
القاهرة - وفاء لطفي

أكد مدير مدينة زويل اللواء صلاح عزازي، في تصريح خاص ل"مصر اليوم"، إن جثمان العالم المصري الراحل أحمد زويل سيصل الجمعة المقبل، الذي رحل عن عمر يناهز 70 عامًا، حيث وافته المنية في منزله بالولايات المتحدة الأميركية.

ونوه عزازي، إلى أنه تلقى اتصالا هاتفيا من مكتب الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمتابعة إجراءات ومراسم دفن الجثمان، وقررت رئاسة الجمهورية إعداد جنازة عسكرية للدكتور "زويل" فور وصول الجثمان من الولايات المتحدة الأمريكية إلى القاهرة.

وأكد المستشار الإعلامي للدكتور أحمد زويل شريف فؤاد، أن أسرة العالم الراحل تناشد بتوجيه قيمة أي نعي بالصحف كتبرع لمدينة زويل، مشيرًا الى أن وزارة الخارجية ترتب الآن إجراءات وصول الجثمان إلى القاهرة، والمقرر وصوله الجمعة المقبل.

ونعى فؤاد، الدكتور أحمد زويل، والذي وافته المنية، الثلاثاء، عن عمر ناهز الـ 70 عامًا. وأضاف فؤاد، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "هنا العاصمة"، مع الإعلامية لميس الحديدي، على قناة "سي بي سي"، " أنا في حالة ذهول وحالة  زويل الصحية كانت قد تحسنت مؤخرًا، ونحاول تحقيق أمنيته بالدفن في مصر"، مشيرًا الى أنه لم يعرف حتى الآن سبب الوفاة على وجه الدقة ، ولكن كل ما يعرفه أن أمنية الراحل الأخيرة هي أن يُدفن في مصر، حيث كان كل ما يطمح فيه هو رؤية مصر متقدمة علميًا، وتابع "زويل كان عنده حنين مرضي إلى مصر وكان يحبها بشكل كبير للغاية وكانت في مخيلته حتى لحظاته الأخيرة".

وقدّم الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعازيه إلى أسرة الراحل العظيم وذويه وكافة تلاميذه ومحبيه من أبناء الوطن وخارجه، قائلًا "إن مصر فقدت اليوم ابنًا بارًا وعالمًا نابغًا بذل جهودًا دؤوبة لرفع اسمها عاليًا في مختلف المحافل العلمية الدولية، وتوَّجها بحصوله على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 تقديرًا لأبحاثه في مجال علوم الليزر واكتشاف الفيمتو ثانية. وقد كان الفقيد حريصًا على نقل ثمرة علمه وأبحاثه التي أثرت مجاليّ الكيمياء والفيزياء إلى أبناء مصر الذين يتخذون من الفقيد الراحل قدوة علميةً عظيمة وقيمة إنسانية راقية؛ فحرصت مصر على تكريمه بمنحه وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى ثم قلادة النيل العظمى التي تُعد أرفع وسام مصري".

وأضاف "سيظل الفقيد رمزًا للعالِم الذي كرس حياته بشرفٍ وأمانة وإخلاص للبحث العلمي، وخيرَ معلمٍ لأجيال من علماء المستقبل الذين سيستكملون مسيرة عطائه من أجل توفير واقع أفضل للإنسانية، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته وذويه وجميع تلاميذه ومحبيه في مصر والعالم الصبر والسلوان".

ونعت الحكومة المصرية برئاسة المهندس شريف إسماعيل، ببالغ الحزن وعميق الأسى، العالم الدكتور أحمد زويل، داعية الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يمُن بالصبر والسلوان على ذويه وزملائه وتلاميذه في محراب العلم، مشيدة في بيان لها، بالإسهامات التي قدمها العالم الجليل في خدمة العلم والإنسانية، والتي توّجت بنيله جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1999، كما ثمنت الجهود التي بذلها الفقيد العظيم في سبيل رفعة بلاده بكل وطنية وإخلاص، من خلال وضع لبنة إنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، والذي يمثل مشروع مصر القومي للنهضة العلمية، ويهدف لرعاية العقول النابغة، وتهيئة المناخ والإمكانات التي تحفز على الإبداع والابتكار.

ولد أحمد حسن زويل في 26 شباط/فبراير 1946، في مدينة دمنهور، وهو عالم كيميائي مصري وأميركي الجنسية حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1999 لأبحاثه في مجال كيمياء الفيمتو حيث قام باختراع ميكروسكوب يقوم بتصوير أشعة الليزر في زمن مقداره فيمتو ثانية وهكذا يمكن رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية، وهو أستاذ الكيمياء وأستاذ الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتقنية.

وفي سن 4 أعوام انتقل مع أسرته إلى مدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ، ونشأ وتلقى تعليمه الأساسي. والتحق بكلية العلوم في جامعة الإسكندرية بعد حصوله على الثانوية العامة وحصل على بكالوريوس العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 في الكيمياء، وعمل معيدًا في الكلية ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء.

وسافر إلى الولايات المتحدة في منحة دراسية وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر. ثم عمل باحثًا في جامعة كاليفورنيا، بركلي (1974 – 1976). ثم انتقل للعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك) منذ 1976، وهي من أكبر الجامعات العلمية في أميركا. حصل في 1982 على الجنسية الأميركية. تدرج في المناصب العلمية الدراسية داخل جامعة كالتك إلى أن أصبح استاذًا رئيسيًا لعلم الكيمياء بها، وهو أعلى منصب علمي جامعي في أميركا خلفًا للينوس باولنغ الذي حصل على جائزة نوبل مرتين، الأولى في الكمياء والثانية في السلام العالمي.

وابتكر زويل نظامًا قادرًا على التصوير بسرعة عالية جدًا يعرف بالفيمتو ثانية، وهو ما كان السبب في حصوله على جائزة نوبل عام 1999، وتعتبر الفيمتو ثانية نظامًا قادرًا على التصوير بسرعة عالية، ويعتمد على الليزر، حيث ساعد هذا النظام على مشاهدة حركة الجزيئات عند تفاعلها مع بعضها البعض، حيث تعتبر "الفيمتو سكند" هى وحدة الزمنية التى يمكن التقاط الصورة الواحدة خلالها، وهى جزء واحد من مليون مليار جزء من الثانية الواحدة، وتعتبر النسبة بين الثانية والفيمتو ثانية هي النسبة بين الثانية و32 مليون سنة.

وتمكن زويل من التوصل لهذا الاكتشاف العلمي من خلال استخدام نبضات الليزر قصيرة المدى وشعاع جزيئي داخل أنبوب مفرغ، مع كاميرا رقمية ذات مواصفات فريدة، والتي يمكنها تصوير حركة الجزئيات عند ولادتها وقبل التحاقها بباقي الجزئيات الأخرى، مما يجعل من السهل التدخل السريع ومفاجئة التفاعلات الكيميائية عند حدوثها باستخدام نبضات الليزر كتليسكوب للمشاهدة ومتابعة عمليات الهدم والبناء في الخلية، الأمر الذي كان بمثابة النواة للعديد من الأبحاث في مجال الطب والفيزياء وأبحاث الفضاء وغيرها، وقد غيرت كيمياء الفيمتو نظريات البشر عن التفاعلات الكيميائية، فباستخدام ثانية الفيمتو أصبح من السهل رؤية تحركات الذرات كما يتم تخيلها، ويستخدم العلماء حول العالم الآن ثانية الفيمتو في دراسة وتحليل العديد من المواد الكيميائية بمختلف أشكالها السائلة والصلبة والغازية وتفاعلاتها مع بعضها البعض.

وأعربت الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم أنه قد تم تكريم الدكتور زويل نتيجة للثورة الهائلة في العلوم الكيميائية من خلال أبحاثه الرائدة في مجال ردود الفعل الكيميائية واستخدام أشعة الليزر حيث أدت أبحاثه إلى ميلاد ما يسمى بكيمياء الفيمتو ثانية واستخدام آلات التصوير الفائقة السرعة لمراقبة التفاعلات الكيميائية بسرعة الفيمتو ثانية. وأكدت الأكاديمية السويدية في حيثيات منحها الجائزة لأحمد زويل أن هذا الاكتشاف قد أحدث ثورة في علم الكيمياء وفي العلوم المرتبطة به، إذ أن الأبحاث التي قام بها تسمح لنا بأن نفهم ونتنبأ بالتفاعلات المهمة.

وكرمته مصر بعدة جوائز، منها وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس المصري الأسبق حسنى مبارك في العام 1995، وقلادة النيل العظمى أعلى وسام مصري، كما  أطلق اسمه على بعض الشوارع والميادين، وأصدرت هيئة البريد طابعي بريد باسمه وصورته، ومنحته أيضا جامعة الإسكندرية الدكتوراه الفخرية وتم إطلاق اسمه على قاعة الأوبرا.

وورد اسمه في قائمة الشرف في الولايات المتحدة التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأميركية، كما جاء اسمه رقم 18 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر في الولايات المتحدة، وتضم هذه القائمة اينشتاين وجراهام بل. وفي نيسان/أبريل 2009، أعلن البيت الأبيض عن اختيار أحمد زويل ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأميركي للعلوم والتكنولوجيا، والذي يضم 20 عالمًا مرموقًا في عدد من المجالات، كما تم تعيينه كمبعوث علمي للولايات المتحدة لدول الشرق الأوسط.

ونشر زويل أكثر من 350 بحثًا علميًا في المجلات العلمية العالمية المتخصصة، كما أصدر عددًا من المؤلفات بالعربية والإنجليزية منها "رحلة عبر الزمن .. الطريق إلى نوبل" و"عصر العلم" في العام 2005، و"الزمن" في العام 2007، و"حوار الحضارات" في العام 2007.

وكان للدكتور أحمد زويل مشاركة فعالة خلال أحداث ثورة 25 يناير/كانون الثاني التي أطاحت بنظام  الرئيس الأسبق حسني مبارك وأسفرت عن العديد من التغيرات الدستورية والحكومية، كما كان أحد أعضاء لجنة الحكماء التي تشكلت من مجموعة من مفكري مصر لمشاركة شباب الثورة في القرارات المتخذة بشأن تحسين الأوضاع السياسية والقضاء علي رموز الفساد في مصر، كما تبنى مبادرة لإنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا من أجل تنفيذ مشروعه القومي بترسيخ قواعد العلم الحديث في مصر، وتطوير المنظومة التعليمية في مصر.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفاة العالم أحمد زويل في الولايات المتحدة عن عمر يناهز 70 عامًا إثر انتكاسة صحية مفاجئة وفاة العالم أحمد زويل في الولايات المتحدة عن عمر يناهز 70 عامًا إثر انتكاسة صحية مفاجئة



GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon